كنت أغني و”أطبل”

المفتاحي... بقلب مفتوح 3 كانت أمي تدهن شعري بالزيت "البلدية" قبل ذهابي للمدرسة لا يتحدر سعيد المفتاحي من أصول مكناسية كما يعتقد كثيرون، رغم أنه تشبع كثيرا بعادات مكناس وتقاليدها وتأثر بها منذ طفولته، فأصوله تعود إلى قبيلة صنهاجة. "أنا صنهاجي من قبيلة صنهاجة التابعة لإقليم فاس آنذاك وحاليا إقليم تاونات، ولد جدي وأبي بها، بينما ولدت بمكناس وترعرعت فيها وتشبعت بكل عاداتها وتقاليدها". أمينة كندي انتقل المفتاحي رفقة أفراد عائلته لمنزل جديد في حي "براكة"، الذي لا يبعد سوى بأمتار قليلة عن الحي الذي ازداد فيه. "في حي "براكة" تعرفت للمرة الأولى على الراحل الحسين التولالي، الذي أعجبت به في طفولتي، فقد كان رمزا للوقار و"الشياكة" والأناقة والسلوك الحسن في التعامل مع الجيران والتواضع إذ كان يحمل "وصلة" الخبز إلى فرن حي"، يحكي المفتاحي، الذي التحق بعد سنوات بالمعهد الموسيقي ليتابع دراسته تحت إشرافه. عشق المفتاحي الغناء منذ طفولته، كما كان منفتحا على ألوان موسيقية متعددة سواء مغربية تراثية أصيلة أو عربية، فقد كان من عشاق الفنان فريد الأطرش. «كنت أحفظ كل عمل جميل وراق أسمعه سواء في المنزل أو في معمل الصناعة التقليدية مثل أغاني فريد الأطرش وأعمال الفرق التراثية الرائدة مثل "أهل توات" و"تعيساويت". كان كل من يلتقي المفتاحي في مرحلة الطفولة يصفه بالطفل الهادئ والرصين، والذي لا يعشق الشغب على غرار كثير من أقرانه، ما جعله يحظى بمكانة متميزة لدى أساتذته. "كان هدوئي يلفت انتباه أساتذتي وكذلك طريقة لباسي، التي توليها والدتي عناية كبيرة، فملابسي دائما نظيفة ووزرتي المدرسية مكوية ولا أغادر المنزل إلا بعد أن تدهن والدتي شعري بالزيت البلدية حتى أبدو في كامل أناقتي"، يحكي المفتاحي، الذي كان يحظى بثقة جميع أساتذته. ويتذكر المفتاحي أن عشقه للموسيقى والغناء ساهم في تغيير صورته في عيون أساتذته، فذات يوم طلب منه أستاذ العربية حراسة تلاميذ القسم في غيابه وتسجيل أسماء المشاغبين على السبورة، لكنه تفاجأ بما حدث. "لا يمكن وصف الأجواء داخل القسم في ذلك اليوم سوى ب"نايضة"، فبدلا من أقوم بالمهمة التي كلفت بها، طلبت من التلاميذ أن يطبلوا ويغنوا معي أغاني من فن "أهل توات"، يحكي المفتاحي، الذي وبخه أستاذه قائلا "اعتقدت أنك "بعقلك" لكن يبدو أنه عليك أن تؤسس فرقة وتغني في الأعراس". ويحتفظ المفتاحي بذكريات كثيرة من مرحلة طفولته، من بينها علاقاته مع بعض الأساتذة منهم البوزيدي، الذي جمع بين التعليم والعمل الإعلامي، فقد كان معدا ومقدما لبرنامج على التلفزة المغربية بعنوان "في الطريق". "تأثرت كثيرا بذلك البرنامج، الذي كان يستضيف ثلة من الباحثين والفاعلين في عدة مجالات، خاصة ما يرتبط بالجانب التربوي، لهذا كان البوزيدي بمثابة القدوة بالنسبة إلي"، يقول المفتاحي، الذي تأثر به إلى درجة بدأ يقلده في تسريحة شعره وطريقة مشيه وحديثه. لم يكن البوزيدي الشخص الوحيد، الذي أعجب به المفتاحي، فمن بين أساتتذه كذلك السنتيسي، الذي كان متأثرا بلكنته "الجبلية" وبمظهره التقليدي المتمثل في الجلباب الأصيل والطربوش الوطني، لكن حديثه كان دائما بعربية فصيحة.

كنت أغني و”أطبل”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مواقع الخدمات ملاذ المثقفين العاطلين

أسرار شبكة "ميسي" للمخدرات ... مليار و364 مليونا ثروة جمركي

مقالات ذات صلة