fbpx
ملف الصباح

العزوف عن الزواج … النساء أكثـر عرضة للضغوطات

بنزاكور قال إن محيطهن الاجتماعي يلعب دورا محوريا في مشاعر الفشل والدونية التي يشعرن بها

تستمر نسب العزوف عن الزواج في الارتفاع، والأمر نفسه بالنسبة إلى نسب الطلاق، كما أن متوسط سن الزواج ارتفع بدوره، غير أن الأفكار التي تعتبر مؤسسة الزواج مشروعا حياتيا، وترى فيها صيانة للزوجة، ونضجا للزوج، لم تتغير، وأصبحت تزيد حدة الضغوطات النفسية على الشباب، وعلى النساء بشكل خاص، في وقت لم يصل المجتمع إلى مستوى يعتبر فيه الزواج اختيارا شخصيا.

وأمام هذه المعطيات الواقعية، ما يزال المجتمع، يكيل بمكيالين، في ما يتعلق بنظرته إلى الرجل والمرأة العازفين عن الزواج، إذ يعتبر أن عزوف الرجل اختياريا، بينما عدم زواج المرأة يرتبط بالعنوسة، أو ب”سوء أخلاق” المرأة غير المتزوجة. وفي هذا السياق، يقول الدكتور محسن بنزاكور، اختصاصي في علم النفس الاجتماعي، إن الحديث عن العزوف عن الزواج، يفترض وجود حرية الامتناع، بينما الأصل في المسألة عند الحديث عن القضايا الاجتماعية، التي تدخل في تكوين المجتمعات، أنها ليست بهذه الصورة، ويتحفظ عن التعميم في هذا الباب.

وأضاف بنزاكور، أن هناك فئة يستحيل عليها الزواج، إلا بعد ثلاثين سنة، بسبب طول الأمد الدراسي، ولا يصبح مؤهلا لسوق الشغل إلا بعد 25 سنة، يضاف إليه فترة البطالة والحصول على عمل، التي رفعت سن الزواج فوق حاجز 30 عاما.
وهناك صنف ثان، يتمثل في العازفين عن إرادة وحرية، وأثبتت الدراسات أن الذكور والإناث، لا يرون أن الزواج حل للاستمرار في الحياة السعيدة، إذ يرى الذكور أنه من غير المعقول تحمل مسؤولية الزواج، في وقت يتوفر فيه الجنس، وظروف الرخاء، والرأي نفسه عبرت عنه النساء.

وهناك صنف ثالث، يتعلق بنساء لديهن رغبة في الأمومة، وبالتالي تكون لديهن دوافع نفسية للزواج، غير أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية، أدت إلى تراجع الزواج، نظرا إلى نسب البطالة المرتفعة خاصة في المدن، وفي صفوف الحاصلين على الشهادات العليا.
ويشير بنزاكور إلى صنف رابع، ينتمي إلى الوسط المحافظ، والذي يعتبر الزواج واجبا، وأنه واجب ديني وليس قرارا أو اختيارا، وهذا الصنف هو أكثر المتضررين من أفكار المحيط، الذي يصف الفتاة بالعانس وأنها فشلت في أن تجد لها زوجا، ولا يقتصر الأمر على المحيط، بل تلوم المرأة نفسها وتشعر بالذنب، لأنها تؤمن بالتقاليد والفكر المحافظ.

وأوضح المتحدث ذاته، أن المحيط الاجتماعي يلعب دورا محوريا، في مشاعر الفشل والدونية التي تشعر بها المرأة، من خلال أسئلة من قبيل “إيو امتى غادي نفرحو بيك؟”، أو “إيمتى غادي نشوفو وليداتك؟”، وغيرها من الضغوطات القاسية على نفسية المرأة.
واقترح بنزاكور بعض الحلول، من أجل تشجيع الزواج، والحد من نسب فشل العلاقات، وأهمها تأهيل الأزواج، فكما يتعلم الشخص مهارات وتجارب في الحياة ومجال الدراسة والعمل، يجب أن يخضع لتأهيل قبل الزواج، مؤكدا أن على الدولة مسؤولية الاهتمام بمؤسسة الزواج باعتبارها لبنة أساسية في استقرار المجتمع، مشيرا إلى ضرورة توفير مساعدات مالية، وامتيازات من قبيل تسهيلات في الحصول على قروض السكن وغيرها من التدابير.

عصام الناصيري


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى