التأخر في الأداء يعدم آلاف المقاولات

تسبب التأخر في الأداء في إفلاس عدد كبير من المقاولات، خاصة الصغيرة جدا منها، التي يتطلب تحصيل مستحقاتها من المتعاملين معها أزيد من تسعة أشهر (277 يوما)، ما يتسبب لها في أزمة مالية خانقة، تؤدي بها إلى الإفلاس. ورغم أن المديونية بين المقاولات عرفت، حسب مكتب الدراسات «أنفو ريسك»، تراجعا، إذ تقلصت إلى 372 مليار درهم، فإن المقاولات الصغيرة جدا، لم تستفد من هذا الانخفاض، عكس المقاولات الكبرى، التي استفادت من الوضعية، إذ تمكنت من تقليص مدة استخلاص مستحقاتها من زبنائها بيومين، كما مددت أجل أداء مستحقات ممونيها بثلاثة أيام، علما أن المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، من ضمن المتعاملين مع هاته المجموعات الاقتصادية الكبرى. بالمقابل، تمددت فترة استخلاص المقاولات الصغيرة جدا لمستحقاتها بأزيد من 66 يوما، لترتفع المدة إلى 277 يوما. وتمثل المديونية بين مقاولات القطاع الخاص عمليات البيع والشراء بينها بالسلف، إذ في غياب تمويلات قصيرة الأمد لتمكين الوحدات الإنتاجية من تمويل اقتناء احتياجاتها، اضطرت إلى التعامل بالسلف في ما بينها لتصريف منتوجاتها وخدماتها، خاصة مع الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يمر منها الاقتصاد، بفعل تداعيات "كورونا" ويعتبر عدم احترام آجال أداء المبالغ المستحقة على المعاملات التجارية أحد العراقيل، التي تهدد مسيرة المقاولات الصغرى والمتوسطة، خاصة الصغيرة جدا منها، وتضعف تنافسيتها في السوق المغربي. وأكدت دراسات حول الموضوع أن 40 في المائة من حالات الإفلاس المعلن عنها تعود أسبابها إلى التأخر في الأداء، ما يجعل المقاولات الدائنة غير قادرة على مواصلة نشاطها، مع تشدد البنوك في تقديم قروض لإنعاش خزينة هذه المقاولات. ويحدد القانون مدة الأداء ما بين 60 يوما و 90 حدا أقصى، إذ يفرض على المتأخرين في الأداء غرامات التأخير، لكن عددا من أصحاب المقاولات لا يرغبون في اللجوء إلى القضاء، للحفاظ على علاقات الأعمال مع زبنائهم، خاصة مع الركود الذي تعرفه جل القطاعات. وأكدت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، حول تداعيات الجائحة، أن 40 في المائة من المقاولات لا تتوفر على احتياطي مالي لمواجهة النفقات اليومية، ويساهم التأخر في الأداء في تأزيم الوضعية المالية لعدد منها، خاصة الصغيرة جدا، إذ وصلت مدة الأداء، خلال 2020، إلى 226 يوما، في المتوسط، وتوقع خبراء "أنفو ريسك" أن يتمدد أجل الأداء أكثر، خلال السنة الجارية، بما لا يقل عن 40 يوما، ما من شأنه أن يرفع حالات الإفلاس، إذ يتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي إلى 11 ألف مقاولة السنة الجارية. عبد الواحد كنفاوي

التأخر في الأداء يعدم آلاف المقاولات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فرار "مطرب" أجنبي استولى على 5 ملايير

مديرون بالتجهيز "أثرياء رمال"

مقالات ذات صلة