fbpx
حوادث

قصة جريمة … جريمة قتل ليلة عاشوراء

المتهمان أجهزا على الضحية بواسطة سكين

في ليلة من ليالي غشت الماضي الساخنة، التي صادفت ليلة الاحتفال بعاشوراء، لقي نبيل حتفه جراء الاعتداء عليه، من قبل شقيقين بالضرب والجرح المفضيين إلى الموت بالسلاح الأبيض.
وأحيل المتهمان على المحاكمة، وفي آخر جلسة، قررت غرفة الجنايات الابتدائية تأخير البت في القضية إلى الأسبوع الأول من ماي المقبل، بطلب من دفاع المتهمين لإعداد الدفاع.

أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

احتسى نبيل كمية من مسكر ماء الحياة، استعدادا للاحتفال بطقوس عاشوراء. اتفق مع عدد من أصدقائه وأقاربه على تنظيم حفل إشعال النار ليلا. جمع أبناء الدوار الكثير من العجلات المستعملة وأكواما من الحطب واستعدوا باكرا للشروع في إحياء حفل عاشوراء، الذي تتخلله ألعاب بهلوانية وقفز فوق النار والتراشق بالمفرقعات ودق الطبول والدفوف وترديد شعارات وأغان وأهازيج شعبية بمشاركة النساء والفتيات والأطفال.
أشعلت النيران في العجلات وفعل مسكر ماء الحياة فعله ودفع نبيل إلى جر عجلة مشتعلة والتجول بها في الأزقة، تعبيرا عن فرحه وزهوه بالليل وقادته رجلاه إلى الزقاق الضيق، حيث يوجد محل جواد.
توقف الأخير الذي كان يتهيأ لمغادرة محله، الذي يستغله في بيع “المشاوي” ونهر الأطفال الذين كانوا يرافقون نبيل في جولته، طلب منهم الابتعاد عنه لأنه يخاف أن تصل النار إلى محله. لم يعجب هذا التصرف نبيل وانتقده وأعلن له عن تبرمه من فعله، سيما أن الليلة هي مناسبة للفرح واللعب ولا حق لأحد في منع الأطفال من التعبير عن غبطتهم وفرحهم. اشتد النقاش في ما بينهما واشتبك الطرفان وتدخل بعض أبناء الدوار وافتض الاشتباك.

استئناف النزاع
توجه نبيل غاضبا إلى بيت جدته، وسرعان ما عاد الى ساحة الصراع محتميا بعدد من أفراد أسرته، من بينهم والدته. واستؤنف النقاش بين نبيل وجواد واحتد وأحاط أفراد أسرته بالأخير، فاضطر الى استعمال سكين، للدفاع بها عن نفسه، وبدأ يلوح بها في الهواء ليخيف المهاجمين عليه. والتحق به شقيقه يوسف وكان يحمل مكبر صوت في يده واقترب من نبيل ونهاه وطلب منها الابتعاد عن أخيه ولما لم يتراجع، وجه له عدة ضربات على رأسه بواسطته. واشتبك الفريقان واضطر جواد إلى استعمال السكين ووخز بها نبيل عدة وخزات في عنقه ومؤخرة رأسه وباقي أنحاء جسمه قبل أن يلوذ بالفرار رفقة شقيقه.
وسقط نبيل مضرجا في دمائه وتدخل بعض أقاربه واتصلوا بسائق سيارة الإسعاف، لكن هاتفه كان خارج التغطية واتصلوا بمستشار جماعي دون أن يجيبهم. واضطروا الى نقله عبر سيارة خاصة الى المستشفى الإقليمي لكنه توفي هناك.

رشق سيارة الدرك
التحق شقيق الهالك بمصالح الدرك الملكي بسيدي بوزيد وأخبر الضابطة القضائية بتعرض أخيه لاعتداء بواسطة السلاح، مفيدا أنه ما زال ممددا بالدوار. وانتقلت الضابطة إلى مكان الحادث ووجدت صعوبة بالغة في ولوج الدوار لضيق أزقته من جهة، ولاستقبالها بالحجارة والاحتجاج والسب والشتم من جهة ثانية. وعلمت أنه تم نقل الضحية إلى المستشفى عبر سيارة خاصة وأنه توفي هناك.
وعملت على تمشيط المنطقة بحثا عن المتهمين دون جدوى وتوجهت إلى المستشفى ووجدت الهالك ممددا على منضدة طبية وعاينت جثته، التي كانت تحمل جروحا وندوبا وكدمات عديدة.
وتوصلت بخبر يفيد احتمال وجود المتهمين ببيت أحد أقاربهما بمولاي عبد الله وتوجهت إلى هناك وعملت على تطويقه لكنها لم تعثر عليهما. واستمعت لعدد من الشهود الذين أكدوا أن المتهمين والضحية تبادلوا الضرب والجرح وأنهم كانوا في حالة سكر ولم يجزموا في من كان السبب في الاعتداء على الهالك. وعادت إلى مقرها وفوجئت بحوالي 60 فردا من عائلة الهالك يرشقونه بالحجارة، ويحتجون على تأخير وصول سيارة الإسعاف مما أدى إلى وفاة الهالك. وطلبت الضابطة القضائية تعزيزات أمنية من القيادة الجهوية وتم تفريق المحتجين.

إيقاف المتهمين
اتصلت الضابطة القضائية بالنيابة العامة وأخبرتها بالإجراءات والتدابير المتخذة في سبيل إيقاف المتهمين، فأمرتها بتحرير مذكرة بحث في حقهما ومواصلة الأبحاث والتحريات.
وتوصلت بخبر وجود المتهمين بشقة بالجديدة وانتقلت إليها وبتنسيق مع الشرطة القضائية، ضربت طوقا أمنيا على محيط الشقة وبعد تفتيشها، لم تعثر عليهما. وبعد خمسة أيام تقدم المتهمان طوعا أمام الضابطة القضائية وسلما نفسيهما لها مؤكدين أنهما اختفيا عن الأنظار، خوفا من ردة فعل أسرة الهالك.

تصريحات متضاربة
صرح المتهم الأول أنه كان بصدد جمع أغراضه لمغادرة محله التجاري ففوجئ بالضحية وهو يجر عجلة مشتعلة متبوعا بعدد كبير من الأطفال وخاف من وصول النار الى محله التجاري المصنوع من القش، فنهر الأطفال وطلب منهم الابتعاد عنه، لكن ذلك لم يعجب الهالك واشتبك معه وتدخل بعض أبناء الدوار وذهب كل واحد إلى حال سبيله، لكنه فوجئ به يعود مؤازرا من قبل أفراد عائلته، الذين أحاطوا به، فاضطر إلى الدفاع عن نفسه بالتلويح بسكين يستعملها في تقطيع البصل. وآزره شقيقه بالدفاع عنه بواسطة مكبر صوت، الذي وجه عبره عدة ضربات لرأس الضحية قبل أن يلوذا بالفرار. وعلم بعد ذلك بأن أسرته عملت على نقله إلى المستشفى، لكنه لم يعلم كيف أصيب لأن الزقاق كان مكتظا بالأطفال والنساء وكان الوقت ليلا. وأكد شقيقه أقواله مشيرا إلى أن تدخله كان بهدف فض النزاع ودفع الضحية وعائلته إلى الابتعاد عن محل أخيه.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى