قال إن «الكان» أفضل إنجاز في مسيرته وحلمه الظفر بكأس العالم المقبلة قال الدولي السنغالي ساديو ماني، لاعب ليفربول، إنه مازال لم يستوعب بعد تتويجه بلقب كأس إفريقيا الأخيرة بالكامرون. وأضاف ماني في حوار مع صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية، أن تتويجه ب»الكان» أكبر إنجاز في مسيرته، وأنه يحلم بالفوز بكأس العالم المقبلة رفقة منتخب بلاده. وأوضح نجم ليفربول أن منتخب السنغال سيكون جاهزا لمواجهة مصر مجددا في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم رغم قوة المنافس. في ما يلي نص الحوار: بماذا كنت تفكر عندما سددت ضربة الجزاء في نهائي «الكان» أمام مصر ؟ قلت في نفسي إن الطريق نحو تسديد ضربة الجزاء ستكون طويلة. فضلت الابتعاد عن الكرة قبل التسديد لتهدئة نفسي. كنت أعلم أن 17 مليون سنغالي يتابعونني، وأنزل ذلك ضغطا كبيرا علي. لم يكن لي الحق في تخييب أملهم. فكرت أيضا في الطريقة التي ستمكنني من تسجيل ضربة الجزاء، أمام محمود أبو جبل حارس مصر، والذي صد ضربة جزاء لي خلال المواجهة. تذكرت ما قاله لي زملائي في المنتخب، إذ أرادوا الفوز باللقب بأي ثمن. إنها ضربة الجزاء الأهم في مسيرتك... إنها ضربة مهمة جدا بالنسبة إلي، ولكل السنغال. الفوز كان بين رجلي، لكتابة التاريخ. اخترت مكان الضربة في آخر لحظة، عندما كنت في طريقي للتسديد. شاهدناك تنظر للسماء قبل التسديد... أنا مؤمن، وطلبت العون من الله قبل التسديد. كنت أحتاج للدعم في تلك اللحظة، وحاولت رفع ثقتي بنفسي. بعد تسجيلك للهدف، بماذا فكرت ؟ إحساس رائع. لم أشعر بشيء مماثل من قبل. احتجت لبعض الوقت قبل فهم ما يحدث. شعرت وكأن عقلي توقف عن التفكير. أتذكر أن إدريسا غايي أول لاعب وصل إلي لمعانقتي، قائلا «فعلناها فعلناها». إنه حلم، لم أشأ إنهاءه. كم احتجت للوقت لاستيعاب أنك توجت بكأس إفريقيا ؟ مازلت أفكر في الأمر إلى يومنا هذا. في بعض الأحيان أكون لوحدي وأبدأ بالضحك وأتساءل مع نفسي هل فعلناها فعلا؟ وكأنني أنتظر أحدا لكي يؤكد لي أننا توجنا فعلا. رغم أنني فزت في السابق بألقاب عديدة، من بينها كأس العالم للأندية وعصبة أبطال أوربا والدوري الإنجليزي، لكن هذا اللقب كان استثنائيا. أتذكره كل ساعة، وأتحدث مع أصدقائي عنه دائما. تذكرت بداياتي في منطقة بامبالي، إذ كنت أسمع لمباريات المنتخب في المذياع، لأننا لم نكن نتوفر على تلفاز. ماذا قلت لمحمد صلاح بعد التتويج باللقب ؟ تبادلنا النكت قبل كأس إفريقيا، وكنت أعلم حينها أنه سيكون حزينا جدا. كان سيقوم بالأمر نفسه إذا توج هو باللقب. حاولت طمأنته، وألا يكون حزينا. يمكنه الثأر منك في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم ... لن تكون مواجهة مصر مجددا سهلة، لكننا سنكون جاهزين. بمن اتصلت أولا بعد التتويج باللقب ؟ اتصلت بوالدتي. في 2011 اتصلت بها من ميتز الفرنسية، لإبلاغها بأنني قررت السفر من أجل اجتياز اختبار بمركز تكوين النادي، وانتقدت خياري. قالت لي إنها تعرف لاعبي كرة كثرا، استماتوا من أجل الوصول إلى حلمهم لكنهم فشلوا، وطلبت مني العودة سريعا لكي لا أضيع موسمي الدراسي. لحسن الحظ لم أسمع لنصيحتها. بعدها عندما نجحت، دعمتني كثيرا، وسنتكلم يوميا على الهاتف. لم تتابع نهاية «الكان» لأنها كانت خائفة، إذ فقدت الوزن جراء ذلك أثناء المنافسة. أبلغتها بعد النهائي أننا توجنا باللقب. إنها السنغالية الوحيدة التي لم تتابع المباراة النهائية. تابع الحاج ديوف المباراة من الملعب، ومعه لاعبون من جيل 2002، ماذا قاله لك بعد النهائي ؟ كان جيلا يمتلك لاعبين مهرة أكثر منا، لكن لم يصلوا إلى أبعد نقطة. تجاوز نتائج هذا الجيل، شيء رائع. لن أنسى دعمهم لنا خلال المنافسة رفقة المدرب أليو سيسي. كيف مرت الأيام بعد ذلك بدكار ؟ استمتعنا كلنا، وإنها المرة الأولى التي يحدث لي ذلك. رقصت مع زملائي الليلة كاملة، وكانت لحظات استثنائية. سأتذكر دائما فرحة الجماهير الغفيرة التي خرجت للشارع للاحتفال. الطريق بين المطار والقصر الرئاسي يستغرق 40 دقيقة، لكن نحن استغرقنا ثماني ساعات، بفعل الحضور الجماهيري الكبير في الشارع. لم أتذكر أي دقيقة من تلك الرحلة. ما النصيحة التي يمكن أن تعطيها لطفل سنغالي يرغب في تقليدك ؟ أقول له أن يؤمن بحلمه. إنها الرسالة التي أرددها لكل الذين أقابلهم في إطار مهمتي سفيرا لتربية الشباب. إذا كنت تملك مشروعا أو حلما يجب أن تؤمن به وأن تبحث عن الإمكانيات. في صغري كنت أستيقظ باكرا قبل توقيت المدرسة، للذهاب للركض. كنت أعلم أن النجاح يمر من المعاناة. لم أكن أتخلف يوما، وكنت أصر على التمرن يوميا. متى ستسافر إلى بامبالي للاحتفال هناك ؟ في كل يونيو أسافر إلى هناك، لأنني أحتاج لذلك، للقاء كل الأصدقاء. أتذكر طفولتي هناك، إذ أتسلق الأشجار، وألعب كرة القدم في الشارع. إذا مرت الأمور بشكل جيد، سأذهب في يونيو المقبل. أصبحت البطل الأكبر لأسود السنغال، إنه دور كبير وصعب ... سيكون الأمر صعبا، خاصة إذا كنت شخصا لا تحب الظهور كثيرا للعلن. لا أريد أن يكتب أنه إنجاز ساديو ماني، لأن المجموعة كلها تمكنت من نيل اللقب ودخول التاريخ. ألا تحب حياة مثل ما يفعله نيمار أو كريستيانو رونالدو ؟ لا. أحب الطريقة التي يعيشون بها لكن لا يمكن أن تكون لي. ماذا ينقصك لتنال الألقاب الفردية مثل الكرة الذهبية ؟ كأس العالم. إنه حلمي الجديد. يجب أولا التأهل. أريد أن أخوض تحديات مجنونة مستقبلا، مثل الفوز بالمونديال مع السنغال. إذا فزت به يمكنني الاقتراب من الفوز بالكرة الذهبية. هل تضع الكرة الذهبية هدفا لك ؟ إذا فزت بكأس العالم سأقترب من الفوز بها. أحلم فعلا بالفوز بها، لكن لا أعطيها أهمية أكبر الآن. تجاوزت دروغبا في عدد أهداف الأفارقة في «البريمير ليغ» ب 107 أهداف، وراء محمد صلاح ب 116 هدفا، هل ترى أن الإحصائيات مهمة ؟ لا أهتم بالأرقام، بقدر ما أركز على الإنجازات الجماعية. لا أقضي وقتي لمراقبة الإحصائيات الفردية. أعلم أن البعض مهتم جدا بالأرقام لكن لا يمثلني ذلك. لا أحتاج إليها لتحفيزي. ماذا تريد أن تفعل قبل نهاية مسيرتك ؟ الاستمرار في تحقيق الانتصارات. أحب الكثير من اللاعبين والمهاجمين، وليفربول لديه الكثير منهم، بالإضافة إلى مدرب جيد. أريد أيضا الفوز بألقاب كبيرة. سينتهي عقدك مع ليفربول الموسم المقبل، بماذا تفكر ؟ ليس من عادتي التحدث مع الإعلام بهذه الأمور. يمكن أن تحدث أشياء كثيرة في الفترة المقبلة. اللعب مع مبابي سيسعدك... بطبيعة الحال. ستكون ثنائية رائعة بيننا، لكن عليه التوقيع لليفربول. سيستمتع بذلك كثيرا. ترجمة: العقيد درغام في سطور الاسم الكامل: ساديو ماني تاريخ ومكان الميلاد: 10 أبريل 1992 ببامبالي السنغالية جنسيته: سنغالي طوله: 175 سنتمترا تلقى تكوينه في جينيراسيون فوت السنغالي الفرق التي لعب لها: ميتز الفرنسي وريد بول سالزبورغ النمساوي وساوثهامبتون الإنجليزي يلعب لليفربول منذ 2016 لعب 86 مباراة دولية مع منتخب السنغال ألقابه: الدوري الإنجليزي وكأس العالم للأندية وكأس «السوبر» الأوربي وعصبة أبطال أوربا والدوري النمساوي (2) وكأس النمسا (1) وكأس الرابطة الإنجليزية وكأس إفريقيا