«بين حبيبات الرذاذ...» قاموس شفاف يغترف من أبجدية النوائب والأمل نظمت جمعية "معا" (فرع أزمور)، أخيرا، بدار الصانع، حفل تقديم وتوقيع ديوان الشاعرة مينة الأزهر الموسوم بـ "بين حبيبات الرذاذ، خلسة صفاء". وجرى الاحتفال بالشاعرة لمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة، وسط أجواء احتفالية متميزة حضر فيها الشعر والزجل والموسيقى والأصالة الأزمورية المتجلية في صناعتها التقليدية، التي زينت جنبات فضاء الحفل. وحضر الحدث الثقافي نخبة من رجال الثقافة والفن والإبداع من داخل المدينة وخارجها، وقام بتسيير أطواره الباحث عبد الفتاح الفاقيد، كما شارك في تقديم الديوان الشاعرة حفيظة الفارسي، والباحث عبد الإله الرابحي، والفنان التشكيلي شفيق الزكاري، الذي صمم غلاف الديوان. وتخللت حفل التوقيع قراءات شعرية للمحتفى بها من ديوانها الجديد، كما تم على هامشه تقديم شهادات في حقها ومكنونات ودلالات ديوانها الجديد. وأشارت مينة الأزهر عقب توقيعها لديوانها الجديد، أنه يحمل بين طياته عددا من القصائد التي تعنى بحاضرة دكالة مدينة أزمور، حيث تحتفي بكل ما له علاقة بالمدينة التي تنبض بالحياة والتاريخ، مشيرة إلى أن علاقتها بأزمور وطيدة منذ صغرها، حيث ترعرعت وكبرت بها، ورغم انشغالاتها المهنية فهي دائمة الحضور بها. وكتب الشاعر والإعلامي والمترجم سعيد عاهد في الغلاف الأخير للديوان: "بعد غُرة منجزها الشعري المنشور ورقيا (غيمة تمنعني من الرقص/ 2019)، تأبى مينة الأزهر، سليلة حاضرة أزمور التي نهلت من تمدنها المنغرس في مسام التاريخ نفَسها التصويري شعريا، إلا أن تقترف ثانية لعنة هبة نظمها المتفنن للكلِفين بـ "التشكيل الناطق". "بين حُبيبات الرذاذ، خلسة صفاء" مديح للفضاء ورِيَاشه، لـ "أزَما" (أحد أسماء أزمور قديما) ونبعها الأجيج، لطفلة كانت ولإماء يمشين بيننا دون أن ينتبه أحد للواذعهن، لنون النسوة حين تتفجع وحين تقاوم وحين تتهلل. بقاموسه الشفاف، المغترف من أبجدية النوائب والأمل، وبمعمار قصيده الصارم مع صنعة ما يجوز للشواعر وليس لغيرهن، ينحت الديوان صرحا للذات ومحيطها، منصتا إليهما ومرمما ذاكرتهما. ولولا ما يفرضه مقام الشعر حيث يقيم الديوان، لجاز تصنيفه ضمن "التخييل الذاتي". أحمد سكاب (الجديدة)