اتخذت قضية غياب اللاعبين حكيم زياش ونصير المزراوي عن المنتخب الوطني أبعادا كبيرة، بكبر قيمة اللاعبين والمستوى الذي يلعبان به، والأهم من كل هذا طريقة تدبير الملف، كيف؟ المشكل الأساسي هو أن المدرب وحيد خاليلوزيتش تسبب في جرح في قلبي اللاعبين، ولم يتعامل معهما باحترافية، عندما انتقدهما أمام وسائل الإعلام، فيما كان من المفترض أن يدافع المدرب عن اختياراته وقراراته دون الإساءة إلى أي أحد، في الوقت الذي التزم فيه اللاعبان الصمت، وأبانا احترافية كبيرة. وكان من الطبيعي أن يغير هذا التعامل نظرة اللاعبين إلى منتخب بلادهما، إذ كانا ينظران إليه اختيارا تلقائيا، وانتماء، وفخرا، فإذا به صار مصدرا لمهاجمتهما والتقليل منهما أمام الملأ. وكما يعلم الجميع، فقد واجه اللاعبان ضغوطات كبيرة في هولندا بسبب اختيار القميص الوطني أول مرة، ويتكبدان مشاق السفر، كلما وجهت إليهما الدعوة، ويتعرضان لضغوط أخرى من مدربيهما بعد العودة من كل مشاركة مع المنتخب، لكنهما تحديا الجميع. ويمارس اللاعبان في ناديين عريقين (تشيلسي وأجاكس)، ومن الطبيعي أن يضعا مقارنة بين تعامل نادييهما ومدربيهما، وبين تعامل وحيد خاليلوزيتش. لهذا فإن المعني الأول بهذا الملف هو المدرب وحيد خاليلوزيتش، وبالتالي فهو الجديد بالتواصل مع اللاعبين، والاعتذار لهما عن سلوكه، وفتح صفحة جديدة معهما، إذا كان يريدهما فعلا في مجموعته. أما استدعاء اللاعبين ضمن اللائحة الأولية، ووضعهما أمام الأمر الواقع، فقد أضر أكثر مما نفع. عبد الإله المتقي