أيت قمرة… قرية رياضية بمواصفات عالمية

ملعب جديد ومسبح أولمبي وقاعة مغطاة و57 ملعبا للقرب لم يتوقع عديدون أن منطقة أيت قمرة، ضاحية الحسيمة، ستحظى يوما بعناية فائقة، واهتماما فاق كل التصورات، بفضل الأوراش والمشاريع المشيدة على ترابها، بغرض إخراجها من حالة الجمود واللامبالاة طيلة عقد من الزمن. وتبدو أيت قمرة مفتوحة على أوراش ومشاريع تنموية، أطلقها جلالة الملك منذ 2015، ضمن برنامج "الحسيمة منارة المتوسط"، بغرض ضمان إقلاع حقيقي على كافة الأصعدة، وجعلها وجهة سياحية وقطبا اقتصاديا ورياضيا بامتياز، خصوصا بعد إحداث قرية رياضية بمواصفات عالمية، تضم ملعبا كبيرا لكرة القدم ومسبحا أولمبيا وقاعة مغطاة ومرافق أخرى. الأشغال تتحرك بعد توقف سير الأشغال، أو بالأحرى بطئها بمعظم المشاريع الرياضية بأيت قمرة، لأسباب مرتبطة باستيراد مواد البناء، أو إغلاق المجال البحري، لشهور، جراء الانتشار المتزايد لفيروس كورونا المستجد، استرجعت منطقة أيت قمرة حيويتها من جديد، خصوصا بعد الزيارة، التي قام بها محمد مهيدية، والي جهة طنجة الحسيمة للمنطقة، حيث بدا صارما في إعطاء تعليماته، من أجل إنهاء الأشغال في آجال لا تتعدى ثلاثة أشهر. بدورها، وقفت "الصباح" على سير الأشغال، رغم الصعوبات، التي وجدتها من قبل السلطات المحلية، لأداء مهامنا على نحو أفضل، كما تحفظ العديد من المسؤولين عن الإدلاء بوثائق مرتبطة بهذا المشروع الضخم والآجال المحددة لإتمامه. ويبدو أن غضب مهيدية على المسؤولين القائمين على المشروع أعطى ثماره، بعدما عاينت "الصباح" دينامية وحيوية، خصوصا بالملعب الكبير للحسيمة، ولم يتبق سوى تثبيت الكراسي، وزرع العشب الطبيعي، إضافة إلى بعض اللمسات، التي لم تعد تشكل أي عائق، أمام الشركة، المكلفة، كما كان عليه الحال سابقا. وحسب مصدر مسؤول، فضل عدم ذكر اسمه، فإن أغلب المشاريع، المنجزة لتنمية وتطوير الممارسة الرياضية بأيت قمرة، تجاوزت نسبة 50 في المائة، ما يعني أنها تشرف على نهايتها. ملعب بمواصفات عالمية من يتفقد الملعب الكبير للحسيمة بأيت قمرة، سيقف مبهورا بلا أدنى ريب على جودة تصميمه وطريقة بنائه، وهندسته المعمارية، التي تشبه إلى حد كبير الملاعب الأوربية ذات الطاقة الاستيعابية المحدودة. ولأن بطء الأشغال به لم يسلم كذلك من انتقادات موجهة أساسا لوكالة تنمية منطقة الشمال، فإن وتيرتها الحالية تسير بسرعة فائقة، أملا في الانتهاء منها كليا في متم يونيو المقبل. وأوضح مصدر مطلع، أن الأشغال الكبرى انتهت بالملعب الكبير، ولم يتبق سوى تثبيت الكراسي وزرع العشب الطبيعي، إضافة إلى بعض الروتوشات، المرتبطة ببعض مرافقه. وأنجز هذا المشروع على مساحة 20 هكتارا بميزانية 450 مليون درهم، على أن تبلغ طاقته الاستيعابية 16 ألف مقعد، منها 400 خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى مرافق أخرى مثل قاعة للندوات الصحافية (200 مقعد) مركز طبي وغرفة للتطبيب والتمريض وموقف للسيارات يتسع لـ 2500 سيارة. وحسب المصدر نفسه، فإن الجامعة الملكية لكرة القدم رصدت 750 مليونا، لأشغال وتجهيز مدرجات بالمقاعد المخصصة للجمهور، إضافة إلى مليار سنتيم لتهيئة الملعب الكبير بالعشب الطبيعي، قبل أن يضيف المصدر نفسه، أن الشركات المكلفة بالمشروع يمكن أن تتعرض لغرامات مالية في حال الإخلال بأداء الواجب أو التأخير في انتهاء الأشغال في القريب العاجل. مفخرة القاعة باتت القاعة المغطاة بأيت قمرة في حلة جديدة بعد انتهاء الأشغال بها، ولم يتبق عدا رتوشات بسيطة، وفق إفادة مصدر مسؤول، قبل أن يضيف "إنها مفخرة حقا للحسيمة، لجودة تصميمها ومعاييرها الدولية". ووقف محمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، الخميس الماضي، على سير الأشغال بالقرية الرياضية بأيت قمرة، رفقة رئيس الجهة وعامل الحسيمة والمدير العام لوكالة تنمية أقاليم الشمال، ودرجة تقدمها، خاصة بالملعب الكبير والقاعة المغطاة والمسبح الأولمبي. واعترف مصدر مسؤول، أن زيارة الوالي مهيدية اندرجت في سياق الوقوف على سير الأشغال بهذه المشاريع الرياضية، ضمن برنامج التنمية المجالية للحسيمة "منارة المتوسط"، وكذلك تنبيه المقاولين بخطورة وعواقب المزيد من التأخر في تسليم هذه المشاريع، وفق الآجال المحددة. وتابع المصدر نفسه، أن القاعة المغطاة تعد تحفة رياضية بمقاييس عالمية، إذ تتسع ل6 آلاف متفرج، كما يمكن أن تحتضن بطولات عالمية. ومن بين البطولات، المتوقع تنظيمها بالقاعة المغطاة، أكد المصدر نفسه "ستكون متعددة، ضمنها الدوري الدولي كأس محمد السادس للكراطي، والدوري الدولي للتايكووندو، ودوري دولي في الملاكمة، إضافة إلى احتضان بطولات وطنية وقارية في كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة". مسبح ومركز إيواء بات المسبح الأولمبي بأيت قمرة على وشك الانتهاء من أشغاله، شأنه شأن مركز التكوين والإيواء لكرة القدم، كما أنها تسير بوتيرة متسارعة، منذ زيارة الوالي مهيدية إلى المنطقة. ووفق إفادة مصادر متطابقة، فإن نسبة الأشغال بهما تجاوزت 50 في المائة، كما أن ميزانية بناء المسبح الأولمبي بلغت ستة ملايير و700 مليون سنتيم، فيما رصدت الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بالجهة 24 مليون درهم، لإنجاز مركز للإيواء والتكوين الرياضي. ويضم المشروع بناية إدارية تعليمية وقاعة للاجتماعات وملعبا رياضيا في كرة القدم ومركز إيواء على شكل إقامة داخلية. وحسب مصادر "الصباح"، فإن هذا المركز سيمكن من الحصول على تكوين رياضي في كرة القدم وتعليم مدرسي، عام أو مهني لفائدة أطفال لا تقل أعمارهم عن 12 سنة، في إطار دراسة ورياضة، مع توفير الإيواء والتغذية والنقل، كما يتوفر المركز على منشآت وتجهيزات رياضية، إضافة إلى مدرسين لتعليم الممارسين والتكوين المهني. 57 ملعبا للقرب لا حديث في الحسيمة، إلا عن ملاعب القرب، التي أصبحت موزعة على مختلف الإقليم، معظمها في جودة عالية، والبعض الآخر في وضعية سيئة جدا، بسبب غياب الصيانة. وكشف مصدر مسؤول، أن 57 ملعبا للقرب في إقليم الحسيمة مجهزة بالعشب الاصطناعي والإنارة، إضافة إلى وجود ملاعب أخرى في العديد من المناطق المجاورة، مثل إمزورن وأجدير وإساكن، المندمجة ضمن مشروع الحسيمة منارة المتوسط، في الوقت الذي تسهر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على بعض ملاعب القرب بالإقليم. وأوضح المصدر نفسه، أن الملاعب سالفة الذكر أحدثت لتعزز البنيات التحتية الرياضية بالحسيمة، وتوسيع قاعدة الممارسين، سواء بالمراكز الحضرية أو القروية، ناهيك عن تشييد 21 دارا للشباب موزعة على مختلف الجماعات القروية، التابعة لإقليم الحسيمة، من أجل تمكين الشباب من تفجير طاقتهم الإبداعية والرياضية والفنية والثقافية. الغرض من القرية إذا كان بعض شباب الحسيمة يعتقدون أن هناك أولويات لم تراع حاجياتهم للارتقاء بمستواهم المعيشي، ضمنها منح فرص العمل أكثر، فإن هناك رأيا مخالفا لأغلب سكان الإقليم، الذين يرون في القرية الرياضية بأيت قمرة فرصة للاستثمار والتسويق السياحي، خصوصا أن الحسيمة تتوفر على مؤهلات طبيعية خلابة تجعلها قبلة للزائرين. وترى بعض فعاليات المجتمع المدني، أن القرية الرياضية تشكل طفرة نوعية بالإقليم، وسيستفيد منها الأبطال والممارسون المحليون، وعموم المغاربة، خصوصا أنها تتوفر على منشآت رياضية في مختلف التخصصات. واعتبر مصدر مسؤول أن هذه المعلمة الرياضية تعد الأولى من نوعها في المغرب، وتابع "يمكن احتضان بطولات في مختلف التخصصات، لوجود ملعب كبير وقاعة مغطاة ومسبح أولمبي تستجيب للمعايير الدولية، إضافة إلى مركز التكوين والإيواء، المؤهل لاستقبال الوفود المشاركة. واعتبر المتحدث نفسه، أن القرية الرياضية بأيت قمرة يمكن أن تنعش الحسيمة اقتصاديا وسياحيا، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة المرجوة. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى الحسيمة) / تصوير: (أحمد جرفي)

أيت قمرة… قرية رياضية بمواصفات عالمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكأس تعود بمباريات حارقة

منع نشاط رياضي بآسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات