سوق اللوحات… دجاجة تبيض ذهبا

مغاربة هجروا البورصة والعقار من أجل الاستثمار فيها والفنانون الحلقة الأضعف تعرف تجارة الأعمال الفنية، سيما اللوحات، منذ سنوات، انتعاشا كبيرا، بسبب الإقبال الكبير على هذا النوع من الأعمال، سواء من قبل الأشخاص أو المؤسسات الخاصة والعمومية أيضا. ففي الوقت الذي كانت تجارة اللوحات الفنية، تقتصر على فئة قليلة من المغاربة، تغير الوضع، وصارت تسيل لعاب الطبقة المتوسطة أيضا، وتشجعهم على الاستثمار فيها، فقد أصبحت، بالنسبة إلى الكثيرين، الدجاجة التي تبيض ذهبا. فمن بين الأسباب التي كانت وراء انتعاش سوق اللوحات الفنية، ظهور فاعلين جدد في سوق الفن بالمغرب، وضمنهم بعض الشخصيات المهمة، التي منحت دفعة جديدة للقطاع، وكانت بمثابة القاطرة التي منحت للسوق نفسا جديدا، وأيضا وسيلة لتبييض الأموال المشكوك في مصدرها. كما يعتبر مهتمون أنه من أسباب الطفرة التي عرفها سوق اللوحات الفنية بالمغرب، تحول هذا السوق إلى مجال مربح للاستثمار بالنسبة إلى الكثيرين، من خلال اقتناء لوحات لأسماء معروفة، وإعادة بيعها بعدما تتضاعف قيمتها، علما أن المزادات العلنية لعبت دورا كبيرا في هذا التحول، من خلال الرفع المستمر للأسعار. فالأرباح التي يمكن تحقيقها بفضل تجارة اللوحات الفنية، دفعت الكثير من المغاربة إلى هجرة البورصة ومجال العقار، للاستثمار في هذا السوق الجديد/ القديم، وتحقيق أرباح كثيرة، علما أن بعض المغاربة يقتنون بعض اللوحات لتشجيع الفنان، والبعض الآخر، يدخلون في منافسة من خلال اقتناء لوحات لعدد من الأسماء، وهناك أيضا من يقتني لوحات لاعتبارات تجارية محضة، علما أن البعض يحرص على الأمر لأنه يملك ثقافية فنية، إلا أنهم يمثلون فئة قليلة جدا. وفي هذا الصدد، قالت فاطنة شعنان، فنانة تشكيلية، إن اسم الفنان وعدد مشاركاته في المعارض الدولية المعروفة، عاملان أساسان وحاسمان في تحديد سعر اللوحة، لكن، في الكثير من الأحيان، يمكن أن تتداخل عوامل أخرى وتحدد سعر اللوحة، بعيدا عن كل ذلك. وأوضحت شعنان في حديث مع "الصباح" أن جامعي اللوحات الفنية، يمكن أن يرفعوا قيمة اللوحة أو يخفضوها، وهو الأمر الذي يؤكد أن المستثمرين في هذا النوع من الاستثمارات يتحكمون في سعر اللوحة. وحسب ما أكدته المتحدثة ذاتها، فالفنان التشكيلي، هو الحلقة الأضعف، سيما أن متدخلين يتحكمون في تجارة اللوحات الفنية، ويحكمون قبضتها، وهو ما يفسر أيضا أن بعض الفنانين، لم يقووا على تجاوز عتبة الفقر، رغم أن لوحاتهم تباع بملايين السنتيمات. إيمان رضيف

المغرب يمتنع عن المشاركة في قرار أممي بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية

السجن لمعتد على جاره بالجديدة

مقالات ذات صلة

مانع إعلانات!!!