فتحت مصالح الأمن بالمنطقة الأولى بفاس، بحثا في أسباب اندلاع حريق مساء الثلاثاء الماضي، في متاجر بسوق الرصيف بالمدينة القديمة، مكبدا أصحابها خسائر مهمة تقدر بمئات الملايين، نتيجة احتراق السلع والبضائع قبل السيطرة عليه من طرف عناصر الوقاية المدنية. واستنفر هذا الحريق الذي تجهل أسبابه ويرجح أن يكون ناتجا عن تماس كهربائي في سقف محل تجاري لإعداد الوجبات الغذائية الخفيفة، السلطات والمصالح الأمنية التي هرعت إلى المكان. واندلعت النيران في سقف محل قبل أن تمتد إلى محلات مجاورة، بينما ساهمت كثافة الخشب في الأسقف في انتشارها السريع وامتدادها إلى محلات الجزارة وبائعي المنتجات الفلاحية والخضر والفواكه ومحلات إعداد الوجبات السريعة وبيع الأعشاب و"الخليع" والتمر ومقشدة ومحلبة. وأتى الحريق على أكثر من 35 محلا تجاريا بالسوق القريب من باب سيد العواد، خاصة في الموقع بين باب جامع الرصيف إلى مخرج الحي قرب الفران، إذ أتت النيران عليها كليا، وأتلفت ما بها دون تسجيل خسائر في الأرواح، فيما سارع التجار الزمن لإخراج قنينات الغاز خوفا من انفجارها. وأغضب تأخر وصول عناصر الوقاية المدنية وآلياتها، فعاليات طالبت النيابة العامة بفتح تحقيق في أسباب الحريق، داعية السلطات لاتخاذ إجراءات استعجالية لتعويض المتضررين من الحريق، الذي خلف حالة من الهلع، خوفا من امتداد النار إلى منازل ومحلات تجارية أخرى في أحياء مجاورة. وتتبع مئات الأشخاص ألسنة النيران المتعالية في السماء والممتدة لدور مجاورة، وبعضهم انهمك في توثيق الحادث صوتا وصورة، دون مراعاة لمشاعر التجار الذين زاد الحريق من معاناتهم وأتى على ما تبقى من مصدر عيشهم، بعدما أنهك كورونا تجارتهم طيلة شهور تدهورت فيها أوضاعهم. وأطلقت فعاليات مدنية بين أسوار المدينة العتيقة، نداءات إلى المحسنين لمساعدة التجار المنكوبين وإطلاق حملات تضامنية للتخفيف عنهم حجم المأساة الاجتماعية التي يعيشونها، جراء إتلاف النار لسلعهم. حميد الأبيض(فاس)