تواجه صعوبات اقتصادية ودورها فعال لإرساء مشهد إعلامي مواطن قالت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، لمناسبة اليوم العالمي للإذاعة، إنه رغم المكاسب والإنجازات المحققة لفائدة المجتمع والمواطن، مازالت عوائق عدة أمام تطور العرض الإذاعي الخاص، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية الإضافية الناجمة عن الأزمة الوبائية، التي أعادت الكشف عن نقط الهشاشة لقطاع الإذاعات الخاصة. وأوضحت “الهاكا” أن الظرفية الاقتصادية الدقيقة التي يمر منها القطاع تدعو إلى تأهيل مهني طموح، وإرساء السلطات العمومية لرؤية على المدى القصير والمتوسط والبعيد، لمواكبة التحول الرقمي للمقاولات في علاقتها بالقطاع برمته وتأهيل نموذجها الاقتصادي، مشيرة، إلى أن هذه المواكبة العمومية جزء من مجهود بناء منظومة إعلامية مغربية مؤهلة وتنافسية، وعامل استدامة للضمانات الأساسية لممارسة حرية المقاولة وفعلية الحرية التحريرية بالنسبة إلى هذه الإذاعات التي يستمع لها ثلثا المواطنين المغاربة، حسب أرقام 2021 الصادرة عن “المركز البيمهني” لقياس نسب الاستماع للإذاعة، وتشكل الضمانة الأفضل التي يمكن منحها للإذاعات الحالية والآتية، علما أن تحرير الاتصال السمعي البصري خيار ديموقراطي لا رجعة فيه. وذكرت “الهاكا” أنه في ظل سوق إشهاري مرشح لأن يصبح تحت سطوة المنصات الرقمية الشمولية، بلغ النموذج الاقتصادي للإذاعة المستند، أساسا، إلى موارد الإعلانات، حدوده، وأضحى ملزما باعتماد تلاؤم عاجل مع تحول أنماط استهلاك الإعلام ومع المنافسة القوية لصيغ الإنتاج الرقمية. وكشفت “الهاكا” أن تغيرات كثيرة طرأت على حياة المواطن المغربي المستخدم لوسائل الإعلام منذ إنهاء احتكار الدولة للبث الإذاعي والتلفزي وتحرير القطاع، فاليوم، وعلى امتداد أكثر من 80 في المائة من مجموع التراب الوطني، يتاح للمستمعين الاختيار ما بين 11 و20 خدمة إذاعية عمومية وخاصة تبث بالتشكيل الترددي “إف.إم”، ويمكن أن يصل العرض الإذاعي في المناطق الأخرى الأقل تغطية، إلى 10 خدمات، علما أنه لضمان استفادة مجموع المواطنين من تحرير قطاع الاتصال السمعي البصري، تعرف التغطية المجالية لشبكات بث الخدمات الإذاعية توسيعا مستمرا بفضل مجهودات القطب العمومي والمتعهدين الخواص، كما تم إحراز تقدم ملحوظ على مستوى الإنصاف الترابي للتغطية الإذاعية الخاصة، فبين 2007 و2021، عينت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ما مجموعه 491 ترددا لبث الخدمات الإذاعية الخاصة. وأشارت "الهاكا" إلى أنه من خلال تتبعها للبرامج الإذاعية، عاينت إسهام الإذاعات الخاصة في مهام الخدمة العمومية، فمشاركة هذه الإذاعات في المجهود الوطني للتواصل العمومي في التصدي لتفشي كوفيد19، مثال من بين أمثلة أخرى بهذا الخصوص. كما أبرز تتبع المواكبة الإعلامية للانتخابات العامة المنظمة في ثامن شتنبر 2021، دور الإذاعات الخاصة في تعزيز التعبير التعددي للآراء. خالد العطاوي