تعتبر مهنة تنظيم التظاهرات من القطاعات المتضررة منذ تفشي الجائحة، فهي تعيش مرحلة صعبة، خاصة بعد فترة طويلة على توقف أنشطتها، كما أن آفاقها المستقبلية تبدو قاتمة. وفي الوقت الذي تصارع مجموعة من الشركات المختصة في تنظيم التظاهرات من أجل الصمود وتجاوز الوضع الصعب، فإن كثيرا منها أغلقت أبوابها، خاصة مع هيمنة الحل الافتراضي ليعوض التظاهرات الحضورية. ومنذ تفشي الجائحة، تكبد قطاع تنظيم التظاهرات عدة خسائر نتيجة ضعف الإيرادات، كما أن بعضها أعلن الإفلاس نتيجة مرحلة طويلة عرفت فرض قيود وقرارات على التجمعات وأيضا إغلاق الحدود. وكانت من تداعيات المشاكل التي يعانيها قطاع تنظيم التظاهرات تسريح عدد من العاملين بالنسبة إلى بعض الشركات، التي توقفت أنشطتها، كما أن الرؤية بالنسبة إليها مازالت غير واضحة بشأن مستقبلها. ويعتبر انخراط أي شركة مختصة في تنظيم التظاهرات في التحضير لتظاهرة معينة بمثابة مغامرة، حسب (ر.ن)، أحد العاملين في القطاع، الذي أوضح، في تصريح ل"الصباح"، أنه أصبح من الصعب اليوم تنظيم تظاهرة في ظل التدابير المفاجئة التي تتخذها الحكومة، إذ يتطلب التحضير لها العديد من الترتيبات المكلفة (تذاكر السفر، حجوزات الفنادق...)، التي يمكن أن تذهب كلها أدراج الرياح في مواجهة قرارات جديدة بمنع التجمعات أو إغلاق الحدود. وأصبح هاجس الإلغاء حاضرا في برنامج عمل قطاع تنظيم التظاهرات، والذي يتم أخذه بعين الاعتبار، سيما مع الأزمة الصحية، ما جعل كثيرا من الشركات الفاعلة في المجال تفضل عدم خوض مغامرة تكون نتائجها غير مضمونة وتؤدي إلى تكبدها مزيدا من الخسائر، تنضاف إلى أخرى تم تسجيلها منذ تفشي الجائحة. وأمام هذا الوضع، تزداد وضعية قطاع تنظيم التظاهرات سوءا، يوما تلو الآخر، كما أن الأمل يتضاءل للقائمين عليه، في غياب رؤية واضحة تساعد على ضخ دماء جديدة في مجال يعيش السكتة القلبية. ويعيش العاملون في قطاع تنظيم التظاهرات، الذي يهم مجموعة من المهن، وضعية صعبة تتفاقم حدتها مع استمرار تفشي الوباء، الذي كانت له آثار سلبية عليهم ولم يتم بعد تجاوزها. ويصف الفاعلون في قطاع تنظيم التظاهرات الخسائر التي تكبدوها منذ تفشي الجائحة بغير المسبوقة، وذات التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة. أمينة كندي