لا تملك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خيارات كثيرة، لتدبير المرحلة الحالية للمنتخب الوطني، بعد الإقصاء من ربع نهائي كأس إفريقيا بالكامرون. ويعتبر تجديد الثقة في المدرب وحيد خاليلوزيتش، ودعمه، الخيار الوحيد، ليس لأن الرجل هو الأصلح أو لا يتحمل مسؤولية الإقصاء، بل لعدة اعتبارات أخرى، أهمها ضيق الوقت، ووجود هامش للتطور لدى المنتخب الحالي، وضعف مستوى عدد من اللاعبين المتاحين. كما أن المجموعة الحالية من اختيار وحيد خاليلوزيتش وليست نتيجة تراكمات لمدربين آخرين، ولا بد أن اختيارها تم بناء على أسلوب معين خاص بهذا المدرب، وبالتالي قد لا تناسب فكر مدرب آخر ، في الوقت الذي لا يحتمل فيه المنتخب الوطني الانطلاق من الصفر مرة أخرى، في هذا الظرف بالذات. فالانطلاق من الصفر، بعد التغيير الاضطراري للمدرب السابق هيرفي رونار، كان من بين أسباب الصعوبات التي واجهها المنتخب الوطني في عهد وحيد خاليلوزيتش، إذ وجد نفسه مضطرا لإعادة بناء مجموعة على أنقاض منتخب بلغ نهايته. فأغلب اللاعبين الذين لعبوا مونديال روسيا 2018، مع هيرفي رونار اعتزلوا أو تراجع مستواهم، على غرار المهدي بنعطية أو يونس بلهندة أو مروان داكوستا وامبارك بوصوفة وخالد بوطيب وكريم الأحمدي ونور الدين أمرابط ونبيل ضرار. ولهذا فالانتقال يحتاج الوقت، سيما في ظل اقتراب موعد مباراة الكونغو الديمقراطية في 24 مارس المقبل، بل يحتاج التلاحم والدعم، بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبها المدرب، خصوصا في ما يتعلق بتدبير العلاقة مع بعض اللاعبين، مثل حكيم زياش ونصير المزراوي، والعلاقة مع الإعلام، وعدم الاستفادة من لاعبين آخرين مثل جواد اليميق ويوسف العربي، لكن إقالته في هذا الوقت، سيكون ضررها أكثر من نفعها. عبد الإله المتقي