“حب الشعب صعيب والولف مصيبة !!”

الحكومة تعشقنا حد الجنون لذلك تفضل الإبقاء علينا تحت تدابير الإغلاق المفرط الحكومة متيمةٌ بنا. تعشق سواد عيوننا وتسريحات شعورنا، واستدارة وجوهنا ولوننا القمحي. تعشقنا دون عناوين ومقدمات وقصائد غزل. تعشقنا في صمت.تعشقنا حد الجنون..حد الإغلاق المفرط..حدا بلا نهاية ولا حدود. تُحبنا حكومتنا، هكذا، لله في سبيل الله، وفي كل مرة تقدم لنا الدليل القاطع بأنها تخاف علينا من "نفسنا" الأمارة بالسوء. تخافُ علينا من الخطأ والخطيئة، ومن الوباء الفتاك الذي قد يحولنا إلى ذكرى شعب.. إلى ذكرى إنسان، في يوم من الأيام. الحكومة ترى بعيدا.. ترى ما لا نراه بالعين المجردة.. حكومة "ستراتيج" ترى المستقبل، وتقرأ الفنجان، وتعلم ما لا نعلم. سنحتاج إلى مئات السنين كي نفهم سر هذا الخوف العظيم. سر هذا الحب الكبير.. فكلما أغلقت علينا الحكومة النوافذ والأبواب ومنعتنا من الخروج والدخول، كلما انتفضنا في وجهها، وصرخنا، كما يفعل ابن ضال، لكن حين نركن إلى أنفسنا، ندرك فداحة صنيعنا ووضاعة أفعالنا، ونردد في السر والعلن "الله يسمح لينا من الحكومة". نبعُ الحنان والعطف حكومتنا.. تخاف علينا من الهواء الطائر، ومن نسمات البرد القارس، من البرق العاصف ولهيب الشمس والجو الخانق... ومن لسعات النحل المصاب بفيروس "إس.بي.في". تخاف علينا من القُبل والعطر والهمس والعناق.. من عرق الحفلات الراقصة، وصخب مهرجانات الغناء، وتراتيل دور العبادة.. ومن الصلاة وقت الفجر في "الكراجات". تخاف علينا من برودة المدرجات والملاعب والصراخ وتكسير الكراسي وتمزيق "التيفوات"، حين يضع لاعب هدفا صاروخيا في الزاوية التسعين. تخاف علينا من الطائرات المفخخة بمتحورات "كورونا"، لذلك تضع العسس والجنود والكشافات ومضادات الصواريخ في المطارات. وتضع الفرقاطات في الموانئ والدبابات في الحدود البرية، حتى لا يتسرب العدو من المنافذ والمعابر والبحار... و"البق ما يزهق". لم تفعل حكومة في العالم، كما تفعل حكومة المغرب مع شعبها. أروني حكومة في العالم تضع شعبها في حاضنات اطصناعية مثل أطفال خُدج. أروني حكومة في التاريخ، تعرض شعبها إلى الحياة، بينما تتعرض شعوب أخرى إلى الموت والهلاك. لا تغتروا بملاعب إنجلترا المكتظة بالجمهور، ولا بالمسارح وقاعات السينما المحتشدة بفرنسا، ولا بفضاءات الرقص والموسيقي في سويسرا وروسيا وألمانيا، ولا المطارات المفتوحة في ولايات أمريكا وكندا. فهؤلاء لا يحبون شعوبهم، ولا يخافون عليهم، ويخططون للتخلص منهم عند أقرب منحدر. يبرمجون لقتلهم بوضعهم وجها لوجه أمام فيروس متوحش. عكس ذلك، تفتح حكومتنا صدرها عاريا، وتواجه المخاطر بمفردها، بينما نختبئ مرتعدين خلف برنوسها المرقط بألوان الوطن، وتذروه رياح عاتية، وهي صامدة في مكانها، مثل بطل خرافي عملاق. ولو كان بيدها، لو بالإمكان، لضمتنا تحت جناحيها الدافئين، وطارت بنا إلى أبعد نقطة في الكون، حتى نبقى بعيدين عن أي مكروه. فلماذا، إذن، كل هذا الجحود؟ لماذا تصرون على "الزن"، مثل طوائف "بورزان"؟ ومتى تفهمون أن فتح الحدود ورفع الإجراءات مضرٌ لكم؟ ومتى تفهمون أن حب الشعوب صعيب، والولف مصيبة. يوسف الساكت

“حب الشعب صعيب والولف مصيبة !!”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تراجع مهول في إيرادات تصوير الأفلام الأجنبية

الطيران يخسر 50 مليون درهم يوميا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات