التعصب والجنون… ذريعة وخلفيات دفينة

أمراض نفسية تقود إلى التطرف والجماعات تعتمد الحمق آلية للتمويه والاستقطاب أعادت جريمة قتل سائحة فرنسية بتزنيت، والاعتداء على أخرى بأكادير، من قبل مجرم قيل إنه مختل عقليا، وسبق له دخول مصحة للأمراض النفسية، النقاش حول علاقة الخلل العقلي والنفسي بالتطرف الديني، وكيف أن الجنون يغطي في غالب الأحيان على العمل الإرهابي، ويتم التسامح مع المجرم المتطرف، بذريعة أن المجرم مختل ولا حرج عليه، لكن بمجرد التوغل في تفاصيل الحوادث، تتضح خلفيات أخرى، تستحق النظر والتساؤل. ومن الضروري الاعتراف بأن التطرف الديني في البداية، نوع من الاختلال والمرض العقلي والنفسي الحاد، خاصة حينما يتعلق الأمر بجرائم القتل والتعذيب الوحشي، والترصد واختيار الضحايا والاحتجاز والاغتصاب والتمثيل وتشويه الجثث، فهل من المعقول أن نعتبر القائم بهذه الجرائم سويا عقليا ونفسيا؟ يمكن أن نفهم خلفيات تستر الدول والحكومات على جرائم من هذا النوع، ومحاولة إخفاء جوانبها الإرهابية، وإلصاقها في المرض العقلي والنفسي، وهو ما عشناه في حوادث كثيرة في المغرب ودول غربية كثيرة، خاصة إذا كانت الدول تسعى لمحاربة الإرهاب ولا تتسامح معه، وبالتالي فعملية الإخفاء ليست تساهلا، بل تدخل ضمن إستراتيجية محاربة الإرهاب والحفاظ على سمعة البلاد وعدم تلطيخ صورته بالإرهاب، لكن الأمر الذي لا يمكن التسامح معه، هو تلك الأصوات التي تنتمي إلى الجماعات الدينية والمتعاطفين معها، الذين يحاولون حماية أنفسهم ومصدر رزقهم بمحاولة الفصل بين العمل الإجرامي والتطرف الديني، بذريعة الاعتلال العقلي والنفسي. وبدأت فكرة جديدة تتشكل حول إلى أي حد يمكن إيجاد علاقة بين الجماعات الدينية المتطرفة، وبين المرضى نفسيا وعقليا، وإلى أي حد يمكن إثبات مسؤولية الخطاب المتطرف في هذه الجرائم، خاصة أن استقطاب المجرمين والمعتلين نفسيا ليس جديدا على الجماعات الإرهابية، كما هو الأمر بالنسبة إلى "داعش"، التي استقطبت المجرمين وكانت تؤدي للبعض رواتب من أجل القيام بأعمال القتل والذبح. بمعنى هل يمكن إيجاد علاقة مباشرة من خلال تجنيد هؤلاء المعتلين للقيام بهذه الجرائم؟ أم هناك تأثير غير مباشر من خلال نشر الخطاب المتطرف؟. وما يجعل الإسلام أو نصوص التكفير والجهاد في الإسلام، بيئة مناسبة لاستيعاب المرضى نفسيا وعقليا، هو أنها تعطي الشرعية للمجرم للقيام بأعمال بشعة، وتعتبره مجاهدا من أهل الجنة، حسب تأويل البعض للدين، فالنص الديني يجعل المجرم يشعر بأنه يقوم بفعل سام، وأنه يحارب أعداء الله، وبالتالي لا يشعر بتأنيب الضمير، رغم أن السمة الأساسية للقتلة المتخصصين والمعتلين أنهم لا يشعرون بتأنيب الضمير، ويقتلون بدم بارد، بل يستمتعون بقتل الآخرين. وشاعت بعض القصص في الجهاد الأفغاني، تشير إلى أن بعض المرضى، لم تكن لهم خلفيات دينية ولا جهادية، بل كانوا مهووسين بالحرب والقتل وإطلاق الرصاص، والتحقوا بالمجاهدين من أجل ممارسة هواياتهم الشاذة، لأنه في الوقت الحالي ليست هناك مجالات يمكن لهؤلاء المرضى أن يعيشوا فيها تجاربهم، دون أن يلاحقوا بقوانين صارمة، لهذا وجدوا في ما سمي الجهاد الأفغاني فرصة لا تعوض، والأمر نفسه في "داعش"، وحسب روايات متعددة، فإن القتال غير مفروض على الجميع، بل كان الملتحقون يختارون الوظيفة التي تناسب توجهاتهم، وكثيرون كانوا يختارون القتال في الصفوف الأمامية، لأنهم متعطشون للقتل. عصام الناصيري

التعصب والجنون… ذريعة وخلفيات دفينة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوداد يفعل بند شراء مبينزا

"الكوديم" يغير جلده

مقالات ذات صلة