قلة المطر أكبر صعوبة تواجه الموسم

فلاحو سايس أرقهم غلاء الأسمدة والبذور يضع فلاحو حوض سبو أياديهم على قلوبهم خوفا من جفاف محتمل، وأعينهم على السماء أملا في إنقاذ الموسم الفلاحي، وتوفير الكلأ لماشيتهم وإحياء أشجار مثمرة متضررة من انحباس المطر وحده المنعش لآمالهم ومحييها طمعا في تدارك خسائر يتكبدونها سنويا. انتظارهم وتوجسهم لغيث السماء أكبر من خوفهم من كل صعوبات الموسم الأخرى مهما اختلفت وتنوعت، فكمية الأمطار المتهاطلة غير كافية والحقول الفلاحية محتاجة لمطر يحيي زرعها وقطانيها وأشجارها، خاصة بالأراضي الزراعية غير السقوية الأكثر مساحة بجهة فاس. فئة هامة من فلاحي الجهة يعتمدون على فلاحة معاشية توفر لهم جزءا من حاجياتهم الاستهلاكية من الحبوب والقطاني، خاصة في المناطق الجبلية بتاونات وبولمان وصفرو وتازة وبنسبة أقل في مناطق شراكة والحياينة ومولاي يعقوب وسايس امتدادا إلى مكناس. "لا فلاحة بدون مطر. الفلاحون الصغار ينتظرونه لإحياء أملهم في إنقاذ الموسم الفلاحي، خاصة بالنسبة إلى الأراضي المزروعة، بعد تساقطات نونبر ولو قلت، أما أجل حرث المتبقي، فموشك على الانقضاء"، يقول عزيز منصوري، فلاح بمولاي يعقوب غير مطمئن على الموسم. وأوضح منصوري أن قلة التساقطات المطرية تجعل الجفاف وشيكا، بحجة أن نسبة كبيرة من فلاحي الأقاليم التسعة بالجهة، يعتمدون عليها لإنضاج المزروعات في غياب مبادرات الدعم الرسمي لتعميم تجربة السقي، رغم توفرها على عدد مهم من السدود يستغل ماؤها بالغرب. أما نسبة من الفلاحين، فقد أغرتهم تساقطات نونبر الماضي، التي اعتبروها بادرة لموسم تزدهر فيه الزراعات الخريفية وكلأ الماشية ووضعية الأشجار وانتعاش الفرشة المائية الباطنية. وقد سارعوا إلى زرع مساحات متفاوتة، بعدما أحيت التساقطات آمالهم، ليفاجؤوا بعدم انتظامها وانحباسها من جديد. وبرأي الفلاح بمنطقة مولاي يعقوب، فإن انحباس المطر يعتبر أكبر صعوبة يواجهها الموسم الفلاحي، خاصة أن فلاحين لم يزرعوا أراضيهم، بسبب غلاء أثمنة البذور والأسمدة بأنواعها، ونسبة قليلة تؤمن المحصول والباقي يجهل وسائل التأمين وطرقه وكيفيته، في ظل انحصار مبادرات التوعية والتحسيس. أحمد الجناتي واحد من فلاحين يتجمعون منذ أيام أمام "لامامدا" بشارع للا مريم بساحة فلورانسا بفاس، في انتظار ولوج مؤسسة بنكية طلبا للتعويض والمعلومة. لم يخف افتخاره بتأمين محصوله الزراعي بمنطقة الحياينة، للاستفادة من تعويض جزء من الخسارة. لكن الفلاحين الصغار، بنظره، أولى بالتوعية والدعم خاصة في السنوات الجافة، وفي ظل غلاء أسعار الحبوب والأسمدة والمبيدات. أما كبار الفلاحين أصحاب الضيعات الكبرى المسقية زراعتها وأشجارها المثمرة، ف"لا يعرفون للجفاف معنى"، ولا يتضررون منه إلا بنسبة ضئيلة. ويبقى بسطاء الفلاحين الأكثر تضررا من صعوبات الموسم، بدءا من الغلاء إلى صعوبة توفير كلأ وعلف الماشية، مرورا بقلة التساقطات وعدم انتظامها، بما يساهم في نمو المزروعات بشكل سلس، خاصة أنهم خسروا أموالا في زراعتها، رغم توالي الجفاف وتداعيات كورونا. حميد الأبيض (فاس)

قلة المطر أكبر صعوبة تواجه الموسم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملاعب الـ "كان" تغضب المنتخبات

كواليس "الكان"

مقالات ذات صلة