الحجاب ليس فريضة إسلامية

راشد الشيخ الأزهري قال إن من يقول بغطاء الرأس يسيء للإسلام قال الشيخ مصطفى راشد إن الأدلة التي يسوقها من يقولون إن الحجاب وتغطية شعر الرأس فريضة دينية متخبطة وغير مترابطة، وحاول الشيخ الأزهري ومفتي أستراليا ونيوزيلندا مناقشة مختلف هذه الأدلة في الحوار التالي. أجرى الحوار: عزيز المجدوب ما هي حقيقة الحجاب من المنظور الإسلامي؟ أولا يجب أن نناقش الأدلة الدينية التي استند عليها من يزعمون أنه فريضة دينية، بالعقل والحجة والمنطق، حتى لا نُحمل الإسلام بما لم يأت به، فقد جاءت أدلة من يدعون بفرضية الحجاب متخبطة غير مرتبطة، فجاءت مرة بمعنى الحجاب، ومرة بمعنى الخمار، ومرة بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح ابتعادهم عن المعنى الصحيح الذى يقصدونه، وهو غطاء الرأس، وهو ما يعنى أنهم يريدون إنزال الحكم بأى شكل لهوى وضعف نفسي عندهم. ما المقصود به؟ تعريف "الحجاب" لغويا هو بمعنى "الساتر أو الحائط أو الحاجز وحجب الشيء أى ستره" والآيات القرآنية التي وردت في القرآن الكريم عن الحجاب أربع آيات وهي قوله تعالى فى سورة الإسراء آية 45 "وإذا قرأتَ القرآنَ جَعلناَ بينكَ وبينَ الذينَ لا يؤمنونَ بالآخرةِ حِجاباً مَستوراً"، وقوله في سورة فصلت الآية "وقالوا قُلوبنا في أكنةٍ مما تَدعونا اليهِ وفي آذَانِناَ وقر ومِن بيننا وبينكَ حجابً فاعمل اننا عاملونَ" وفي سورة الشورى آية 51 "وما كانَ لبشرٍ أن يُكلمهُ اللهُ إلا وحياً أو مِن وراءِ حجابٍ أو يرسلَ رسولاً فَيوحِيَ بإذنهِ ما يَشَاءُ إنهُ عليٌ حَكيمً " وهذه الآيات الثلاث توضح أن الحجاب هو ساتر أو حائط أو حاجز للرؤية الكلية دون لبس أو تورية، ولا صلة لها بغطاء الرأس أو الشعر مطلقاً، أما الآية الرابعة فتتعلق بزوجات النبي وحدهن، وتعني وضع ساتر أو سور أو حاجز بينهن وبين الرجال من الصحابة، ولا خلاف بين كل الفقهاء والمشايخ فى ذلك المعنى مطلقا، وهى الآية رقم 53 فى سورة الأحزاب تقول "ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبى إلا أن يؤذنَ لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظرينَ إناهُ ولكن إذا دعُيتُم فادخلوا فإذا طَعِمتم فانتشروا ولا مستأنسينَ لحديثٍ إنَ ذَلكُم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحقِ وإذا سألتموهنَ متاعاً فاسألوهن من وراء حجابٍ ذلكم أطهرُ لقلوبكم وقلوبهنَ وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللهِ ولا أن تنكحوا أزواجهُ من بعدهِ أبداً إن ذلكُم كانَ عندَ اللهِ عظيمًا" هناك من يعتبر الحجاب فرضا استنادا إلى آية الخمار؟ تقصد بالتأكيد الآية التي وردت بالآية 31 من سورة النور والتي تقول: " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" سبب نزول هذه الآية أن النساء فى زمن النبي وما قبله كُنَ يَرتَدِينَ الأخمرة ويسدلنها من وراء الظهر. وماذا عن كلمة النحر؟ يبقى النحر، أي أعلى الصدر والعنق وجزء من النهدين لا ساتر لهما، وفى رأي آخر أن الخمار عبارة عن عباية، وهنا طلبت الآية من المؤمنات إسدال الخمار على الجيوب ( أي فتحة الصدر) ولم تقل الأية وليضربن على رؤوسهن لو كانت للشعر، وعلة الحكم في هذه الآية هي تعديل عرف كان قائما وقت نزولها، ولأن ظهورهن بصدر بارز عار هو صورةً يرفضها الإسلام، ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر دون أن تقصد وضع زي بعينه أو تنص على فرضية الحجاب أو غطاء الرأس والشعر فلم يكن وارداً وقتها، وكان الهدف والعلة من ذلك هو التمييز بين المسلمات وغير المسلمات والحرائر والإماء اللاتي كن يكشفن عن صدورهن وكل الجواري عند الصحابة كنَ غير محجبات ويخرجن بصدور عارية فلو كان حجاب الشعر أي غطاء الرأس فرض لوجب على الإماء والحرائر دون فرق لأنهن جميعا نساء والفتنة قد تكون من الإماء أكثر من الحرائر لو كانت أكثر جمالاًلا كانت الآية قالت وليضربن بخمرهن على رؤوسهن. ماذا تقول بشأن الحديث النبوي الذي يتحدث عن إبراز الوجه والكفيين فقط؟ هذا الحديث أصلا منسوب للرسول عليه الصلاة والسلام، إذ روي عن أبي داود عن عائشة أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله فقال لها: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه"، وهنا أرد على من يستدل بهذا الحديث على فرضية الحجاب "غطاء الرأس فأقول إن هذا الحديث من أحاديث الآحاد أي ليس من الأحاديث المتواترة الصحيحة السند غير المنقطعة المجمع عليها، ولكنه حديث آحاد مقطوع السند أي مزور على سيدنا النبي عليه السلام لأن خالد بن دريك او مدرك الذى نقل عنه أبي داود الذي روي عن السيدة عائشة لم يعش فى زمانها ولم يقابلها، فلا يكون إلا للإسترشاد والإستئناس، لكنه لا ينشئ ولا يلغي حكما شرعيا فكيف نجعله سندا لفرض إسلامي، والفرض الإسلامي هو أعلى درجات الإلزام الشرعية ويأتى بعده الواجب والمندوب والمستحب إلى آخره. على أي أساس يبنى الفرض؟ الفرض لا يبنى على الظن أو التفسير الضمني أو إستخلاص المعنى بجهد بشري متأرجح ولكن يُبنى الفرض على الأدلة القطعية الثبوت الواضحة الدلالة، ولهذا أقول إن الحجاب ليس فريضة إسلامية، والقائل بفرضيته يحتاج للمراجعة والمناظرة وحتى لا يسيء للإسلام دون قصد ويتهم الفكر الإلهي بالسطحية (حاشا لله) لتوقفه عند خصلات شعر رغم أن العيون والخدود والشفايف أكثر فتنة وتأثيراً، مع العلم ان الإسلام لم يطلب غطاء الشعر في صلاة المرأة أو حجها أي لا يوجد نص صحيح قرآن أو حديث يأمر بذلك. الاستدلال بالجلابيب استدلال البعض بفرضية الحجاب بآية الجلابيب من سورة الأحزاب رقم 59 وتقول: "يا أيُها النبىُ قُل لأزواجِكَ وبنَاتِكَ ونساءِ المؤمنينَ يُدنينَ عَليهنَ من جَلابيبهنَ ذلكَ أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذينَ" ص ق، وسبب نزول هذه الآية أن عادة النساء وقت النزول كُنَ يكشفن وجوههن مثل الإماء والجواري عند التبرز والتبول فى الخلاء لأنه لم تكن لديهن مراحيض فى البيوت، وقد كان بعض الفجار، من الرجال، يتلصص النظر على النساء أثناء قضاء حاجتهن، وقد وصل الأمر إلى الرسول عليه السلام بعد قول عمر بن الخطاب لسودة زوجة النبى لقد عرفناكِ بعد تبرزها وهو الحديث الذي ورد في صحيح البخاري في باب خروج النساء للتبرز حيث قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ - وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ - فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِىِّ عليه السلام احْجُبْ نِسَاءَكَ . فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ –- يَفْعَلُ ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِىِّ - - لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِى عِشَاءً ، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ )- فنزلت فى اليوم التالى الآية 59 من سورة الأحزاب لتصنع فارقا وتمييزا بين الحرائر والإماء من المؤمنات حتى لا تتأذى الحرة العفيفة، وكان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة أو جارية قد تقنعت أي تغطت أو دانت جلبابها عليها، ضربها بالدرة محافظا على زى الحرائر "ورد هذا عن ابن تيمية في كتاب حجاب المرأة ولباسها فى الصلاة" وهو مايعني أن الآية نزلت بخصوص قضاء المرأة لحاجتها بالخلاء لعدم وجود مراحيض وأبواب مثل الآن، فطلبت منهم التغطية الكاملة بسبب تلصص البعض عليهن اثناء قضاء الحاجة فلا صلة للآية بغطاء الشعر مطلقا لكن جهل المشايخ بسبب النزول جعلهم يكذبون. في سطور < عالم أزهري ومفتي أستراليا ونيوزيلندا. < أستاذ الشريعة الإسلامية ومقارنة الأديان. < حاصل على دكتوراه في موضوع مقارنة الأديان. < سفير السلام العالمي للأمم المتحدة. < رئيس منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بسيدني بأستراليا < صدر له أزيد من ثلاثين كتابا أشهرها "تصحيحا للفقه القديم" و"استحالة تطبيق الشريعة والخلافة الإسلامية".

الحجاب ليس فريضة إسلامية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خطوات للسيطرة عليه

5 أسباب

مقالات ذات صلة