fbpx
الصباح الثـــــــقافـي

أومزدي … نموذج الكتابة العصرية

 

 

شابة أثارت إصداراتها “ثورة تاريخية وأدبية” وكشفت المستور عن الحضور العربي بالأندلس جذب العرب والأوربيين

 

 

بعد سنوات من طلب العلم والتميز الجامعي، ونيل شهادات، مثل “الماستر” في التفاعل الثقافي والأندلسي المتوسطي بكلية الآداب والعلوم والإنسانية بالرباط، والإجازة في الدراسات العربية بالكلية نفسها، بدأت الكاتبة رفقة أومزدي تخطف الأنظار بإصداراتها أخيرا، التي جذبت عدد من الباحثين المغاربة والعرب.

وهي تحضر للدكتوراه في الرحلة المكية لأحمد بن العياشي سكيرج، بكلية الآداب بالرباط، عملت أومزدي منشطة في ورشة الكتابة الإبداعية بمؤسسة التفتح للتربية والتكوين2020/2021- مديرية سلا، ورئيسة سابقة لمكتب الأنشطة الثقافية والاجتماعية بالمديرية الإقليمية لبرشيد، فيما أنتجت عددا من الإصدارات الأدبية والقصصية، أثارت إعجاب أهل الاختصاص، بل وتمكنت من الوصول في وقت وجيز إلى عرب مشرقيين مهتمين.

ومن بين أهم إصداراتها، مجموعة قصصية بعنوان ” خريطة ذهنية ” صادرة عن مؤسسة الرحاب للنشر بلبنان، ودراسة أدبية بعنوان “آثار من الحضور العربي الأندلسي في البرتغال” عن دار الحلم المصرية، ناهيك عن الطبعة الثانية التي صدرت عن المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث “الحضور الأندلسي في البرتغال”، ثم نصوص مسرحية قيد الطبع، بعنوان “على المتضرر اللجوء إلى السحاب”، عن مؤسسة “فالية” للنشر والتوزيع، ومجموعة من المقالات في عدد من الجرائد والمواقع الإلكترونية العربية.

إيجادها للغات متعددة (العربية والفرنسية والإنجليزية والبرتغالية)، جعلها تربط علاقات مع كتاب من دول مختلفة.

ويعتبر إصدارها الأخير “الحضور العربي الأندلسي في البرتغال”، الأكثر جذبا للقراء والمهتمين، إذ سلط الضوء على التأثير الحضاري العربي في الأندلس، إذ كان لمعرفتها باللغة البرتغالية، أهمية كبرى في سرد حقائق ووقائع لم يذكرها مؤرخون آخرون.

تعددت الكتابات حول الحضور العربي في الأندلس، غير أن جلها لم تقدم إجابات على بعض التساؤلات والوقائع، وهو ما حاولت رفقة أومزدي تبيانه، وإخراجه للعلن في كتابها، رغم معارضة كتاب ومؤرخين أوربيين، وخاصة برتغاليين، الذين يرون في هذه الأحداث “تعرية” لواقع تاريخي يفضلون نسيانه للأبد، في وقت كان التفوق العربي حتميا وواضحا، على المستويين العسكري والثقافي.

من هنا، يظهر “التوغل” الذي حاولت رفقة أومزدي القيام بها في تاريخ مليء بالوقائع المخفية، بل وتطرقت للآثار التي تركها المرور المغربي بالأندلس من عهد طارق بن زياد إلى عهد المرابطون والموحدون، إذ تطرقت للتفوق العربي الأدبي والعسكري والثقافي آنذاك، الذي اعترف به بعض الكتاب البرتغاليين، وأنكره آخرون، بل وتجاهلوه لإخفاء الوقائع الحتمية.

بمعنى آخر، تمكن كتاب رفقة أومزدي من الإجابة على أسئلة تاريخية، ظلت حبيسة الرفوف والنفوس، لأسباب تاريخية وإنسانية، وهو ما جعل هذا الإصدار يثير اهتمام باحثين ومؤرخين من المغرب والبرتغال وإسبانيا، وبعض العرب المهتمين بعصر النهضة العربية بالأندلس، بل منح فرصة للعرب لاكتشاف تراث برتغالي، ظل غائبا عن معظم الكتب والإصدارات، التي صدرت في السنوات السابقة.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى