الجيش والداخلية والصحة والأمن والدرك نجحوا في تدبير الجائحة وتنظيم الانتخابات وأعطت درسا لأعداء الوحدة الترابية بدل تسليط الضوء على شخصيات معينة، ككل سنة، اختارت "الصباح"، بمناسبة انتهاء 2021، وحلول السنة الميلادية الجديدة 2022، الاحتفاء بقطاعات لعبت دورا هاما، في سياق وباء "كوفيد 19" الذي يدخل سنته الثالثة اليوم (الجمعة). اخترنا، إذن، تسليط الضوء، على إنجازات خمسة قطاعات كبرى، هي المؤسسة العسكرية والداخلية والدرك والأمن والصحة، أبانت، خلال سنتين كاملتين، عن كفاءة كبيرة في تدبير الجائحة وتنزيل قانون الطوارئ الصحية الاستثنائي، الذي وجد المغاربة، في البوادي والمدن، صعوبة كبيرة في التكيف مع مقتضياته. قطاعات، وضع فيها عاهل البلاد الملك محمد السادس، كامل ثقته، فكانت في مستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقها، رغم المعيقات التي من شأنها أن تقف حجر عثرة وراء ما حققه المغرب اليوم من إنجازات رفعت رايته عاليا في المحافل الدولية، وأثبتت أنه نموذج يحتذى به فعلا في المنطقة. لقد استطاعت المؤسسة العسكرية، تحت إشراف الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، التصدي للعديد من المعارك الكبرى خلال هذه السنة، كان من بينها معركة الوباء، التي بدأتها منذ ظهور أولى حالات الإصابة بالفيروس في المغرب، من خلال إحداث المستشفيات الميدانية وإلحاق الطب العسكري بصفوف الأطقم الطبية في العديد من المستشفيات المدنية، إلى جانب معركة تحرير معبر الكركرات، التي أدارها الجيش بحكمة وحنكة ورزانة صفق لها العالم، ووجه من خلالها ضربة قاضية ل"بوليساريو" وأعداء الوحدة الترابية. من جهته، تمكن الدرك الملكي، من تنزيل قانون الطوارئ الصحية في البوادي، ذات البنية المجتمعية التي تختلف تماما عن سكان المدن، بكل الصرامة الممكنة، بالموازاة مع توزيع المساعدات الغذائية وإنجاح عملية التلقيح وتنظيمها بشكل جيد وضبط المخالفات على مستوى الحدود. والشيء نفسه يمكن قوله على القياد والباشوات وأعوان السلطة، إضافة إلى أفراد الأمن، الذين كانت لهم إسهامات مشهودة في تدبير الجائحة وتطبيق القرارات الحكومية الصادرة في إطار قانون الطوارئ الصحية وتنزيلها، خاصة أن السنة المنتهية، عرفت تنظيم عملية الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية، في توقيت واحد، والتي نجحت وزارة الداخلية في كسب رهانها، خاصة في الظرفية الحرجة التي ميزها انتشار متحور "دلتا"، إذ استطاعت بلادنا، أن تثبت فعلا أنها تشكل الاستثناء في المنطقة، بعد أن تمكنت من التخلص، "ديمقراطيا"، من الحزب الإسلامي الذي "عشش" سنوات طويلة في دهاليز الحكم، واستطاعت أن تنظم العملية بسلاسة ومرونة تحسب لها. ولم يخلف قطاع الصحة، بدوره، الموعد، رغم جميع الانتقادات التي يمكن أن توجه إليه. فرغم هزالة المنظومة وضعفها، والخصاص المسجل على مستوى الأطر الصحية والمستشفيات وأقسام الطوارئ والإنعاش، استطاع المغرب أن يدبر أمر الإصابات ب"كوفيد 19"، بوسائله المتاحة، إضافة إلى التزود باللقاحات في فترة مبكرة، وتنويعها، وإمكانية تصنيعها، كما تمكن من تلقيح أكثر من 60 في المائة من مواطنيه اليوم، في أفق الوصول إلى مناعة جماعية في المستقبل القريب، بفضل المقاربة الاستباقية التي تبناها الملك محمد السادس، وتجندت هذه القطاعات من أجل تنزيلها على أكمل وجه. أسرة "الصباح"، ومعها جميع القراء، يوجهون تحية إجلال وتقدير وشكر كبير لجميع القائمين على هذه القطاعات، وجميع الساهرين على أمن وصحة وسلامة المواطنين والبلاد، وتتمنى لهم سنة سعيدة، مليئة بالأمل والتفاؤل بنهاية هذا الكابوس. نورا الفواري