لم تهدأ بعد تداعيات فضيحة الجنس مقابل النقط التي شهدتها جامعة الحسن الأول بسطات، والتي أطاحت بخمسة أساتذة جامعيين، حتى تفجرت أخرى من العيار نفسه بجامعة محمد الأول بوجدة، وبالضبط المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بعد أن تضمنت رسائل، وجهها أستاذ إلى طالبته، تلميحات بممارسة الجنس، مقابل مساعدتها على استيعاب الدروس. وأظهرت المحادثات المسربة على مواقع التواصل الاجتماعي، المنسوبة إلى الأستاذ بالمدرسة، إلحاحه، الذي تحول إلى تهديد من قبيل عبارات "جيتي سيكسي شهيتيني، عجبتيني ميمكنش هاد الخير نضيعو من يدي"، وهي العبارة التي ردت عليها الطالبة بأنها ليست من تلك النوعية التي يتحدث عنها الأستاذ، وأنه في حال وجود أي صعوبة في الاستيعاب ستستفسره عنها من خلال المجموعة الدراسية، لتنقلب اللهجة إلى غضب ممزوج بالتهديد "عارف عليك كلشي، أعرف أنك تنامين مع صديقك كل ليلة، لا تدعي الاحترام". وكشفت حركة "خارجة على القانون" نسخا لمحادثة بين طالبة وأستاذها، تظهره وهو يساومها، لكن عندما رفضت تلبية طلبه، بدأ يتهجم عليها وينعتها ب "غير المحترمة"، وهي التسريبات التي دفعت طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المدرسة، أول أمس (الثلاثاء)، لفتح تحقيق بشأن ما تتعرض له الطالبات من تحرش والتفاعل مع الموضوع بجدية.وفي السياق ذاته، تدخلت رئاسة جامعة محمد الأول بدورها في القضية، مؤكدة أنها بادرت، بالتنديد وشجب كل ما من شأنه المساس بكرامة الطالبات في مثل هذه الحالات، إذا ثبتت صحته، ووعيا منها بخطورة الأمر، أشارت رئاسة الجامعة، في بلاغ لها، إلى أنها "لن تدخر أي مجهود لضمان حقوق أي طالبة من أجل توفير شروط الدراسة السليمة، كما أن الجامعة بكافة مكوناتها تستنكر هذا السلوك المشين، وتستنكر كل ما من شأنه أن يسيء إلى سمعتها". و أكدت رئاسة جامعة محمد الأول أنها عمدت، منذ أول أمس (الثلاثاء)، إلى إحداث لجنة للاستماع مكونة من أستاذات متخصصات وطبيبة نفسانية، والعمل على تقديم المساعدة والمواكبة القضائية عند الحاجة، وإحداث خط أخضر قصد التواصل والإبلاغ عن مثل هذه الحالات الشاذة، إضافة إلى وضع بريد إلكتروني رهن إشارة الطالبات لتلقي الشكايات. كريمة مصلي