استأنف تحالف "فدرالية اليسار" مساره من أجل التحضير لمؤتمر الاندماج، بإطلاق سلسلة الحوارات السياسية، بحضور مكونات التحالف، والعديد من المثقفين واليساريين، وهو المسار، الذي توقف قبل الانتخابات الأخيرة، بسبب الخلافات التي فجرت فدرالية اليسار الديمقراطي، وجعلت الحزب الاشتراكي الموحد، خارج قطار الاندماج. وأجمع المتتبعون لتجارب توحيد اليسار، أن بناء الحزب الاشتراكي الكبير، باعتباره الحلم الذي ظل يراود مناضلي اليسار طيلة عقود، يواجه الكثير من التعقيدات والعراقيل، المرتبطة باختلاف التجارب التنظيمية والسياسية لمكونات اليسار، من جهة، والخلافات السياسية والتنظيمية، التي كانت سببا في إفشال تجارب الوحدة والاندماج السابقة. وشكل اللقاء الأول من اللقاءات السياسية، التي قرر تحالف فدرالية اليسار عقدها، مناسبة لإعادة طرح الأسئلة ذاتها التي ظلت مكونات اليسار تطرحها، في التجارب السابقة، خاصة تجربة فدرالية اليسار الديمقراطي، بمكوناته الثلاثة، حزب المؤتمر وحزب الطليعة والحزب الاشتراكي الموحد، وانخرطت فيها المكونات الثلاثة طيلة سنوات من العمل، والتحضير، قبل أن تعصف الانتخابات الأخيرة بالتحالف، وينهي تجربة كان الجميع يأمل أن تنتقل إلى الاندماج بعد الانتخابات. وسجل المتتبعون أن مكونات تحالف اليسار، قررت استئناف مسار الاندماج، بين المكونين الرئيسيين، الطليعة والمؤتمر ورفاق الساسي وحفيظ، المنسحبين من الاشتراكي الموحد، وفتح قنوات الحوار السياسي مع فعاليات يسارية وتقدمية، من أجل المساهمة في الجواب على الأسئلة السياسية والفكرية والتنظيمية، التي يستوجبها بناء الحزب الاشتراكي الكبير. وسجل المتتبعون لأوضاع اليسار، غياب أي مبادرة جريئة من مكونات الفدرالية، في اتجاه إعادة جسور الحوار، تقوم على أساس النقد الذات الجماعي، والاعتراف بالأخطاء المشتركة في إدارة وتدبير تجربة الفدرالية. وقال عبد السلام العزيز، منسق تحالف فدرالية اليسار، إن اللحظة التاريخية مليئة بالتعقيدات المتشابكة والأسئلة الإشكالية، بالنظر إلى التطورات المتسارعة التي تحتاج إلى قراءة نقدية وموضوعية قصد فهم واقع اليسار، ومنه صياغة أجوبة ملائمة لما تطرحه المرحلة السياسية. وأكد العزيز أن هناك قناعة تامة لدى الجميع، من أجل القيام بتعديل يساري قادر على قيادة النضال، تحت يافطة حزب اشتراكي يعيد تجميع اليساريين، الذين يتقاسمون مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، معتبراً أن اللحظة السياسية تستدعي فهما دقيقا لخصوصيتها، وتشخيص أعطاب اليسار. وقال خالد البكاري، الناشط الحقوقي إن اليسار ما زال قادرا على التفاعل والانسجام مع فعاليات مختلفة في المجتمع، على إنتاج الأفكار، إلا أنه لم يخرج إلى اليوم من نمط الحزب الطليعي، الذي يفعل كل شيء، مقترحا إحداث مركز دراسات مستقل، يشتغل على القضايا الكبرى، ويزود السياسي اليساري بأفكار كبرى ورئيسية. وسيبقى سؤال التنظيم، أحد الأسئلة التي تؤرق اليساريين، يقول البكاري، لأنه إلى حدود اليوم يوجد داخل تحالف فدرالية اليسار ثلاثة مكونات، منه مكون ما زال يخضع للمركزية الديمقراطية في تنظيمه، ومكون آخر له تنظيم كان سابقا يستجيب للمرحلة، ولكنه الآن أصبح نموذجا للتنظيم الكلاسيكي، ثم مكون آخر قادم من تنظيم يؤمن بفكرة التيارات. برحو بوزياني