الفاضلي يغلق “صندوق لفراجة” ويمضي

رحيل الفنان الذي حول نشرة الطقس إلى لوحة إبداعية ورائد مسرح العرائس والطفل غيب الموت، خلال الساعات الأولى من صباح أمس (الجمعة)، الفنان والممثل عزيز الفاضلي، الذي فارق الحياة عن سن 78 سنة، بأحد مستشفيات هولندا، إثر مضاعفات إصابته بوباء كورونا. وترك رحيل الفاضلي حزنا كبيرا في أوساط زملائه الفنانين وأيضا أجيال من المغاربة، الذين ترسخت في أذهانهم صورة هذا الفنان المتعدد الذي تألق في المسرح والسينما والتلفزيون، بشخصيات، أشهرها شخصية "بئيس الديس" التي أداها ضمن سلسلة "صور عائلية" للمخرج مصطفى الدرقاوي، فضلا عن فقرة "صندوق لفراجة"، التي اشتهر بها. كما بصم الفنان الراحل على حضور لافت من خلال تقديمه للنشرة الجوية بطريقته الخاصة والمميزة، جعلته يستوطن قلوب المغاربة، إذ استطاع أن يجعل من لحظة تقديم هذه الفقرة التلفزيونية التي كانت تطبعها النمطية والتكرار، لحظة مفعمة بالإبداع والسخرية والتنويع الذي شكل دائما عنصرا ثابتا في شخصيته الفنية. وفي هذا السياق، يحكي زميله الفنان صلاح الدين بنموسى كيف كانت بدايات الفاضلي مع الفن بعد تجربة تكوين خضع لها في الرباط ضمن محترفات وتداريب للشبيبة والرياضة، وهو ما جعله يكتسب أدوات الاشتغال في مجال مسرح العرائس والكراكيز والأقنعة والفرجة الموجهة إلى الأطفال. ويضيف بنموسى، في حديث مع "الصباح"، كيف أن لقاءه الأول مع الفاضلي، كان في منتصف الستينات، حين التحق الفنان الراحل بالمسرح البلدي بالبيضاء الذي كان حينها تحت إدارة الفنان الطيب الصديقي الذي استقطب الفاضلي للاستفادة من مهاراته وخبراته في مجال صناعة الأقنعة والكراكيز. وتابع بنموسى أن التعاون بين الفاضلي والصديقي نقل أكسسوارات مسرح العرائس إلى أعمال فنية للكبار، وهو ما كان ينسجم مع المشروع الفرجوي الذي كان يؤسس له صاحب "المقامات" ووجد في الفاضلي عنصرا مساعدا لإنجاحه بلمسته التقنية والإبداعية. كما كان الفاضلي، يضيف المتحدث نفسه، يشرف على ورشات تكوين بفضاء تابع للمسرح البلدي تهم مجال اهتمامه بعالم الطفل، إذ يعد رائدا فيه، وقام بجولات جاب فيها مختلف مدن ومناطق المغرب لتقديم عروضه وتقريب الفرجة من النشء، وهو ما ساهم في تشبع أجيال بعشق الفن. ولم يكن غريبا أن تجد لمسة الفاضلي ونزعته الإبداعية تأثيرهما في أقرب الناس إليه وهم أبناؤه وبناته، ليشكل بذلك عائلة فنية تعددت مشاربها وتنوعت مسارات أفرادها، منطلقين من تجربة الأب، فكانت أسماء من قبيل حنان وغزلان وعادل الفاضلي. ومن بين الأعمال الفنية التي شارك فيها الراحل ولقيت نجاحا كبيرا سلسلة "لابريكاد" و"شيب وشياب"، وفليم "البركة في راسك" الذي أخرجه نجله عادل الفاضلي سنة 2019. عزيز المجدوب

الفاضلي يغلق “صندوق لفراجة” ويمضي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأجيل محاكمة الرئيس الأسبق لسيد الزوين

إيقاف رافضين لجواز التلقيح بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات