مـلاه بقاعـات الإنعـاش

54 علبة ليلية بأكادير مهددة بشبح الانقراض نتيجة إغلاق أبوابها منذ سنتين تقريبا ما زالت الملاهي والعلب الليلية في أكادير تعيش تحت التنفس الاصطناعي في قاعات الإنعاش، منذ ما يقارب سنتين، بسبب تداعيات أزمة "كورونا"، واستمرارية إغلاق أبوابها، إذ باتت ليالي السهر والمرح بأكادير مهددة بشبح الانقراض نتيجة إغلاق أبواب ما يناهز 54 ملهى وعلبة ليلية منذ مارس 2020، فيما استأنف أزيد من 110 مطاعم ليلية تقدم ما تعرضه الملاهي والعلب والمراقص الليلية، من خمر وموسيقى، نشاطها، مستقطبة الآلاف من الكائنات البشرية الليلية العاشقة للاستمتاع بلذة الحياة. ألم مشترك منذ أن قررت السلطات المغربية إغلاق هذه المؤسسات المتخصصة في التنشيط السياحي إلى أجل غير مسمى، ابتداء من السبت 14 مارس 2020، ومالكو وأرباب ومسيرو وموسيقيو وعمال ومستخدمو هذه المحلات يعانون بسبب توقف أنشطتهم المدرة للدخل، والتي كانت تمكنهم من العيش الكريم، ليصبحوا اليوم، حسب جل من التقت بهم"الصباح"، هائمين تائهين، لا يعرفون مصيرهم، بعد أن تخلت عنهم الحكومة السابقة، وتجاهلتهم الحكومة الحالية التي رفعت القيود عن الآلاف من المؤسسات ذات الصبغة السياحية التي تعرض للزبناء الخدمات نفسها التي تقدمها العلب والملاهي والمراقص الليلية. ودفع الوضع المأساوي المؤلم الذي تسبب فيه الإغلاق بسبب الجائحة، بالآلاف من ذوي الارتباط المهني بهذه الفضاءات التنشيطية، إلى التشرد وبيع الأثاث والسيارات والدراجات النارية، لسد أفواه أفراد الأسر وبطونها، ومنهم من غير نشاطه الاقتصادي بالخروج إلى البحث الحثيث عن لقمة العيش، إما في قطاع المطعمة الشعبية أو الفلاحة أو الالتحاق بالباعة المتجولين لكسب الرزق. هذا، فيما لجأ العديد من المغنين والموسيقيين إلى البطالة والتسكع، أو البحث عن جلسة سهر سرية في الفيلات بعيدين عن الأنظار أو الضيعات الفلاحية وغيرها، في محاولة منهم للاستمرار في الحياة، إلى حين ساعة الفرج. ديون ومحاكم أجمع جل أرباب ومسيري الملاهي والعلب الليلية، على تردي الوضع المأساوي لهذه الفئة التي كانت تشغل الآلاف وتعيل العديد من الأسر، وأصبحت بين عشية وضحاها، من الفئة المعدمة بالمدينة، بعد أن حاصرتهم الشيكات وأقساط القروض وواجبات كراء محلاتهم ومساكنهم، وطرقت أبوابهم الشرطة القضائية بسبب الدعاوى المرفوعة ضدهم، إما من المزودين أو مالكي مؤسسات التنشيط أو المنازل التي يكترونها أو الشيكات التي سلموها للممونين. إنهم اليوم، حسب شهادات العديدين منهم، يواجهون تراكم واجبات الكراء والأحكام الصادرة ضدهم إما بالإفراغ من المحلات التجارية أو السكنية التي يقطنونها، فضلا عن تلبية متطلبات العيش لأسر هؤلاء، من الذين دخلوا مراكز الشرطة غير ما مرة، وقدموا أمام المحاكم بسبب قروض السيارات والشيكات والضرائب. وتأسفوا لأن الحكومة أغلقت محلاتهم وقطعت أرزاقهم وتركتهم للمجهول أمام المحاكم والتهديد بالسجن وتجريدهم من الممتلكات، وشدّد هؤلاء على أنهم يترقبون يوميا زيارة رجال الأمن لكثرة الشكايات المودعة ضدهم في المحاكم، حتى من اليد العاملة التي لم تستفد من تعويضات الحكومة، إلا ثلاثة أو أربعة أشهر عكس باقي مؤسسات القطاع السياحي وتنشيطه. أطلال وغبار وتشتكي هذه الفئة من تبعات القروض البنكية وأقساطها، وكذا من قروض الدعم المرتبطة ب"أوكسيجين" وغيره، والتي تم الاستفادة منها، على خلفية الفتح الموعود المعلق، ودخول أغلبهم في إجبارية استرداد تلك الأقساط الشهرية التي امتنعت البنوك عن وقف تنفيذ مساطرها القضائية، رغم أن الحكومة هي من أغلقت مؤسساتهم وأوقفت نشاطها، مما عطل إنتاجيتها لتمكينهم من دفع تلك الأقساط. وقالوا، في لقاء مع "الصباح"، إن تراكم أقساط القروض لأزيد من عشرة أو اثنى عشر شهرا، أدخل الحسابات البنكية للمهنيين في اللائحة السوداء، مما يمنعهم من الاقتراض مرة أخرى لإعادة تدوير تلك المؤسسات التي صارت مجرد أطلال يكسوها الغبار، وتجهيزاتها تآكلت بالصدأ وتعطلت نتيجة طول عدم استعمالها. واستغرب جميع من التقت بهم"الصباح"لتعامل السلطات الحكومية بالكيل بمكيالين، تجاه الملاهي والمراقص والعلب الليلية، التي تم إقصاؤها من حقها في فتح مؤسساتها، بعد أن سمحت لمؤسسات تنشيطية أخرى تقدم المنتوج السياحي والفني نفسه، وتمارس نشاط الملاهي الليلية نفسه، حيث يسود الازدحام وشرب السجائر والخمر والرقص. وما تزال هذه الفئة المهنية التي تئن تحت وطأة الإغلاق وقطع الأرزاق، تنتظر التفاتة السلطات العمومية، منذ الفتح الموعود به خلال شتنبر 2020، الذي دفع ببعض المهنيين إلى الاقتراض من أجل إجراء إصلاحات استعدادا للفتح الموعود، الذي ما زال معلقا رغم مرور حوالي سنتين، ورغم فتح المطاعم والمقاهي، واستثناء الملاهي الليلية. تشرد واحتجاج ودفع الوضع المزري للموسيقيين في سوس خلال يوليوز إلى الخروج من أجل الاحتجاج على إغلاق المرافق السياحية والملاهي الليلية وتوقيف الحفلات، حضرها مجموعة من الفنانين والموسيقيين المتضررين من تبعات "كورونا"، يحدوهم الأمل في إسماع أصوات معاناتهم إلى الجهات المسؤولة. ورفع المحتجون في الوقفة شعارات منددة بالتهميش والإقصاء الذي يعيشون على وقعه منذ بداية الوباء اللعين، مطالبين بتدخل الجهات الوصية على القطاع السياحي والفني، والنظر في واقع الموسيقيين ومستقبل هذه الفئة وعائلتها التي أقصيت من الدعم بمختلف أشكاله، بعد أن أغرقتها وضعية قطع الأرزاق في أحلك أيامها. وأفاد واحد من أعمدة حاملي مشعل الموسيقيين بالقطاع السياحي والملاهي الليلية بأكادير لأزيد من عشرين سنة، في تصريح ل"الصباح"، بأن هذه الفئة الأساسية في التنشيط السياحي والفني، خانتها الحكومة السابقة ووزراؤها وبرلمانيوها، ويأمل أن تلتفت الحكومة الحالية إلى معاناتهم المتعددة الأبعاد، الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والمهنية. وتأسف الفنان يعقوب الحاتفي أن هذه الفئة المشكلة من الآلاف من الفنانين الموسيقيين والمغنين، وخلفهم عوائلهم، كانوا يساهمون في الاقتصاد الوطني، لأنهم كانوا في الواجهة مع السياح الأجانب والمغاربة، الذين يقصدون الملاهي الليلية والمطاعم ذات الصبغة السياحية والفنادق، حيث يقضون سهراتهم حتى الصباح، وهم يحملون معهم العملة الصعبة ويقصدون هذه الفضاءات من أجل الموسيقى والموسيقيين أولا. وتساءل عما إذا كانت الحكومة تستهدفهم مباشرة كفئة، ما زالت متوقفة عن سبق إصرار، رغم الملتمسات التي قدمت للعثماني ووزرائه وبرلمانييه ومجموعة من الأحزاب، "لأننا نشعر بأن الجميع خان الفئة الهامة من الموسيقيين التي تعد بالآلاف، تم تشريدهم وأسرهم وأبنائهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم". وطالب الفنان يعقوب بإرجاع حق الفنانين والموسيقيين في الحياة، التي عدمت، بعد أن أغلقت الحكومة أبواب رزقهم، وتمتيعهم، أسوة بباقي المواطنين بحقهم في الشغل والسكن والصحة والعيش الكريم، خاصة أن الحكومة لم تقدم لهم ولو درهما واحدا، رغم أنها المسؤولة عن قرار الإغلاق، إذا "ما زلنا إلى حدود الساعة رهن الحجر الصحي ولم نعوض، باعتبارنا نكرة، وكأننا بهم يدفعوننا إلى الانتحار. ونبه إلى أن هذه الفئة وأسرها تتوفى تدريجيا، منهم من أصبح مشردا، وآخرون انفجرت أسرهم بالطلاق، والبعض أفرغوا من منازلهم، وآخرون حافظوا على أبنائهم بالمنازل لعدم قدرتهم على تكلفة التدريس. محمد إبراهمي (أكادير)

مـلاه بقاعـات الإنعـاش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التشكيل لنبذ التطرف

ليالي مراكش... أكل وشرب دون "حيحة"

مقالات ذات صلة