قصر العدالة بالرباط… أوضاع صعبة للموظفين

يتكدسون في غرف ضيقة ويحضرون الأحد ومكاتب الأرشيف يغيب فيها التنفس إنجاز:عبدالحليم لعريبي يشتغل الموظفون العاملون بالمحاكم الابتدائية الإدارية والاستئنافية والتجارية بالرباط، في أوضاع صعبة. يتكدس هؤلاء في غرف ضيقة، وبعضهم لا يتوفر حتى على كرسي للجلوس، بينما يحضر آخرون الأحد للعمل رغم نهاية العطلة الأسبوعية. محاكم يقصدها مرتفقون من ثماني جهات بالمملكة لقضاء مآربهم، ولا حل لموظفي كتابة الضبط سوى ترضيتهم بسبب البعد الجغرافي عن الرباط. غير بعيد عن المشور السعيد توجد مقرات المحكمة الإدارية الابتدائية والاستئنافية والتجارية. بناية صغيرة تضم موظفين من مختلف المصالح. محاكم ذات نفوذ ترابي كبير، فبالنسبة للمحكمة الإدارية يمتد نفوذها من واد الشراط ببوزنيقة إلى واد لاو بنواحي تطوان، مرورا بسلا والقنيطرة وسيدي سليمان وسيدي قاسم ووزان وشفشاون وطنجة...، أما محكمة الاستئناف الإدارية تضم أكثر من نصف النفوذ الترابي للمغرب، حيث توجد محكمة استئناف إدارية ثانية بمراكش فقط تمتد من جهة مراكش آسفي نحو مناطق سوس والصحراء، أمام استئنافية الرباط تضم أكثر من ثماني جهات، ما يرهق كاهل 50 موظفا بهذه المحكمة. المرتفقون يأتون من كل الجماعات والمدن إلى محاكم الرباط لقضاء مآربهم، في الوقت الذي لا تتوفر فيه المحكمة على العدد الكافي من الموظفين والمكاتب، فالكل يجتهد حسب المهام المنوطة به من أجل تلبية الطلبات، يقول مسؤول كبير. مكاتب دون كراس داخل المحكمة الإدارية يتكدس موظفون في مكاتب صغيرة، يضم كل مكتب خمسة موظفين وما فوق، وأمامهم مئات الملفات، بل آخرون لا يتوفرون حتى على كراس للجلوس ويتناوب بعضهم من أجل خدمة مصالح المرتفقين والمتقاضين. وأمام الازدحام الذي عرفته المحكمة الإدارية خصصت كتابة الضبط خزانة المحكمة بالطابق الثاني لجمع ما يزيد عن عشرة موظفين فيها من أجل العمل، بكراس ومكاتب متواضعة. الأرشيف... "النفس مقطوعة" داخل قبو المحكمة الإدارية يوجد مكتب الأرشيف رغم ضيقه يحتوي على آلاف الملفات، داخله ينهمك الموظفون من أجل ترتيب القضايا والاستجابة لرؤساء عملهم، كلما طلبوا ملفا أو رقما، يصعد موظف بسلم إلى سقف القبو لتنفيذ المهمة، إذ كلما وطأت قدم زائر إلى مقر الأرشيف يصعب عليه التنفس بسهولة، بينما الموظفون ألفوا المعاناة اليومية. محاضر الانتخابات في الانتظار مازالت مئات محاضر الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية التي أجريت في ثامن شتنبر الماضي، والتي بعثت بها السلطات الترابية من مختلف الجماعات القروية والحضرية إلى المحكمة الإدارية، لم يجد لها الموظفون مكانا دائما لوضعها فيه، ومازالوا يحتفظون بها في مكان آمن ومؤقت، في انتظار أن يجدوا لها موطئا قبل موسم هطول الأمطار. يبقى موظف مكلف بمحاضر الانتخابات الفائتة رهن إشارة قضاة الإدارية كلما طلبوا منه محضرا تزامنا مع البت في القضايا المتعلقة بالانتخابات لإحضار ملف أو رقم أو وثيقة، خصوصا حينما يحتدم الجدل في مرافعات الدفاع، فيكون الموظف ملزما بإحضار هذه الوثائق في الوقت المناسب. قبو الاستئنافية لا يختلف عن الابتدائية لا يختلف قبو محكمة الاستئناف الإدارية عن قبو المحكمة الابتدائية، فهو بدوره ضيق جدا لا يتناسب مع حجم القضايا المعروضة على هذه المحكمة ذات الامتداد الترابي الكبير الذي يمتد جنوبا من البيضاء نحو وجدة شرقا والحسيمة وطنجة وتطوان شمالا، وبني ملال وخنيفرة ومكناس وفاس وسطا، فموظفوه يعيشون مآسي في عملهم اليومي، يشعلون الأضواء نهارا بسبب غياب أشعة الشمس عن القبو، يقبعون فيه في بعض المرات من الساعة التاسعة صباحا إلى السابعة مساء. ملتمس لوزير العدل التمس عدد من الموظفين المسؤولين الذين تحدثت إليهم "الصباح"، من عبداللطيف وهبي، وزير العدل الجديد، زيارة مقر المحاكم الثلاث للاطلاع على الوضعية الصعبة التي يعيشها الموظفون، وأملهم الوحيد البحث عن قصر جديد للعدالة يستجيب لظروف العمل المهني ويحفظ لهم كرامتهم من أجل أداء الواجب المهني. وأشار موظفون إلى أن وزير العدل هو ابن الدار ويعرف المقر باعتباره مارس مهنة المحاماة بهيأة الرباط منذ أكثر من عقدين. حق رد أوضح موظفون مسؤولون بخصوص المادة الإخبارية التي صدرت ب"الصباح" الاثنين الماضي، حول غياب موظفين بعد صلاة الجمعة، أن زيارة "الصباح" لمقر المحكمتين تزامنت مع نهاية الشهر الذي يعمل فيه الموظفون المكلفون بالصندوق على إغلاق الحساب، مؤكدين أن الموظف المسؤول عن صندوق الاستئنافية كان عليه التوجه إلى صندوق الإيداع والتدبير لإيداع أموال الصندوق الشهرية، وأنه عاد بعد المهمة. وشدد مسؤول عن التنفيذ أن عدم وجود مسؤولين بمكتب التنفيذ سببه توجه موظفين إلى جماعات وعمالات وأقاليم من أجل القيام بمهام، مؤكدا أن المحكمة الإدارية يشتغل موظفوها داخلها وخارجها، وأن الموظفين المكلفين بالصندوق يجب حمايتهم في المستقبل أثناء نقل الأموال المتحصل عليها لصندوق الإيداع والتدبير. من جانبها، أكدت موظفة أن من حق الموظفين التوجه لتناول وجبة الغداء، ما بعد صلاة الجمعة، كما يجري به الأمر في عدد من المؤسسات العمومية، وأن المحكمة تشتغل حتى السبت والأحد، مضيفة أن الموظفة التي نادى عليها رئيس الجلسة مساء الجمعة الماضي، عادت للعمل بعد تناولها وجبة الغداء، وحضرت أطوار الجلسات باعتبارها كاتبة ضبط، كما أكد موظف آخر أنه لا مانع من إدخال وجبة "الكسكس" إلى المحكمة.

قصر العدالة بالرباط… أوضاع صعبة للموظفين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العسري: الأندية لا تساير الجامعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات