استفهامات تعيد ملف الزايدي للصفر

نتائج سلبية لأبحاث المكالمات والتفتيش ومساحات فارغة تتطلب إعادة النظر بعد الضجة التي رافقت اعتقال سعيد الزايدي، البرلماني عن حزب "الكتاب"، ورئيس جماعة واد الشراط، يعكف دفاع المتهم بهدوء، على إعادة ترتيب أوراق القضية، من خلال الأبحاث التي بوشرت من قبل الضابطة القضائية، وكذا طريقة نصب الكمين، ومختلف التصريحات المنسوبة إلى أطراف القضية، ناهيك عن البحث عن أشخاص ذكروا في المحاضر، دون الاستماع إليهم، رغم أنهم يشكلون مربط الفرس لاستجلاء الحقيقة وملء مساحات فارغة ظلت عالقة بالمحاضر، سيما أن مجمل الخبرات التقنية التي أجريت على هواتف أطراف النزاع، جاءت سلبية، ولم تتضمن معطيات تفيد وجود اتفاق مسبق حول طلب رشوة. وضمن أهم العناصر التي ستعيد ملف الزايدي إلى الصفر، ما تعلق بتوفر القصد الجنائي لارتكاب الجريمة المتابع من أجلها، وهو ركن المنفعة المراد الحصول عليها وراء تسلم الرشوة، ومدى توفرها ساعة تنفيذ الكمين أو بعدها، سيما أن الأمر يتعلق بمقاول يملك تجزئة عرفت منذ البداية مشاكل بسبب اقتناء عقار غير متوفر على طرق أو ممرات يمكنها أن توصل إليه، إضافة إلى استغراقه مدة تجاوزت آجال الترخيصات، ما يفرض أداء رسوم وضرائب جديدة تفوق مبالغها حجم الرشوة، ناهيك عن أن التجزئة المعنية مفروض على صاحبها التكفل بربطها بمجاري الصرف الصحي والقنوات، بغلاف مالي يفوق 170 مليونا. ووفق مصادر متطابقة، فإن الزايدي التقى فعلا المقاول بعد سنتين من اختفائه بسبب انشغاله بمشروع آخر وظروف صحية مر بها، إذ أن مكالمة جمعتهما قبل اللقاء، وبعد دردشة وتهنئة لمناسبة الفوز في الاستحقاقات الماضية، قدم له هدية مدسوسة في ورق مقوى خاص بتلفيف الهدايا، وبعد افتراقهما، وانصراف الزايدي، أوقفته عناصر الشرطة القضائية، لتستفسره عن الكيس ويخبرها بأنه هدية، قبل أن يطلب منه النظر إلى ما بداخله ليستطلع الأمر ويجيب بأنها نقود، ويتوقف محضر الإيقاف والمعاينة لاستكمال البحث بمقر الضابطة القضائية. المتهم الزايدي خلال مراحل البحث أنكر ابتزازه أو طلبه رشوة، كما نفى وجود أي طلب أو شهادة إدارية غير موقعة، لفائدة المعني بالأمر، أكثر من ذلك، أشار إلى أن تصاميم التعديلات التي اتهمه المشتكي بالمماطلة فيها، يعود اختصاصها إلى باقي المتدخلين، ويكون الرئيس آخر من يوقع. أما المشتكي، فأورد أنه تعرض لجملة من الابتزازات دفعته ليحدد مبالغ مالية وصفها برشاو، عبارة عن تشييده مناظر للتزيين ومدارة وتزيين مدخل الجماعة، محددا الأغلفة المالية ومدليا بالفواتير، لكن واقع الأمر يشير إلى أن تلك الأشغال كلها تصب في المنفعة العامة، رغم أنها لم تؤد من مالية الجماعة، إذ لو أن الأمر غير ذلك، لوقفت الضابطة القضائية على أداء ثمنها مرتين، مرة من قبل المقاول وأخرى من قبل الجماعة، والحال أن جل المنعشين العقاريين ينجزون أشغالا لفائدة الجماعات التي ينشطون بها ويقيمون بها تجزئاتهم السكنية، وهي الردود نفسها التي أوردها المتهم، مفندا مزاعم المشتكي. وعند انتقال الشرطة إلى منزل الزايدي وتفتيش خزنة غرفة نومه، أثبتت في محاضرها أن نتيجة التفتيش كانت سلبية، وهي النتيجة نفسها التي جاءت إثر خبرة أنجزت على ثلاثة هواتف. يشترط في جريمة الرشوة أن تكون مقرونة بفائدة أو منفعة مقابل القيام أو الامتناع عن العمل من أعمال وظيفة المتهم، وعند البحث في مكتب الجماعة، تبين أن الرئيس وقع على شهادة مطلوبة أودعت وفق المساطر المعمول بها، إلا أن ملفا آخر كان بمكتب تقني، يهم الشهادة نفسها، غير موقع، ويجهل الرئيس نفسه كيف وصل إليه. وقائع القضية تطرح استفهامات وتترك مساحات، تتطلب الإجابة عنها، كما أنها تتطلب إعادة تركيب الأحداث والملابسات والادعاءات وتمحيصها بخبرات وتحقيقات، سيما أن لها روابط مغيبة ضمنها مكالمات هاتفية مرت عليها أكثر من سنتين، وشخوص لم يستمع إليهم بعد. المصطفى صفر

استفهامات تعيد ملف الزايدي للصفر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قالوا

مناديب طنجة يلتئمون في جمعية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات