سوء الجوار وراء قتل فلاح

المتهم استعان بابنه واعتديا على الهالك بمنجل إنجاز : أحمد ذو الرشاد (الجديدة) قضت غرفة الجنايات الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، أخيرا، بتأخير البت في ملف متهم وابنه متابعين بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، إلى بداية الشهر المقبل بطلب من دفاع المتهمين ورغبته في محاكمتهما حضوريا، نظرا لثقل التهمة الموجهة لهما. أحيانا كثيرة تتسبب نزاعات تافهة وقديمة في وقوع جرائم دم، تقود الهالك إلى المقبرة وتزج بالجناة في غياهب السجون. ولعل ما وقع في أحد أيام رمضان الماضي، بدوار أولاد العمري الوقع بتراب الجماعة القروية للجابرية بإقليم سيدي بنور، يدخل في هذا الباب. عندما كان الهالك يتأهب للعودة إلى منزله محملا ببعض المواد الغذائية استعدادا لتناول فطوره رفقة زوجته وأبنائه، فوجئ بالمتهم الرئيسي مؤازرا بأبنائه، الثلاثة وابنته وصهره، يهجمون عليه بدافع الانتقام منه بسبب رفع شكايات ضده، موجهين له الضرب والجرح بالسلاح، متسببين له في جروح غائرة، سرعت بوفاته قبل وصوله إلى المستشفى الإقليمي. تمويه الابن توصلت الضابطة القضائية بخبر الاعتداء على فلاح بواسطة السلاح الأبيض قبل موعد أذان المغرب بساعتين. انتقل رئيس المركز الترابي إلى مكان الاعتداء وعلم من بعض الحاضرين أن سيارة الإسعاف نقلت الضحية إلى المستشفى الإقليمي، لكنه توفي قبل الوصول إليه. استمع رئيس المركز لزوجة الهالك، التي صرحت أنها كانت بصدد تهييء طعام الفطور، فأخبرتها ابنتها أن والدها تعرض لاعتداء من قبل المتهم وأبنائه وصهره، وخرجت لاستطلاع الأمر، فوجدته ممددا على ظهره غارقا في دمائه. ظلت تبكي وتطلب النجدة. وبعد مرور وقت قصيرة قدمت سيارة إسعاف ونقلته في اتجاه سيدي بنور. واستمع إلى شاهد عيان، فصرح أنه كان عائدا إلى منزله، فشاهد جمعا غفيرا يحيط بالهالك، وعلم من بعضهم أنه تعرض لاعتداء من قبل المتهم وأبنائه. وألقت الضابطة القضائية القبض على ابن المتهم الرئيسي، فاعترف باعتدائه على الهالك. وصرح أنه قام بذلك انتقاما منه لأنه اعتدى على والده بالضرب والجرح بواسطة قضيب حديدي، وأكد أنه تسلح بسكين من الحجم الكبير وانتظر عودته إلى منزله، ووجه له عدة ضربات على كتفه وعنقه وصدره ولم يساعده أي أحد من إخوته. تصريحات متنافضة بناء على تصريحات زوجة الهالك، التي أكدت أن عائلة المتهم اعتدت على زوجها، استمع رئيس المركز أيضا لزوجة المتهم، فصرحت أنها كانت منهمكة في إعداد وجبة الفطور بالمطبخ، وشاهدت ابنها يعود وهو في حالة غير طبيعية، وأخبرتها ابنتها أنه تسلح بسكين يستعمل في ذبح الأضحية وغادر البيت مسرعا، فتبعته ونادت عليه وترجته أن يتمهل. ولأنها تعاني إعاقة حركية لم تتمكن من اللحاق به، وشاهدته يلتحم من الضحية مؤازرة لوالده. ولما عاد رفقة والده إلى المنزل، قرر مغادرة الدوار، لكنها أقنعته بالبقاء وتسليم نفسه أفضل له من الهروب لأن ذلك ليس في مصلحته. وتم الاستماع إلى كمال ابنها الثاني، فأكد انه لم يكن بالبيت ساعة وقوع النزاع بين والده والهالك، وأخبر الضابطة أنه كان بدوار آخر بغية إصلاح مذياع ولديه ما يثبت تصريحاته. ونفت ابنة المتهم مشاركتها في الاعتداء، وأكدت أنها في الوقت الذي خرجت فيه والدتها لثني أخيها عن اللحاق بوالدها، ظلت هي في البيت، بينما لم يكن زوجها حاضرا بتاتا ونفى بدوره ما جاء في تصريحات زوجة الضحية. تصريحات الأب احتفظ رئيس المركز الترابي بالمتهم وألقى القبض على والده، واستمع له، فصرح أنه يوم الحادث كان عائدا من حقله بعد الانتهاء من عملية الحصاد التقليدية باستعماله للمنجل، وبعد مروره من أمام بيت الهالك، وجده متكئا على حائط بيته، ولما شاهده راكبا على حماره، وقف وتوجه نحوه ووجه له ضربة بواسطة قضيب حديدي على رأسه، فاشتبك معه وتبادلا الضرب والجرح. وفوجئ بابنه يهب لمؤازرته ويوجه للهالك عدة ضربات بواسطة السلاح، ولما سقط واصل الاعتداء عليه بواسطة المنجل ووجه له ضربة على صدره. وأعادت الضابطة ذاتها الاستماع إلى المتهم، وواجهته بتصريحات والده، فتراجع عن تصريحاته الأولى، وأكد أنه رغب في تحمل مسؤولية الاعتداء على الهالك لوحده حماية لوالده، وأضاف أنه يوم الحادث علم بنشوب نزاع جديد بين الضحية ووالده، فتسلح بسكين من الحجم الكبير وهب لمؤازرة أبيه واعتدى على جاره الذي يكن له حقدا دفينا لأنه كان وراء جرهم أمام المحاكم. إخفاء أداة الجريمة ومواصلة للبحث والتحقيق، سألت الضابطة نفسها المتهم الأب عن مكان إخفاء أداة الجريمة، فصرح أنه بعد سقوط الضحية، تركه غارقا في دمائه وتوجه إلى بيته وأحس بندم كبير، وظل يتابع الوضع من بعيد وعلم أن سيارة إسعاف نقلته إلى المستشفى بسيدي بنور، لكنه أصيب برعب كبير لما علم بوفاته. وقرر الهرب، لكن زوجته نهته عن ذلك، وأخفى المنجل تحت غطاء وظل ينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع. وصرح الابن، المتهم الثاني، أنه عاد إلى منزل والده بعدما شارك في الاعتداء على جاره، وغير ملابسه وقرر السفر إلى مدينة أخرى للتواري عن الأنظار، لكن والدته نصحته بتقديم نفسه بدل الهرب. وأخبر رئيس المركز بمكان إخفاء السكين، وقاده إلى فرن تقليدي يوجد بمدخل البيت وقدمها له.

سوء الجوار وراء قتل فلاح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلاف يفضح خيانة بالبئر الجديد

إدانة مروج "قرقوبي" بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات