ملاعب المغرب في خدمة إفريقيا

المملكة تستقبل 16 مباراة في تصفيات كأس العالم في تسعة أيام لسبعة منتخبات وانبهار عالمي بالقدرة المغربية
خطفت ملاعب المغرب خلال الأيام القليلة الماضية، الأنظار، باستقبالها مباريات كثيرة لحساب تصفيات كأس العالم قطر 2022، ستصل إلى 16 في تسعة أيام، لسبعة منتخبات إفريقية، وهي غينيا كوناكري وغينيا بيساو وبوركينا فاسو والسودان وجيبوتي وموزمبيق ومالي.
ولم تتردد الجامعة الملكية لكرة القدم في قبول طلبات هذه المنتخبات، من أجل استقبال مبارياتها بملاعب المملكة، بسبب رفض الكنفدرالية الإفريقية منحها الضوء الأخضر للاستقبال ببلدانها لغياب ملاعب بمعايير «كاف» المعمول بها، في وقت رفضت دول أخرى مثل مصر استقبالها، في حين استقبلت جنوب إفريقيا منتخبي ناميبيا ومالاوي بحكم القرب الجغرافي.
44 اتفاقية مع الاتحادات الإفريقية
تدخل هذه البادرة التي قامت بها الجامعة الملكية، في إطار تفعيل 44 اتفاقية وقعتها في وقت سابق مع اتحادات إفريقية، تسمح لها بطلب استقبال مباريات منتخباتها على الملاعب المغربية.
ووافقت الجامعة دوت تردد على طلبات هذه المنتخبات، بل إنها أنشأت لجنة خاصة بالعلاقات مع باقي الاتحادات الإفريقية، تكفلت في الآونة الأخيرة بوضع ترتيبات استقبال بعثاتها وتوفير كل الظروف المواتية لها لخوض المباريات الدولية في أحسن الأجواء.
وفتحت ملاعب أكادير والبيضاء ومراكش وطنجة والجديدة لاستقبال هذه المباريات، وهي كلها ملاعب معتمدة من قبل «كاف»، وتتوفر على عشب عالي الجودة.
ويحتضن ملعب مولاي عبد الله مباراة غينيا والسودان، نهاية الأسبوع الجاري، على أن يواجه منتخب جيبوتي نظيره بوركينا فاسو ذهابا وإيابا بملعب مراكش، فيما يستقبل مالي كينيا في ملعب أدرار بأكادير، وتلعب مباراة موزمبيق والكامرون بملعب طنجة الكبير، بالإضافة إلى استقبال غينيا بيساو وغينيا كوناكري والسودان مبارياتها بالمغرب، وهي كلها منتخبات توجد في مجموعة أسود الأطلس.
منابر تشيد بالريادة المغربية
أشادت منابر إعلامية، إفريقية وأوربية بالريادة المغربية في البنية التحتية الرياضية، من خلال استقبال هذا الكم الهائل من المباريات في ظرف وجيز.
وباتت ملاعب المغرب ومراكزه الرياضية، حديث الصحافة في أوربا وإفريقيا، إذ خصصت قناة «كانال بلوس» الفرنسية برنامجا خاصا، تطرقت فيه لهذا الموضوع، وقالت إن ذلك راجع للعمل الجبار الذي قام به المغرب لتطوير بنيته التحتية، وهو الأمر الذي أكده باتريس موتسيبي، رئيس «كاف»، في تصريح سابق له، إذ قال إن المغرب بات رائدا في البنية التحتية الرياضية بإفريقيا، ويعول عليه، من أجل مساعدة باقي الاتحادات على تطوير بنيتها أيضا.
ووصف صحافيو القناة استقبال المغرب لهذا الكم الكبير من المباريات الهامة، في ظرف وجيز، ب»كأس إفريقيا مصغرة»، معتبرا أن المملكة قادرة على تنظيم كأس العالم وليس فقط كأس إفريقيا، إذ سبق لها التقدم لاستضافة الحدث الرياضي مرات عديدة.
ومن جهتها تحدثت صحف إفريقية عن الدور المهم الذي لعبه المغرب، من أجل «إنقاذ» منتخبات إفريقية من الانسحاب من التصفيات، خاصة أن بعضها لم يكن يتوفر على إمكانيات للسفر في كل مرة لاستقبال منافسيه خارج أرضه، إذ قدم المغرب لها الدعم اللوجيستيكي أيضا.
دبلوماسية رياضية ناجحة
لم تغفل بعض المنابر الإعلامية دور الدبلوماسية الرياضية الذي ينهجها المغرب، في تعزيز التعاون الإفريقي مع عمقه القاري، وتجديد أواصر الصداقة مع دول كثيرة، بعد النجاح الباهر الذي شهدته عودة المملكة إلى أحضان الاتحاد الإفريقي.
واعتبر صحافيون فرنسيون أن المغرب “يملك الحق” في مد اليد لكل الأفارقة، بغية تعزيز التعاون في شتى المجالات، من بينها الرياضة، كما يحدث اليوم من خلال الاتفاقيات التي أبرمتها الجامعة الملكية لكرة القدم.
وتؤكد الجامعة من خلال تفعيل هذه الاتفاقيات، أنها لم تكن أبدا بهدف إغراء الأفارقة للتصويت للملف المغربي لتنظيم كأس العالم 2026، التي فازت بتنظيمه الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، وإنما لهدف صادق ورغبة في جعل التعاون طويل الأمد، خدمة للقضايا الإفريقية.
إنجاز: العقيد درغام