مجالـس بنـون النـسوة

يقدن مجالس جماعية وجهوية وإقليمية وبينهن مراهقات وتلميذات وخبيرات في السياسة أسهمت انتخابات 8 شتنبر، في ترؤس وجوه نسائية مجالس جماعات وجهات، ورئاسة عمودية مدن ومجالس إقليمية، رغم حدة التنافس مع كائنات انتخابية، أرادت في أكثر من مناسبة إجهاض تجربة النساء في التسيير، في انتظار أن تشهد الانتخابات المقبلة، تطورا في مجال ترسيخ المناصفة. إعداد: أحمد الأرقام بوعيدة... "حمامة" الجنوب انتخبت امباركة بوعيدة، القيادية في التجمع الوطني للأحرار، رئيسة لمجلس جهة كلميم وادنون، بعد حصولها على 28 صوتا. وجاء تجديد الثقة في بوعيدة إثر حصولها على أغلبية الأصوات مقابل عدم حصول منافسها، محمد أبودرار، مرشح الاتحاد الاشتراكي، على أي صوت. وكانت الانطلاقة السياسية والحزبية لمباركة بوعيدة بعد انتخابها عضوا بالمكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار في 2007، كما شاركت في رئاسة اللجنة البرلمانية المختلطة بين المغرب والاتحاد الأوربي منذ إحداثها في ماي 2010، قبل أن تترأس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب، وخلال 2008-2009، شغلت مهام نائبة رئيس لجنة المالية والشؤون الاقتصادية ومقررة اللجنة نفسها لقانون المالية 2009، وفي السنة نفسها، انتخبت عضوا بمجلس البيضاء الكبرى. وعلى المستوى الدولي، اختيرت بوعيدة ضمن قائمة القادة العالميين الشباب للمنتدى الاقتصادي العالمي في 2012، كما تشغل منذ شتنبر 2011 منصب نائبة رئيس منتدى البرلمانيين الدوليين من أجل الديمقراطية، كما أنها عضو بمركز شمال جنوب لمجلس أوربا، وفي 10 أكتوبر 2013، عينها الملك وزيرة منتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وشغلت بوعيدة منصب وزيرة منتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بين 2013 و2016، وكاتبة دولة مكلفة بالصيد البحري، بين 2017 و2019 المنصوري ... عودة العمدة أظهرت فاطمة الزهراء المنصوري، القيادية في الأصالة والمعاصرة، قدرة هائلة على تدبير دفة الصراعات داخل حزب "التراكتور"، حينما اهتز الحزب بسبب تشرذم القيادة وارتفاع حدة الاتهامات بين المؤسسين. وتدخلت المنصوري لرأب الصدع بين تيار عبد اللطيف وهبي، أمين عام "الجرار"، وتيار حكيم بنشماش، واستطاعت تخفيف حدة التوتر، بل أسهمت في إبقاء الحزب موحدا. كما سهلت المرأة القوية بحزب "الجرار"، مأمورية وهبي خلال أولى جلسات المشاورات مع عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المعين، ما ضمن مشاركة حزب "التراكتور" في الحكومة. وانتخبت المنصوري، عن الأصالة والمعاصرة، رئيسة للمجلس الجماعي لمراكش، إثر حصولها على 79 صوتا من أصل 81 مقعدا المخصصة لجماعة المدينة الحمراء. وعادت المنصوري بقوة إلى الواجهة بحصولها على أغلبية الأصوات لترؤس عمودية مراكش التي شهدت تنافسا حارقا حولها من قبل باقي المنافسين السياسيين. يشار إلى أن فاطمة الزهراء المنصوري سبق أن تقلدت منصب عمدة مراكش ما بين 2009 و2015، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب بالمدينة الحمراء. وشهدت فترة توليها عمودية المدينة فتح العديد من المشاريع المهيكلة، كما تعهدت، بعد فوزها بالعمودية، عقب انتخابات 8 شتنبر باستكمال الأوراش المفتوحة وإعطاء نفس جديد للمدينة، في انسجام تام مع مسؤولي الجهة، التي آلت رئاستها إلى الحزب نفسه، في شخص سمير كودار. الرميلي... المرأة الحديدية تمكنت نبيلة الرميلي، القيادية بالتجمع الوطني للأحرار، من قيادة أكبر مجلس جماعي بالمغرب، بعد صراع قوي لضمان فوزها وتجنب حسابات الدقائق الأخيرة التي تقع بسبب تعدد الترشيحات ورغبة العديد من المترشحين في الوصول إلى هذا المنصب، الذي يعد بمثابة وزارة في حكومة، خاصة أنها ستدبر شؤون أزيد من 6 ملايين نسمة. دخلت الرميلي، التي تشغل مديرة جهوية للصحة بجهة البيضاء سطات، غمار المنافسة على العمودية، وكلها أمل في تحقيق نتائج إيجابية، وهو ما تم بالفعل، إذ تمكنت من الحصول على 105 أصوات مقابل 18 صوتا لمنافسها عبد الصمد حيكر عن العدالة والتنمية. الرميلي، الطبيبة والعضو بالمكتب السياسي للأحرار، اشتغلت في السابق نائبة لعمدة البيضاء مكلفة بقطاع الصحة، كما سبق لها أن شغلت منصب مديرة إقليمية للوزارة ذاتها في كل من عمالتي بن امسيك وآنفا، وعضو بمجلس مقاطعة سباتة لولايتين سابقتين. وراج عن الرميلي أنها تستعد لتولي حقيبة وزارة الصحة، خصوصا أن عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، سبق أن أكد في حديث لوسائل الإعلام أنه لن يتنازل عن هذه الحقيبة في الحكومة المقبلة. الحمامي ... رئيسة المحبس بعيدا عن الأضواء، تمكنت فتيحة الحمامي، عن الوحدة والديمقراطية، من الظفر برئاسة جماعة المحبس الحدودية. وانتخبت الحمامي، رئيسة لجماعة المحبس الحدودية التابعة لإقليم أسا الزاك، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب. وجرى التصويت على الحمامي بأغلبية 11 عضوا، مقابل 5 أعضاء لمنافسها من الأصالة والمعاصرة، لتكون بذلك أول امرأة على مستوى إقليم آسا الزاك تترأس مجلسا جماعيا، ومن بين ثلاث نساء على مستوى الجهة. الحمامي من مواليد 1982 في أسا الزاك، وهي طالبة باحثة بسلك الدكتوراه، وحاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في 2008، من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، كما تشغل الحمامي منصب رئيسة مصلحة الشؤون التربوية في المديرية الإقليمية للتعليم في إقليم أسا الزاك. وتوجد المحبس في منطقة حدودية، وهي من أهم المناطق العسكرية بحكم وجودها على بعد أقل من أربعين كيلومترا عن مخيمات تندوف. تحوسة... الحدث المفاجأة انتخبت، نورا تحوسة، وهي طالبة في السنة الأولى بجامعة ابن زهر بأكاديرلا يتجاوز عمرها 19 سنة، رئيسة لجماعة سيدي بورجا بإقليم تارودانت، باسم الاتحاد الاشتراكي وشكل الحدث مفاجأة لجميع الناخبين والمنتخبين الذين لم يتوقعوا فوز الفتاة ذات 19 ربيعا، لتدبير جماعة، ويحق لسكان المنطقة الافتخار بذلك، خاصة أنها تعهدت بتحسين أوضاعهم الاجتماعية. وتعتبر تحوسة ثاني أصغر منتخبة في المغرب بعد إلهام بلكاس التي انتخبت رئيسة لجماعة سيدي الذهبي يإقليم سطات. بلكاس... أصغر رئيسة انتخبت إلهام بلكاس، تلميذة بمستوى الثانية البكلوريا، رئيسة لجماعة سيدي الذهبي بإقليم سطات، باسم التجمع الوطني للأحرار، لتكون بذلك أصغر رئيسة جماعة. وتعتبر بلكاس، التي تبلغ من العمر 18 سنة، مفاجأة الانتخابات في المنطقة التي كانت تشهد عادة انتخاب محترفي السياسة من كبار السن. تتابع بلكاس، دراستها في شعبة العلوم التجريبية، ونالت 11 صوتا من أصل 18، مقابل حصول منافسها عثمان بومحطة، الرئيس السابق للجماعة نفسها على 7 أصوات. الرئيسة الشابة فخورة، كما قالت، بانتخابها رئيسة للجماعة التي نشأت فيها، وستعمل جاهدة على تحقيق متطلبات السكان، معلنة عن مباشرتها لعملها بحل أول قضية خلال تدبيرها لشؤون البلدية، والتي تتمثل في توفير النقل المدرسي في الوسط القروي، الذي عانت من غيابه كما جل أبناء المنطقة، منتقدة تردي البنية التحتية التي ستجتهد لتشييدها. مبروك... تجديد الثقة حازت حنان مبروك، عن الأصالة والمعاصرة، على ثقة الناخبين الذين صوتوا لها للظفر برئاسة جماعة اليوسفية، في مواجهة ابن عمها عبد المجيد مبروك، الذي خاض الاستحقاقات تحت يافطة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. نالت مبروك 17 صوتا، 11 منها بفضل ثقة المستشارات النساء الأعضاء في المجلس، فيما حصل منافسها على 14 صوتا. وتمكنت مبروك بهذا الفوز من تجديد الثقة فيها للحفاظ على منصبها على رأس جماعة اليوسفية، والذي وصلت إليه في الولاية السابقة بعد إعادة انتخاب مكتب المجلس في يوليوز الماضي، إثر وفاة الرئيس السابق محمد نافع. غادرت مبروك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي حصلت باسمه على الرئاسة الأولى، متوجهة إلى الأصالة والمعاصرة، الذي فازت معه بانتخابات 8 شتنبر. شكلت مبروك أغلبيتها من أحزاب الاستقلال وجبهة القوى الديمقراطية، والبيئة والتنمية المستدامة والحركة الديمقراطية الاجتماعية، ثم تحالف اليسار والحرية والعدالة، والإنصاف والحرية والعدالة الاجتماعية. شالة... رئيسة تاسلطانت تم انتخاب زينب شالة، من الأصالة والمعاصرة، رئيسة لجماعة تاسلطانت بإقليم مراكش، بإجماع 31 عضوا، بمن فيهم عبد العزيز الدريوش، رئيس الجماعة السابق المسحوب ترشيحه للرئاسة من قبل قيادة الاستقلال. وقالت شالة إنها لن تشتغل بشكل انفرادي، بل ستمد يدها لجميع الأعضاء لأجل خدمة مصالح المواطنين، معتبرة أن منصبها هو تكليف وأمانة على عاتقها وباقي أعضاء مجلس الجماعة، مضيفة أنها مدينة للناخبين الذين وضعوا الثقة فيها. وأكدت المتحدثة نفسها، في تصريح صحافي، أنها تعرف بشكل كبير انتظارات المواطنين، وستشتغل بجد وحزم لتلبية حاجياتهم، بحكم أنها اشتغلت في الحقل الجمعوي. الزاهيدي... المتمردة بتمارة تم انتخاب اعتماد الزاهيدي، المنتمية إلى التجمع الوطني للأحرار، رئيسة لمجلس عمالة الصخيرات تمارة، بدعم من التحالف الثلاثي المشكل من الأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال. وقدمت الزاهيدي، البالغة من العمر 36 سنة، استقالتها من العدالة والتنمية، في نونبر الماضي، وخاضت معركة ضد رئيس جماعة تمارة، موحى الرجدالي، بسبب سوء تدبير المجلس، وتدخل حركة التوحيد والإصلاح الدعوية في الشؤون السياسية، وسيادة المحسوبية، فانتقلت إلى التجمع الوطني للأحرار.

مجالـس بنـون النـسوة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حروب الحقائب تحاصر قادة التحالف

الهيمنة على المجالس... الإيجابيات والسلبيات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات