انتحار ولكن…!

مشهد محذوف من فيلم بلفقيه المحكوم بإعدام سياسي تفرق دمه بين الأحزاب كل التساؤلات المتناثرة في محيط مصرع عبد الوهاب بلفقيه تؤكد أن هناك مشهدا محذوفا من فيلم انتحار برائحة "الإعدام السياسي"، فبغض النظر عن مواقع الظل الكثيرة في تصريحات وتلميحات دوائر التحقيق، من قبيل عدم تأكيد أن السلاح المستعمل في ملكيته، وعدم ذكر من كان معه حينها، وفي حال وجوده وحيدا، من بلغ عن الحادث؟ أمر آخر يدعو إلى الاستغراب ويفتح الباب أمام تساؤل لا يقل أهمية، كيف لرجل سياسة أن ينتحر دون ترك رسالة يوضح فيها سبب لجوئه لهذا الخيار الصعب؟، ويكفي أن نعود إلى سجلات حالات الانتحار لنجد رسائل الوداع واللوم والعتاب، ولو تعلق الأمر بمراهقة قررت الهروب الأبدي من غدر الحبيب أو ترهيب الأهل. تكلم بلفقيه أكثر من مرة عن حقائق سيكشفها، وهو ما أوضحه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، عندما تحدث عن معطيات مثيرة حول أسباب مغادرة الراحل حزب "الوردة" والتحاقه بالأصالة والمعاصرة، إذ قال في ندوة صحافية، الأربعاء الماضي بالرباط، إنه استفسر الراحل بمكالمة هاتفية فرد عليه قائلا "غادي نتلقاو وغادي تعرف الأمر لي جعلني نغير الحزب". لكن صراع الأحزاب قد يخفي صراعا أكبر من ذلك، وهو أن بلفقيه أصبح، في آخر أيامه، موضوع تصفية حسابات بين قبائل، خاصة بعد أن أحيا مقربون قصة دخوله في صراع مع وال سابق لجهة كلميم، إثر الفيضانات التي خلفت خسائر كبيرة وضعت الراحل، الذي كان حينها رئيسا للبلدية، في مرمى المسؤولية بسبب تهالك مجاري الصرف الصحي والبنية التحية بالمدينة، رد عليها باتهام الوالي بتبديد المال وتوزيع بطاقات الإنعاش الوطني على انفصاليين. وفهم من تصرف بلفقيه أنه إذا حوصر من قبل خصومه، فإنه لن يكون الضحية الوحيد، وإذا اضطر سيفضح المستور، خاصة إذا علمنا أنه كان سيمثل أمام القاضي في 22 شتنبر الجاري، أي اليوم الموالي لمصرعه، فقد سبق أن توعد خصومه بفضحهم أمام قاضي التحقيق، ما يعني أن دائرة البحث والاعتقال في ملفه ستشمل رؤوسا كبيرة. لن تقف قصة انتحار بلفقيه عند حدود بلاغ واحد، فقد كشف محمد أبودرار، البرلماني السابق والمنسق الجهوي للاتحاد الاشتراكي في جهة كلميم وادنون، أنه توصل باستدعاء للتحقيق في القضية، رافضا بعد حضوره جنازة رفيقه في الحزب، الحديث عما تعرض له الراحل، واكتفى بالقول إن نفسيته لا تسمح له بالحديث عن الموضوع. لن يكون الاستماع إلى أبودرار إلا بداية لبحث طويل، فقد كتب في تدوينة دبجها على صفحته الرسمية بـ "فيسبوك" قائلاً "ليس طعنا في بلاغ النيابة العامة بكلميم، لكن أرى أن هناك تسرعا في حسمها بعض الأمور حول حادثة وفاة عبد الوهاب بلفقيه دون انتظار الخبرة التقنية والمخبرية". ياسين قُطيب

انتحار ولكن…!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أندية تقاطع المنتخب الرديف

"السورسي" لعاق حاول قتل أمه

مقالات ذات صلة