المكناسيون يعانون اللاأمن

سقطت العاصمة الاسماعيلية في السنوات الأخيرة ضحية انفلات امني اثر تعرضها لطعنات قاتلة على يد المعتدين والمجرمين رغم ما تقوم به السلطات الأمنية بالمدينة من تدخلات ميدانية مكثفة.. فدماؤها تسفك علانية في الليل وفي واضحة النهار.. إن تفشي الجريمة واحتلال الشارع من قبل المجرمين و قطاع الطرق لم يعد شأنا يخص فاس أو الدار البيضاء وحدهما. فمدينة مكناس هي الأخرى ليست بأحسن حال من التي توجد عليهما العاصمة الاقتصادية و العلمية، بعدما أصبح واقعا أليما يكتوي بناره جل المغاربة في غالبية المدن التي تتخبط في البطالة و الفقر المدقع، إذ أضحت مكناس تعيش هي الأخرى على إيقاع شبه انفلات أمني عرت عليه العديد من الاعتداءات الدامية والأنشطة الإجرامية التي عاشتها المدينة في الشهور القليلة الماضية، إذ شدد العديد من المكناسيين المستجوبين على أن مكناس تعاني فعلا تنامي مظاهر الفقر والبطالة وانتشار الجريمة والدعارة ونشاط شبكة ترويج الخمور والمخدرات بكافة اصنافها، وتزايد نسب الاغتصاب والتحرش الجنسي بالأطفال وتنامي العنف في صفوف النساء وفضاءات المؤسسات التعليمية ومحيطها.فالمدينة القديمة بمكناس التي تعتبر القلب النابض للحركة التجارية بالعاصمة الإسماعيلية كونها تضم العديد من المحلات التجارية والحرفية اضافة إلى المآثر التاريخية التي تزخر بها، أضف إلى ذلك العديد من المزارات والأضرحة.. أصبحت تعاني خصاصا كبيرا في المجال الأمني، علما أن هذه المنطقة تشكل تجمعا سكنيا هائلا وتضم مساحة شاسعة، ناهيك عن عدد الزوار الذي يعد بعشرات الآلاف زائر في اليوم الواحد.. إذ كيف يمكن ل"كمشة"من رجال أمن لا تتعدى خمسة أن تغطي و تؤمن باب المنصور وساحة الهديم الشهيرة، وشارع السكاكين، والبزازين، وباب الجديد، وقبة السوق... علما أن الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة، سبق أن وجهت عدة مراسلات تحسيسية في الموضوع إلى الجهات المسؤولة ، كما عقدت عدة لقاءات مع مسؤولي المدينة، وما زلوا ينتظرون حتى الآن تنفيذ الوعود التي قدمت إليهم من قبل المسؤولين الأمنيين بهذا الخصوص... فغياب الوجود الأمني في العديد من أحياء مكناس مع الأسف الشديد ورغم التحسن الطفيف في الوضع الأمني مقارنة مع السنوات الماضية، مازال السكان يسجلون العديد من الاعتداءات التي يتعرض لها يوميا مواطنون أبرياء، ناهيك عن تفاقم عمليات السرقة بالنشل في الأسواق الأسبوعية واعتراض السبيل المقرون بالسرقة تحت طائلة التهديد بالسلاح الابيض، خاصة ببعض الأحياء الشعبية من قبيل درب باسعود المعروف ب"درب الموت" بحي الزيتون وحي سيدي بابا، برج مولاي عمر، سيدي اعمرو، بني امحمد، سيدي بوزكري وبالقرب من الثانوية التأهيلية مولاي اسماعيل بحمرية، إضافة إلى السرقة من داخل السيارات بحي المنزه ومرجان. ومما يسهل استفحال الاعتداءات الجنسية على الأطفال والنساء ضعف أو غياب الإنارة العمومية والدوريات الامنية غير الكافية بالأحياء المذكورة، وفي بعض الاحيان ينتاب الخوف والهلع بعض رجال الأمن أثناء ولوجهم الأحياء الشعبية الهامشية لأداء مهمتهم الأمنية مخافة السقوط في فخ المجرمين الذين حولوا بعض الأحياء إلى محمية خاصة بهم، حيث لا يفرقون في انشطتهم الاجرامية بين مواطن عاد ورجل أمن .. وللحد من التدهور الأمني بمكناس، بات من الضروري وضع استراتيجية أمنية محكمة تخدم مصالح المواطنين، وتعمل على إحصين المؤسسة الأمنية من الانزلاقات التي تمس بحقوق الإنسان مع الاعتناء بالجانب الاجتماعي والمادي الذي يشتكى منه العديد من رجال الأمن، وتوفير كل الوسائل المادية والبشرية للعناصر الأمنية التابعة لولاية أمن مكناس حتى تكون تدخلاتهم هادفة وفاعلة في الحد من الجريمة التي تعرفها المدينة. حميد بن التهامي (مكناس)

المكناسيون يعانون اللاأمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حقوقيون قلقون من احتلال الباعة لشوارع تاونات

طنجة تستغيث بسبب انعدام الأمن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات