احميد... أسد من جيل 86 6 اندماجي مع اللاعبين كان سهلا لأنني أعرفهم جميعا صلاح الدين احميد، واحد من أسود جيل 1986، الذين تألقوا في الساحة القارية، من خلال قيادة فريقه الجيش الملكي للتتويج بأول لقب قاري على مستوى الأندية الوطنية، وأحد صانعي ملحمة مكسيكو، إذ استطاع أن يصنع فسحة لاسمه، من بين نجوم عجت بهم الساحة الوطنية، في تلك الفترة، رغم إكراهات الحياة، فلمع ضمنهم، في سماء الكرة المغربية. إعداد صلاح الدين محسن > هل كانت 1983 بداية التحاقك بالمنتخب الوطني؟ > التحاقي بالمنتخب الوطني، انطلق منذ مرحلة الفتيان، إذ لعبت رفقته في العديد من التظاهرات الدولية والإقليمية، ومن أبرز المنافسات التي خضتها رفقة المنتخب، كأس فلسطين، باعتبارها المنافسة الرسمية الأولى التي كنا نخوضها، في ظل غياب المنافسات القارية مثل كأس إفريقيا وكأس العالم للفئات السنية الصغرى. كما أني شاركت رفقة المنتخبات الصغرى في العديد من الدوريات الإعدادية في عدد من دول أوربا، وشارك معي العديد من اللاعبين والمدربين الحاليين، أمثال عبد الرزاق خيري والمرحوم عبد الله بليندة وحسن فاضل وعبد السلام لغريسي. > كيف جاء انتقالك للجيش الملكي؟ > انتقالي للجيش الملكي عجيب وغريب، لأني لعبت مع اتحاد سيدي قاسم مباراة أمام الفريق العسكري، في يوم أربعاء من 1981، على ما أذكر، والملعب مملوء عن آخره، بحكم أن الجيش جاء بجميع عناصره الأساسية، مثل سعد دحان ومحمد التيمومي وحمو فاضيلي وواديش، وربحنا المباراة بهدفين لواحد، وكان أسطرا هو حارس مرمى الجيش. وأذكر أني قدمت مباراة من المستوى العالي، وتمكنت خلالها من إمساك ضربة خطأ للتيمومي بصدري، وهي اللحظة التي عرفت ثورة بالمدرجات من قبل الجمهور، وفي تلك المباراة طلب المهدي فاريا من المسؤولين التعاقد معي، وبعد ذلك جاء قرار من كليزو بانتدابي، ورفع ملتمسا إلى الملك الراحل الحسن الثاني، الذي وافق على ذلك، بحكم أنه كان الرئيس الفعلي للفريق. والغريب في ذلك الانتقال، أن جميع السلطات المحلية بسيدي قاسم التحقت بمنزلنا، وكأنني ارتكبت جريمة قتل، فبعد أن كنت أتمنى مصافحة القائد، وجدت الجميع يرغب في لقائي، وفي تلك الليلة نقلت مباشرة إلى المركز الرياضي العسكري، وسط حشد من المسؤولين في الدرك ومن الدراجين، وفي صباح الغد التقيت بمسؤولي الفريق. > هل لعبت بالفريق الأول مباشرة؟ > بالفعل، لأني كنت حارسا بالمنتخب المغربي، لكن اتحاد سيدي قاسم عقد اتفاقا مع مسؤولي الجيش الملكي، يتضمن التوقيع مع العودة إلى فريقي الأم، إلى حين إيجاده حارسا بديلا، ولعبت في الفريق القاسمي ثلاثة مواسم، قبل أن أعود إلى الجيش، أي بعد أن وجد الفريق الخلف. > كم عدد الألقاب التي توجت بها مع الجيش؟ جميع الألقاب التي توج بها الفريق العسكري خلال تلك الفترة التي كنت حارسا فيها، من بطولات وكؤوس عرش، إضافة إلى كأس إفريقيا للأندية البطلة، التي تعد أول إنجاز للأندية الوطنية على الصعيد القاري، غير أن خوضي نهائي كأس العرش رفقة اتحاد سيدي قاسم أمام المغرب الفاسي، أعتبره أول إنجاز حققته في بداية مساري، ثم شاركت بعد ذلك في البطولة العربية للمنتخب الوطني في 1983. > متى حققت أول لقب لك مع الجيش؟ > في العام الأول الذي التحقت به، وكان ذلك في 1983 عندما فزنا بالازدواجية، بالبطولة والكأس في موسم واحد. > هل صادفتك مشاكل أثناء التحاقك بالجيش؟ > لم تصادفني أي مشاكل، لأني اندمجت مع الفريق بسرعة كبيرة، بحكم أن جميع اللاعبين أعرفهم من المنتخب الوطني، إذ كنت أخوض معهم التجمعات الإعدادية التي نقوم بها، وعلاقتي بهم كانت جيدة، وعند التحاقي بالفريق، لم يكن هذا الأمر مطروحا.وما أعجبني كثيرا، أنني كنت أشعر سواء بالجيش الملكي أو اتحاد سيدي قاسم أننا عائلة واحدة، سيما أن المسؤولين وفروا كل متطلباتي، ولم يبخلوا علي بأي شيء.