الحـرب علـى كورونـا… “سـالا اللعـب”

حملات السلطة ومصالح الدرك بالسوالم انطلقت بالتحسيس قبل الزجر إنجاز: محمد بها / تصوير : (عبد الحق خليفة) الساعة تشير إلى الثامنة وأربعين دقيقة، لا صوت يعلو على صوت منبهات سيارات المصلحة التابعة لعناصر القوات المساعدة التي كانت ضمن قافلة يقودها قائد الملحقة الثانية بباشوية السوالم ودوريات الدرك الملكي التي كانت تجوب أحياء وأزقة متفرقة من المنطقة، لإعلان موعد الإغلاق وسريان توقيت الحظر الليلي. «يالله دخلو لديوركم» ما نبقى نشوف تا واحد هنا، يالله أشريف سالا البيع والشرا واش نسيتي التوقيت الجديد؟ الشريفة قادي كمامتك ودخلي لدارك راه التسعود هادي خاصك تكوني وسط دارك ماشي باركة فالمطعم»، «أولدي أش باقي كدير فالزنقة صافي سالا اللعب يالله داركم»...من بين العبارات التي استعملها هشام منصوري، قائد الملحقة الثانية بباشوية السوالم مرفوقا بأعوانه وعناصر القوات المساعدة، وهي التوجيهات التي تجاوب معها المعنيون بالامتثال بشكل سريع وتقديم الاعتذار. ومن الأمور التي ميزت حملة تطبيق الحظر الليلي بالسوالم، أن القائد وأعوانه كانوا يخاطبون التجار والعاملين بالمقاهي والمطاعم بأسمائهم ما يعني أنهم يضبطون منطقة نفوذهم، حيث كانت توجه لهم تحذيرات بالاسم بالقول «اليوم الله اسامح ولكن غدا ما كاين غير الاعتقال والغرامة، صافي راه سلا اللعب راه الحالات ارتافعت بزاف». تمر الدقائق وتتزايد معها تحركات القائد وأعوانه الذين كانوا يزاوجون بين التنقل بسياراتهم، وبين المشي لمخاطبة الأشخاص الذين ضبطوا متلبسين بخرق الساعة التاسعة ليلا بدقائق معدودة. التوعية قبل الزجر «اليوم راه داز وخليناه توعوي ولكن غدا ما كاين غير الاعتقال، اللي حصل إودي»، من بين العبارات التي كشفت أن تطبيق قرار السلطات الحكومية فرض حظر التجول الليلي بحد السوالم، تميز بحرص السلطات على توعية المواطنين بضرورة التزام التباعد الجسدي وارتداء الكمامات الواقية والتقيد بالحظر الليلي، بهدف تجنب انتقال عدوى الفيروس القاتل. ومن خلال مرافقة طاقم «الصباح»، للحملة، لوحظ مزاوجة قائد المقاطعة الثانية بين التوعية والردع بالقانون، إذ حرصت السلطة المحلية على التقرب من المواطنين حتى يستأنسوا بالوضع الجديد، ويكون هناك تعاون ما بين الطرفين لفائدة الأمن العام وإنجاح حالة الطوارئ الصحية، عبر ملازمة البيوت وضبط التنقلات الاستثنائية التي تم ربطها بالضرورة القصوى، من أجل العودة من العمل بالنسبة إلى القطاعات الحيوية والأساسية وكذا العلاج واقتناء الأدوية، تفاديا للإصابة بالفيروس. إستراتيجية الظهور وفي الوقت الذي كانت السلطات المحلية بباشوية السوالم تقوم بجولاتها المكوكية للتأكد من التزام المواطنين بقرار إغلاق المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم ودخول البيت، عاينت «الصباح»، دوريات لمصالح الدرك الملكي بالحي الصناعي وحي الوحدة، وعدد من أحياء السوالم وأزقتها المظلمة، لتنزيل خطة استتباب الأمن التي تعتمد على الظهور بالشارع العام والقرب من السكان، لمنح المواطنين الشعور بالأمن والطمأنينة وجعل من يفكر في خرق الحظر الليلي يتراجع عن سلوكه، وفي الوقت نفسه لضبط المخالفين المستهترين بإجراءات الطوارئ الصحية. بحد السوالم، لا بد للمارة أن يلحظوا دوريات يشرف عليها دركيون بمختلف تشكيلاتهم، لمعاينة مدى التزام السائقين بقانون الطوارئ الصحية، بالتوفر على وثيقة التنقل الاستثنائية، وكذا التزام التجار والعاملين بالأنشطة التجارية وأصحاب المطاعم والمقاهي بالإغلاق في الوقت المحدد. ورقة التنقل ضرورية بينما كان طاقم «الصباح»، يرافق السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي في دورية مشتركة، عاين إيقاف سائق سيارة خاصة بسبب عدم توفره على ورقة التنقل الاستثنائية، بعد أن تجاوز الساعة التاسعة ليلا بأكثر من نصف ساعة، إذ صرح للدرك الملكي أنه كان عائدا من عمله وأنه متجه إلى بيته فقط، مقدما اعتذاره ووعده بعدم التأخر مرة أخرى، إذ بعد إدلائه ببطاقته التعريفية ووثائق السيارة تقرر تنقيطه لمعرفة إن كان من ذوي السوابق أو مبحوثا عنه، قبل أن يتم السماح له بالمغادرة بعد أن تبين خلو سجله من أي سوابق، مع تنبيهه بعدم ارتكاب الخطأ نفسه في اليوم الموالي. وتجلت عدد من الإيقافات أساسا في الوجود بالشارع العام ليلا، للحالات التي وجدت صعوبة في إيجاد وسيلة للوصول إلى بيتها، كما هو الشأن بالنسبة لمسن تم التعاطف مع حالته بعد أن أظهرت حالته الصحية أنه لا يقوى على المشي، وأنه كان في انتظار من يقدم له مساعدة ليستقل وسيلة تقله إلى منزله بعد انتهائه من عمله بائعا ل»النقانق»، وهي الظروف التي تعاطف معها القائد وعناصر الدرك بتوصية أحد أعوان السلطة بمساعدته على العودة إلى بيته سالما، في مشهد يكشف أن حرص السلطات المحلية والدركية على تنفيذ القانون لا ينزع عنها حسها الإنساني. «البق ما يزهق» بعد انتهاء جولة «الصباح» رفقة السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي، لوحظ فرق كبير، بين الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، والعاشرة إلا الربع، إذ تحولت المنطقة في دقائق إلى مدينة للأشباح بعد اختفاء المواطنين من الشارع العام. ولعل شارعها الرئيسي المعروف بـ»الثلاثين»، الذي يضم أشهر محلات للجزارة والشواء، خير مثال على تطبيق مقولة «البق ما يزهق». ورغم التزام السكان بالتوقيت الجديد للحظر الليلي، باستثناء بعض الحالات التي كانت في طريق العودة من العمل في اتجاه منازلها، وإغلاق المحلات التجارية وخلو الشارع من المارة، إلا أن عناصر الدرك الملكي ظلت رابضة بالشارع العام، بل كانت تقوم بدورياتها بعدد من الأزقة والأحياء، بحثا عن المشتبه فيهم الذين يمكن أن يفكروا في التمرد على قرار الحظر الليلي.

الحـرب علـى كورونـا… “سـالا اللعـب”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فوضى في مستشفى السقاط بالبيضاء

فطريات تسبب "البهك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات