الأنفلونزا الإسبانية … نار في الجسم

أوبئة أخطر من "كورونا" 3 خاطئ من يعتقد أن فيروس "كورونا" الأكثر فتكا بين الأوبئة التي ضربت البشرية على مر التاريخ، حتى بعدما سجلت الملايين من الوفيات والإصابات في ظرف قياسي. فقد عرف العالم في تاريخه ستة أوبئة، أقواها الموت الأسود، الذي قتل أكثر من 200 مليون شخص، وأقلها الطاعون الثالث الذي قتل 12 مليونا. نعرف القارئ، في هذه الحلقات، على ستة أوبئة من الأقصى إلى الأقل ضررا، والتي خلفت وفيات قياسية، تجاوزت ضحايا "كورونا"، وكان تأثيرها على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للعالم كارثيا، تجاوز بكثير التأثير الذي خلفه فيروس "كورونا"، المنتشر منذ سنتين، والذي يعتبره البعض أزمة لم يسبق لها مثيل. نورا الفواري هاجمت في البداية الشباب أقل من 30 سنة وضحاياها تجاوزوا قتلى الحرب العالمية الأولى لا يعني اسم هذه الأنفلونزا أنها ظهرت في إسبانيا، بل سميت كذلك بحكم أن الصحافة الإسبانية، كانت الأكثر كتابة عن الوباء، بحكم أن البلاد لم تشارك في الحرب العالمية الأولى، وكان شعبها أكثر قابلية للبحث عن مصدره. قتل الوباء أكثر من 45 مليون شخص عبر العالم، وأكد بعض العلماء أنه ظهر أول مرة في تكساس الأمريكية، غير أن الولايات المتحدة لم تشأ الحديث عن ذلك أبدا. ظهرت هذه الأنفلونزا في سنوات الحرب العالمية الأولى، وكان من أعراضها ارتفاع درجة حرارة الجسم لأرقام قياسية، إلى درجة أنها كانت تقتل أغلب المصابين بها في وقت قياسي، يمكن أن يقل عن 48 ساعة من توقيت الإصابة. اعتبرت من أشد أنواع «الأنفلونزا» فتكا، وهي من نوع «إش 1 إن 1»، وعرفت بسرعة انتشارها في تلك الحقبة، لدرجة أنه في ظرف سنة، أصيب بها 500 مليون شخص. اعتبر بعض الباحثين أن المتوفين يزيد عن الرقم المعلن، ويمكن أن يصل إلى 100 مليون، أي ضعف قتلى الحرب العالمية الأولى. وعكس فيروس «كورونا»، فإن الأنفلونزا الإسبانية هاجمت في البداية الشباب أقل من 30 سنة، وكان الفيروس يهاجم نظام المناعة القوي لدى الشباب، بسبب البكتيريا القوية التي ينشرها داخل الجسم، وتسبب الموت بشكل أسرع. عاشت أوربا الخراب في الحرب العالمية الثانية، وساهم ذلك في انتشار الوباء بشكل كبير، بحكم ضعف التطبيب وخراب المستشفيات وغياب الأطباء. تواصل الوباء سنتين، إلى غاية منتصف 1920، إذ انتشرت أيضا إشاعات حول مكان ظهوره، إذ هناك من اتهم أمريكا بنقله للقارة، وهناك من لام دول آسيا الوسطى، لكن بعض المؤرخين أثبتوا أن تلك الافتراءات، كانت لغاية سياسية بالدرجة الأولى، ولا علاقة لها بالحقيقة. يعتقد أن كثرة تنقل الجيوش عبر العالم في تلك الحقبة، ساهم في نشر المرض في كل أنحاء العالم، ويقال أيضا، إنه ضرب جيوشا، وكان سببا في هزيمتها في معارك هامة. وصل المرض إلى الهند والصين، وتسبب في وفاة عدد كبير من السكان، رغم بعد المسافة. استعمل سكان العالم الكمامات للوقاية من الفيروس، ومنهم من قاطع بعض المناطق التي ظهر فيها الوباء بشدة، إذ عانت أوربا كثيرا في تلك الحقبة، وانضافت المشاكل الصحية إلى تداعيات الحرب العالمية الأولى، والتي ضربت كل القطاعات، خاصة الصحية والغذائية والاقتصادية. ظهرت الأنفلونزا بعد ذلك في العالم، بمتغيرات كثيرة، لكن العلماء تمكنوا من التغلب عليها بسرعة، عكس الأنفلونزا الإسبانية، التي فتكت بالبشرية في تلك الحقبة، ولم ينفع معها العلاج الطبيعي الذي لجأت إليه أغلب الدول. يعتقد العلماء أن هذه النوعية من الأنفلونزا، ستواصل الظهور في العالم في كل مرة، وسيكون على العالم التحضير لما هو أسوأ، وأن يحضر الأدوية من أجل التغلب على أي فيروس يظهر مجددا من هذا النوع.

الأنفلونزا الإسبانية … نار في الجسم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هارون بن مشعل

النصب على مالك سيارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات