مشاهير فرنسيون رأوا النور بالمغرب رأى عدد من المشاهير الفرنسيين النور بالمغرب، قبل أن يسطع نجمهم في مجالات السياسة والفن والأدب والصحافة، ورغم أنهم أصبحوا معروفين على الصعيد العالمي، فإن مسقط رأسهم يظل غائبا عن عدد من المغاربة. تهدف هذه الحلقات التي تنشرها "الصباح" إلى التعريف بهم وبداية مسار حياتهم. عبد الواحد كنفاوي الحلقة الثانية اشتهر بخطابه الناري ضد الولايات الأمريكية خلال الأزمة العراقية صرخ «دومنيك دوفيلبان» صرخته الأولى بالخميسات في خريف 1953. عاش طفولته متنقلا بين عدد من البلدان، خاصة بإفريقيا وجنوب أمريكا، بحكم مهام والده، الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ عن الفرنسيين المقيمين بالخارج. وساعده التنقل بين عدد من الشعوب والثقافات على إثراء رصيده المعرفي والثقافي. تلقى تعليمه الأولي بالمغرب، قبل أن ينتقل إلى فنزويلا، حيث سيتابع تكوينه الإعدادي، وأتم تعليمه في المرحلة الثانوية متنقلا بين نيويورك الأمريكية وتولوز الفرنسية. والتحق بجامعة باريس، ليتابع فيها تعليمه العالي، إذ حصل على إجازتين، الأولى في القانون من مدرسة «سيونس بو»، والثانية من كلية الآداب، ثم التحق بعد ذلك بالمدرسة الوطنية للإدارة، خلال الفترة الممتدة ما بين 1978 و1980، حيث التقى فيها بفرانسوا هولاند وسيغولين رويال. تقلد «دوفيلبان» مناصب عديدة، خلال مساره المهني، إذ عين كاتبا أول مكلفا بالعلاقة مع الصحافة بالسفارة الفرنسية في واشنطن، ثم شغل المنصب ذاته بسفارة فرنسا في نيودلهي بالهند، خلال الفترة ما بين 1989 و 1992، ثم عاد إلى فرنسا، ليصبح مديرا لمكتب «ألان جوبي»، الذي عين وزيرا للخارجية في 1993. وخلال الحملة الانتخابية للرئاسيات، عبأ «دوفيلبن» كل إمكانياته من أجل دعم ترشيح جاء شيراك، ولم تخيب النتائج تطلعاته، إذ سيصبح جاك شيراك رئيسا للجهورية الفرنسية ويعينه أمينا عاما للرئاسة. وسطع نجمه بشكل كبير، خاصة في الأوساط العربية، خلال الأزمة العراقية، بعد الكلمة التي ألقاها في مجلس الأمن ورفض فيها الغزو الأمريكي للعراق، ودخل في سجال مع وزير الخارجية الأمريكي، آنذاك «كولن باول»، إذ فند الادعاءات الأمريكية بعلاقات العراق بتنظيم القاعدة وامتلاكه أسلحة دمار شامل. ومن العبارات التي اشتهر بها مقولته إن «أوربا العجوز ترفض خوض حرب جائرة باسمها». وغادر «دوفيلبان» العمل السياسي، بعد فوز غريمه السياسي «نيكولا ساركوزي» برئاسة الجمهورية. لكن أفول نجمه من عالم السياسة لا يعني انسحابه من الساحة، إذ أن صيت «دوفيلبان» لا يقتصر على السياسة ودهاليزها، بل إن الرجل معروف، أيضا، في الأوساط الثقافية، بفضل مساهماته الفكرية، فهو شاعر وروائي وكاتب، تشهد على ذلك كتبه وأعماله المتنوعة، من أبرزها العمل السردي «المائة يوم أو روح التضحية»، الذي صدر في 2001، ويتناول آخر أيام الإمبراطور «نابليون بونابرت»، الذي كان «دوفيلبان» من المعجبين به. كما له قصائد عديدة، منها «من أجلكم»، التي تتناول سيرة المقاومة الفرنسية، وترجم محمد بنيس، الشاعر المغربي، عددا من قصائده، وحظي «دوفيلبان» بتكريم من بيت الشعر في المغرب.