لا نقبل تبريرات الحرارة والرطوبة

بوكراع المدير التقني الوطني قال إن الجامعة تحاول حماية العدائين من الضغوط أكد عبد الله بوكراع، المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، أن المنتخب الوطني لألعاب القوى أنهى استعداداته للألعاب الأولمبية بالمغرب، وأن التداريب التي يخوضها بطوكيو، من أجل إنهاء ما بدأه هناك، مشيرا إلى أن الإدارة التقنية تسعى إلى إبعاد الضغط عن العدائين، بمنعهم من الاستماع إلى أخبار إخفاقات الرياضة الوطنية. وأضاف بوكراع، في حوار مع "الصباح"، أن الإدارة التقنية تعمل أيضا على إقناع العدائين باستبعاد بعض التبريرات، مثل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، والدخول في المنافسة بشكل مباشر، إضافة إلى التعامل مع كل دور على حدة، إلى حين بلوغ المرحلة النهائية. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن (موفد الصباح إلى طوكيو) > ما هي الخطوات التي ستعتمدها في التغلب على عاملي الرطوبة والحرارة؟ > هناك رطوبة في طوكيو، لكن الهدف الذي سطرناه قبل القدوم، هو عدم إعطاء عاملي الرطوبة والحرارة أهمية كبيرة، خاصة في التعامل مع العدائين، لأن إدخال مثل هذه التبريرات في أذهان العدائين، قد يؤثر عليهم ويحبطهم، ويبعدهم عن الهدف الحقيقي، الذي قدموا من أجله إلى طوكيو، أضف إلى ذلك، أن جميع العدائين الذين حضروا للمشاركة، لديهم تجربة في التعامل مع هذه الأجواء، لذلك، أعتقد أنه لا ينبغي إعطاء الظروف المناخية أكثر من حجمها، وأن المشكل الأساسي الذي كان يتعين التغلب عليه هو الفارق الزمني. بالمقابل، يمكن التأكيد أن عدائي الماراثون قد يعانون مشكل الرطوبة، لأن هذا العامل يؤثر عليهم فعلا، بحكم أنهم سيخوضون سباقا طويلا، أما بالنسبة إلى باقي العدائين، فإننا حاولنا التعامل مع الظروف المناخية بشكل طبيعي. > ما هي الإجراءات التي سطرتموها للعدائين في برنامجهم اليومي؟ > على مستوى الأكل، يمكن القول إن جميع العدائين، سبقت لهم المشاركة في تظاهرات عالمية، وكلهم واعون بأهمية التغذية، والأنواع التي ينبغي تجنبها. ومن الناحية الطبية، فإن جميع العدائين ملتزمون بمواجهة فيروس كورونا، ويجرون اختبارات الكشف عنها يوميا، إضافة إلى أنهم مهتمون بمسألة الوقاية، في الوقت الذي يعد من مسؤولياتنا داخل الإدارة التقنية الوطنية مراقبتهم، وتنبيههم لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ضمنها عدم مصافحة أي أحد، أو الاختلاط به، حتى يصل العداء إلى المنافسة سالما، إذ أن القرية الأولمبية عرفت إصابتين في الوفد الجزائري بفيروس كورونا، عداء في 800 متر، وآخر في 3 آلاف متر موانع، وتأكد لنا من خلال الوفد الجزائري أنهما منعا من المشاركة، ويخضعان للحجر الصحي، ونحن لا نريد أن نسقط في مثل هذه الأمور، لكننا لم نجد أي صعوبة مع العدائين في تقبل هذه الأمور، بل والعمل بها، لأنهم يعرفون جيدا هذه الإجراءات، ويطبقونها بشكل جيد. > هل سطرتم برنامج تداريب يناسب الظروف التي ستعرفها المنافسات؟ > من بين الأمور التي دفعتنا إلى التأخر في الوصول إلى طوكيو، هي إنهاء جميع العدائين للاستعدادات بالمغرب، والآن نكتفي بوضع اللمسات الأخيرة على التداريب، إذ أن أول حصة ركزنا فيها على الاسترخاء، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ولكن حصة الأربعاء سنعمل فيها بالملعب المخصص للتداريب، سيما أن بعض العدائين سيعدون بأحذية جديدة، ويجب عليهم الاعتياد عليها، قبل الدخول في المنافسات الرسمية. > هل تنسق مع مدرب سفيان البقالي حول الحرب النفسية التي بدأها الكينيون؟ > هذه أمور اعتاد الكينيون والأثيوبيون على ممارستها، قبل أي تظاهرة دولية، خاصة على العدائين المرشحين للفوز، وهذه خطة يستعملونها، من أجل التأثير على منافسيهم، والأثيوبيون صرحوا أخيرا أن اثنين من عدائيهم لن يشاركا في الألعاب الأولمبية، وقبل يومين من إقفال باب الاعتمادات سجلوهما، وهذا يعني أنهم يلجؤون إلى مثل هذه الأمور للتمويه. > كيف تحضرون العدائين؟ > نسعى دائما إلى الاشتغال بروح الفريق، ونتعاون من أجل تقديم الأفضل للعدائين، قصد تحقيق نتائج جيدة، وما نعمل عليه أننا نحاول تسطير برنامجنا بالتعاون، وبالتنسيق فيما بيننا، حتى نستطيع خدمة الراية الوطنية، بما يتطلبه الأمر. واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا > ألا تشعرون بالضغط بسبب عقد الجميع الآمال على ألعاب القوى بعد إخفاق باقي الرياضات؟ > نحن واعون بهذه المسألة، خاصة نحن في القرية الأولمبية، ونسعى إلى إبعاد جميع العدائين عن هذه الأشياء، لأننا نخشى أن يؤثر الحديث عن إخفاق الرياضة الوطنية في أولمبياد طوكيو عليهم من الناحية النفسية، وطلبنا منهم الابتعاد عن الحديث في هذه الأمور، حتى لا يتأثروا بالضغط، وأن يتعاملوا بطريقة طبيعية، دون أن يشغلوا أنفسهم بالأخبار، التي تنتقد الرياضة الوطنية، كما أننا طلبنا منهم عدم تتبع باقي المشاركات، كي لا يكون لذلك انعكاس على نفسيتهم بشكل سلبي. والجميع يتذكر ما وقع لهشام الكروج في أولمبياد سيدني 2000، إذ أن الضغوط التي عاشها في تلك الفترة، كان لها تأثير عليه من الناحية النفسية، وهو ما ساهم في عدم تتويجه بالميدالية، وخرجت الرياضة الوطنية خاوية الوفاض، لذلك فإننا نسعى إلى عدم تكرار هذه الأمور، مع جميع الرياضيين المشاركين في منافسات ألعاب القوى. وأعتقد أن الأمر ليس هينا على جميع العدائين، ويجب أن نلتمس لهم الأعذار، لأن الضغط على العداء لتحقيق ميدالية، وإيهامه أنه مطالب بالفوز بميدالية لإنقاذ ماء وجه الرياضة الوطنية، سيكون له تأثير سلبي عليه دون شك. الأولمبياد يختلف عن الملتقيات هل ترشح أحد العدائين للصعود لمنصة التتويج؟ > كما يعرف الجميع، أن الألعاب الأولمبية ليست هي الملتقيات التي يشارك فيها العداؤون، لأنها تجرى كل أربع سنوات، واستعداداتها خاصة جدا، بالتالي لا ينبغي أن نكون متفائلين أو متشائمين أكثر من اللازم، ويتعين علينا أن نكون حذرين، وأن جميع العدائين ملزمون باستحضار جميع السيناريوهات. وإذا من الممكن التكهن بمن سيربح في الملتقى، فإن الألعاب الأولمبية لا يمكن الجزم أو التكهن بمن سيفوز، لأن العداء يدخل السباق، وعليه أن يراقب السباق، والتعامل معه باحترافية، إن كان بطيئا كيف سيتصرف، وإن كان سريعا كيف سيعمل، وتدبير المنافسة مع العدائين، يجب أن يتعاملوا معه بمرحلة تلو الأخرى، وتقتضي التفكير في كل دور على حدة، وكيفية تجاوزه، إلى حين بلوغ المرحلة النهائية، لأن هناك بعض المنافسات، التي تكون فيها نصف النهاية أصعب من النهاية، وكم من عداء مرشح خرج من التصفيات، كما هو شأن العداء أموس ميغيل، الذي أقصي في 2015 من نصف النهاية، رغم أنه يتوفر على أحسن توقيت في 800 متر، ولأن السباق جرى بطيئا، وبقي هو في الخلف، وأقفل عليه منافسوه المنافذ، وحرموه من بلوغ النهاية. ثاني مسألة أنه في 2016 بريو دي جانيرو، ربحت مسافة 1500 متر بتوقيت 3 دقائق و50 ثانية، وهذا التوقيت إذا حققه عداء شاب، سنعتبره توقيتا ضعيفا، لكن صاحبه توج بالميدالية الذهبية، وصاحب أفضل توقيت بثلاث دقائق و27 ثانية، لم يحقق شيئا، وحل في الرتبة السابعة. وبحكم أننا في الإدارة التقنية نعرف هذه الأمور جيدا، ونتحدث عنها دائما، فإن هذه الأمور نعتبرها شيئا عاديا، وعلينا أن نكون جاهوين لجميع الاحتمالات، وبالرجوع إلى إحصائيات الألعاب الأولمبية، قد نجد أن بعض أصحاب أفضل توقيت لم يفوزوا بالألعاب الأولمبية. نستعد في ظروف جيدة > كيف هي الظروف الصحية للعدائين في طوكيو؟ > الرحلة مرت في ظروف جيدة، أفضل مما توقعنا، بالنظر إلى طول المسافة بين المغرب واليابان، خاصة أن فترة تغيير المسار من باريس إلى طوكيو، لم تتعد ساعتين، أضف إلى ذلك أن الرحلة وصلت في وقت جيد بالنسبة إلى وفد ألعاب القوى، بحكم أنها وصلت في السادسة مساء، والإجراءات في المطار بطوكيو استغرقت ساعتين ونصف فقط، ووصلنا إلى القرية الأولمبية في العاشرة والنصف، إذ تناول الجميع العشاء، وخلدنا إلى النوم، وساهم ذلك في عدم الشعور كثيرا بالفارق الزمني، الذي يعد من بين النقط السلبية، التي قد تؤثر على العداء. هل تمكنتم من برمجة أول حصة إعدادية؟ > بالفعل، تمكنا من برمجة أول حصة إعدادية الثلاثاء، دون أن يشعر العداؤون بأي تأثير للفارق الزمني، وخاض العداؤون الحصة دون مشاكل، غير أننا حاولنا التركيز فيها على الاسترخاء، لإزالة العياء، وإتمام الاستعدادات التي بدأناها في المغرب. في سطور: ■ الاسم الكامل: عبد الله بوكراع ■ تاريخ الازدياد: 20 يناير 1969 بالبيضاء ■ المهمة: مدير تقني وطني لجامعة ألعاب القوى ■ التكوين: خريج معهد مولاي رشيد شعبة ألعاب القوى ■ حاصل على دبلوم مدرب المستوى العالي من جامعة لا يبزيك بألمانيا ■ مدرب وطني من 2007 إلى 2016 ■ مدير تقني بالتناوب في 2016 رفقة كريم آيت الحاج وعبد الجليل بن الشيخ وأيوب المنديلي ■ مدير تقني وطني من 2020

لا نقبل تبريرات الحرارة والرطوبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"خطافة" ليساسفة والعراقي... الفوضى بـ "العلالي"

بتنسيق مع الأمن المغربي ... توقيف مغربي باليونان كان يشغل مناصب قيادية في داعش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات