كسور ضلوع الرضع… الألم الصامت

صعوبة في التنفس والعلاج يدوم عدة أسابيع تعتبر كسور القفص الصدري عند الرضع من المشاكل الصحية المؤلمة جدا، لأن الضلوع تتحرك لتسهيل التنفس، الأمر الذي يعانون بسببه مجموعة من الصعوبات تزيد منها عدم قدرتهم عن التعبير عما يشعرون به. وتفرض كسور القفص الصدري عند الرضع اتباع بعض العلاجات الضرورية للسيطرة على الألم وتجنب الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد. عن أسباب وأعراض كسور القفص الصدري عند الرضع ومحاور أخرى تتحدث ل"الصباح" الدكتورة مينة أومليل، طبيبة أطفال، كما يتم التطرق إلى نصائح للتخفيف من الألم. في ما يلي التفاصيل: الولادة المتعسرة من أسبابها اللجوء إلى العملية القيصرية المستعجلة لإنقاذ الأم والجنين يتخوف الاختصاصيون من الولادة الطبيعية المتعسرة، نظرا للمشاكل الكثيرة التي يمكن أن تترتب عنها، من أجل ذلك، غالبا ما يتم اللجوء إلى العملية القيصرية المستعجلة لإنقاذ الأم والجنين أيضا. ومن بين المشاكل التي يمكن أن تترتب عن الولادة المتعسرة، إصابة الرضيع بكسور في القفص الصدري، التي تحتاج إلى التدخل الفوري لعلاجها. وكشف اختصاصيون، حسب ما جاء في تقارير إعلامية، أنه من الأسباب الممكنة لحدوث كسر أثناء الولادة، أن تكون هناك صعوبات خلال الوضع بسبب كبر حجم الطفل في حال وجود مرض السكري أثناء الحمل لدى الأم. ويرى الاختصاصيون أن كسور الرضع، غالبا ما تلتئم بسرعة وعادة لا تترك أثرا لأن العظام تكون في مراحل النمو وإعادة التشكيل، ما يسمح بإصلاح أي تشوه أو اعوجاج بسيط في هذه المرحلة، لكن يجب مراعاة ألا يكون الكسر قريبا من مركز النمو المسؤول عن نمو العظام وطولها وعدم حدوث تشوهات بها. ومن بين أسباب إصابة الرضع بالكسور، ومنها كسور القفص الصدري، مرض "العظام الزجاجية"، وهو مرض يتسبب في ضعف شديد بالعظام، ما يجعلها قابلة للكسر بسهولة وهو مرض وراثي، علما أن كثرة الكسور تتسبب في تشوهات بالعظام، وفي هذه الحالة، حسب ما جاء في تقارير إعلامية، لابد من عملية جراحية لتثبيت الكسور وإصلاح التشوهات في سن 5 سنوات أو 6. وفي سياق متصل، يشير الاختصاصيون إلى أن هناك أنواعا من الكسور، ويتعلق الأمر بالشروخ، والكسور البسيطة المغلقة دون وجود جرح، والكسور البسيطة مع وجود جرح مفتوح والكسور المضاعفة، أي وجود أكثر من كسر، إلى جانب الكسور المفتوحة مع جرح مفتوح، ويخاف في هذه الحالة من خطر التلوث، إضافة إلى الكسور المختلطة، والتي ترافق إصابة أخرى في الأنسجة أو الأعصاب. كما يتم تشخيص الكسور عند الرضع، بواسطة الأشعة بالموجات فوق الصوتية، لأن جزءا كبيرًا من عظامهم تتكون من غضاريف والتي لا يمكن رؤيتها من خلال الأشعة العادية التي تظهر فقط الأنسجة المتكلسة، أما الغضاريف فلا تظهر إلا في الأشعة بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسى. إيمان رضيف لمعلوماتك الماء البارد يجب التعرف أولا على الإسعافات الأولية قبل وقوع حوادث لتخفيف الألم الذي يتعرض له المريض عند حدوث الإصابة، إذ يتم توفير ماء بارد يتم وضعه على الجزء المصاب ورفعه إلى أعلى من مستوى الجسم ووضع كيس ثلج على الإصابة لتخفيف نسبة تدفق الدم والحد من التورم والألم. ربط الضلوع كان الأطباء في السابق يستخدمون عادة ضمادة ضاغطة للمساعدة في تثبيت المنطقة المحيطة بالضلوع المكسورة، إلا أن هذه الممارسة قد اختفت بسبب ما تنتجه الضمادة من خطر كبير في ما يخص عدوى الرئتين أو الالتهاب الرئوي. الطحال والكبد نادرا ما ينكسر الضلعان السفليان نظرا لتمتعهما بمرونة أكثر من الضلوع العلوية والوسطى المثبتة في عظمة الصدر. ولكن في حال كسر أحد الأضلاع السفلية، يمكن أن تؤدي النهايات المكسورة إلى تلف خطير بالطحال أو الكبد أو الكلي. تمزق الشريان يمكن أن تؤدي النهاية الحادة لضلع مكسور من الأضلاع الثلاثة الأولى الموجودة أعلى القفص الصدري إلى تمزق الشريان الأورطي أو أحد الأوعية الدموية الرئيسية الأخرى. حالة نادرة لكن الانتباه واجب الدكتورة أومليل قالت إن كسر ضلع واحد لا يشكل خطرا ويجبر لوحده قالت البروفيسور مينة أومليل، إن كسور القفص الصدري عند الرضيع، حالة نادرة لكنها ممكنة، مبرزة أن كسر ضلع أو اثنين لا يشكل خطرا، لكن وجب إخضاع الرضيع للمراقبة الطبية، من أجل التأكد من عدم وجود مضاعفات على أعضاء أخرى، من قبيل الرئة التي يمكن أن يحدث فيها ثقب. وفي ما يلي نص الحوار: > كيف يمكن تعريف حادث كسر القفص الصدري عند الرضيع؟ > كسر القفص الصدري عند الرضيع في الحقيقة، حادثة نادرة نسبيا، لكن نجدها شائعة عند الأطفال الذين تجاوزوا سن الرضاعة، والتي تنتج عن رياضة عنيفة أو حادثة سير، أو حادث منزلي والسقوط من مكان عال. وإذا تعرض الطفل لحادث من هذا النوع، فإن شقا يحدث في الضلع، نتيجة صدمة الصدر مع واجهة صلبة، وإذا حدث وكسر ضلع واحد فقط، فليس هناك إشكال، لكن إذا كسرت ثلاثة أو أربعة أضلع، يمكن أن يسبب ذلك إشكالا في التنفس، كما أن أحد الأضلع يمكن أن يصيب الرئة، ويحدث فيها ثقبا، ما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، وتعتبر هذه حالة نادرة، لكنها ممكنة. > ما هي الأعراض التي تترتب عن هذا الأمر والتي من شأنها تنبيه أسرة الرضيع قصد أخذه إلى المستشفى؟ > أحيانا يصعب ملاحظة هذا الكسر، خاصة إذا تعلق الأمر بكسر في ضلع واحد فقط، وكل ما يمكن أن يعطي إشارة على الكسر، هي آلام ترافق الكحة، أو حينما يلمس مكان الكسر، يؤلمه وأحيانا يعبر عن هذا الألم الحاد بالبكاء، ويتألم أيضا عند الضحك أو حينما يتنفس نفسا عميقا، وهذه الحالة ليس لها علاج، إذ لا يمكن وضع الجبس مثلا، بل إن الكسر يجبر بمرور الوقت لوحده. والمسائل التي يجب أن تنتبه إليها الأسرة، إذا سقط الرضيع من مكان عال، هو مراقبة تنفسه، ومحاولة لمس جسمه، مع الانتباه حول ما إذا كان جزء من جسمه يؤلمه، أو أنه يتنفس بصعوبة أو بشكل غير عاد، حينها يجب التوجه نحو الطبيب. > ما هي طرق التشخيص المعتمدة من قبل الأطباء؟ > الطريقة المعتمدة من قبل الأطباء، هي الفحص السريري، إذ يحاول الطبيب الضغط على مكان الكسر، وملاحظة المكان الذي يؤلم، وحينما يشك الطبيب أن هناك إمكانية كسر، فإنه يقوم بالفحص بالأشعة، من أجل تحديد طبيعة الإصابة، والضلع المكسور من أجل القيام بالواجب، في مرحلة العلاج. > ماذا عن طرق العلاج المتاحة لعلاج هذه الكسور؟ > من حسن الحظ، أن كسور القفص الصدري عند الرضيع، تهم ضلعا واحدا أو اثنين فقط، لهذا لا نحتاج إلى الجبس أو ما شابهه، ومع مرور الوقت يعالج الرضيع لوحده، لكن نحرص على عدم وجود مضاعفات مرتبطة بالحادث، إذ نقوم بالأشعة للرئتين، من أجل التأكد بأنهما سليمتان، لكن إذا كانت هناك كسور متعددة، فإنه يخضع للاستشفاء في المستشفى، ويخضع لمراقبة طبية دورية، من خلال إخضاعه للأشعة، خاصة أشعة الصدر، إذ يمكن أن تتكرر مرتين في اليوم، للتأكد من عدم وجود أي ثقب في الرئة. أجرى الحوار: عصام النصيري في سطور: - بروفيسور متخصصة في طب الأطفال - بروفيسور سابقة في كلية الطب والصيدلة بالبيضاء - عضو مؤسس للمجلة المغربية لأمراض الطفل - محاضرة على المستوى الوطني والدولي - فاعلة جمعوية

كسور ضلوع الرضع… الألم الصامت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطبيق مدونة الأسرة بالخارج

"السورسي" لجزارين بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات