نخب سياسية تورث المناصب

الباحث لزرق قال إن سؤال التشبيب سيظل معلقا تتردد عبارة تجديد النخب السياسية وتشبيبها على الألسن، ومعظم الناس يقولون إنها ضرورة ملحة، دون أن يتم تحديد كيفية تحقيق هذا المطلب. في هذا السياق يقول الباحث رشيد لزرق إن الطريقة التي يتم بها استحضار مفهوم التشبيب بشكل ملتبس, إذ أن معظم المشتغلين في الحقل السياسي يعيدون إنتاج البنيات نفسها بأسلوب متغير على المستوى الشكلي لكن في جوهره لم يتغير. فيظل هاجس النسب والقرابة و العشيرة هو الحاضر في التأصيل لما بات يعرف تهافت العائلوقراطية, وذلك ضد إرادة التغيير، وهاهم يتحايلون على تقديم الإجابة الحقيقية عن السؤال الحقيقي و المتمثل في أن التمييز الحاصل داخل المنظومة الحزبية المغربية، يتم على أساس فئوي, مؤكدا أننا لن ندخل عالم التحديث ما لم تتم الإجابة الحقيقية عن هذا السؤال. ويضيف أستاذ القانون الدستوري جوابا عن سؤال التشبيب، أن قادة الأحزاب يسارعون من خلال الدفع بأبنائهم و بناتهم، ومعروف إن سوسيولجيا تثبيت الأبناء يجسد عصب العائلوقراطية والحياة الديمقراطية تقتضي التغيير و التداول السلمي. ويتابع الباحث في العلوم السياسية أن التمييز يتم على أساس فئوي ويتساءل لماذا عند الحديث عن عدم الثقة في السياسيين ينتفض هؤلاء، بتصريحات مضادة, في وقت عندما يتم المساس بالدولة يركنون إلى الصمت و الانتظارية!!؟، ألا يعرف هؤلاء القادة الأزمات التي يعيشها المغاربة وفي مقدمتهم الشباب؟! الذين تغشاهم حالات اليأس والقلق عن مصيرهم ومآلات وضعيتهم؟!، بل وعندما يطرح هذا السؤال يقول هؤلاء القادة ينبغي التسلح بالأمل؛ وإذا كان الأمر كذلك لماذا تجدهم مهووسين بأبنائهم الفاشلين والبحث عن ضمان مستقبلهم عبر إدخالهم السياسة بغية الاستفادة من الريع في وقت لا يجد أغلب الشباب مجالا لتصريف تطلعاتهم!؟. ويرى لزرق أنه يجب أن نقرأ كيف تستفحل أزمة الثقة التي تعصف بفئاتٍ واسعةٍ من الشباب في ظلّ ترهل القيادات السياسية التي تتراجع نسب الثقة بها، في مناخٍ من الشعبوية، وأثبتت عدم فاعليتها وعجزها عن مجاراة الزمن الدستوري، وتحقيق ما وعدت به من إنجاز، وباتت متخوفة من ذكاء الشباب المغربي وهذا التخوف يجعلها تسعى إلى ضمان مستقبل أبنائها أولا، ومواجهة التغيير؛ حبا في غريزة البقاء ومن تم فهذه القيادات السياسية والحزبية تريد من الشباب أن يكون خزانا انتخابيا لا غير وليس طاقات أو كفاءات وهو ما يزيد من أزمة الثقة الحادّة التي تعصف بهؤلاء الشباب، في ظلّ الصعوبات الاقتصادية التي يمرّ بها الاقتصاد الوطني. ويشدد المحلل السياسي على أن هذه القيادات لا تملك من الزاد العلمي والإبداعي الذي يؤهلها لتحقيق إقلاع اقتصادي, بل إن تهافتها على ترشيح أبنائها سيؤجج عوامل الإحباط؛وبالتالي يؤكد الاستنتاج الذي أصبح قاعدة بأننا في دوامة من الحلقات المفرغة.. وإن المناصب خارج الزمن الدستوري تورث وتمرر من الآباء إلى الأبناء وأما الباقي فليشرب البحر. عزيز المجدوب

نخب سياسية تورث المناصب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شبوخ السياسة... "ما مفاكينش"

مختبر الشرطة... العلم في خدمة العدالة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات