عباس الفاسي: الداخلية تستحوذ على ملف الصحراء

بنعبد الله يحذر من صياغة خريطة سياسية على المقاس وغياب لشكر يطرح أكثر من تساؤل عادت الروح، مساء أول أمس (الخميس)، إلى جسد الكتلة الديمقراطية، التي خلدت في مهرجان خطابي في المكتبة الوطنية بالرباط، الذكرى السابعة والستين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، تحت شعار "صيانة الوحدة الترابية وتعزيز مسار الإصلاحات والديمقراطية"·وترأس الحفل، عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وفتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، نيابة عن عبد الواحد الراضي، الغائب عن المهرجان الخطابي، لأسباب قال مقدم الحفل إنها "طارئة جدا".وتميز حفل الكتلة بحضور وجوه حزبية كانت شاهدة على لحظة الإعلان عن تأسيس الكتلة في بداية التسعينات، نظير المجاهد أبو بكر القادري وعبد الكريم غلاب، فيما غاب محمد بنسعيد أيت إيدر، الذي أشاد به الوزير الأول، كما غاب عبد الرحمان اليوسفي.وطرح غياب إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد، دون عذر، علامات استفهام كبرى، طرحتها كل مكونات أحزاب الكتلة دون أن تجد لها جوابا، وإن كان الجميع أرجع الغياب إلى التقارب الحاصل بين الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان وحزب الأصالة والمعاصرة، الذي لا ينظر بعين الرضا إلى عودة الكتلة الديمقراطية إلى واجهة الأحداث السياسية.ورغم القراءات الخاطئة لغياب عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب "الوردة" عن المهرجان الخطابي، فإن قياديا اتحاديا أصر في تصريح لـ "الصباح"، على أن "الراضي كان من أشد المدافعين عن تخليد الذكرى 67 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وأنه متحمس جدا للعمل داخل إطار الكتلة نفسها".ووصف الفاسي حدث تأسيس الكتلة الديمقراطية بـ "التاريخي"، مؤكدا أن "الملكية هي التي توحد المغرب"، وأن "الديمقراطية هي مفتاح صورة المغرب في الخارج". ومضى يقول إن "المغرب في حاجة إلى أحزاب لها استقلالية في القرار"، ومشيرا إلى أهمية مشاركة أحزاب الكتلة مجتمعة في الحكومة، أو وجودها مجتمعة خارجها، وهذا الاتفاق حصل لحظة التأسيس، واستمر إلى حد الآن، ونتمنى أن يستمر في المستقبل.وقال الفاسي، الذي كان يقاطع بالتصفيقات الحارة، شأنه شأن كلمة الأمين العام لحزب "الكتاب"، عكس كلمة ممثل الاتحاد الاشتراكي، إن "الكتلة الديمقراطية، ليست موجهة ضد أحد، بل هي ضد شراء الذمم في الانتخابات، وتناضل ضد تدخل السلطة في الانتخابات، كما أنها جاءت لحماية المسلسل الانتخابي من المفسدين".وفجر الفاسي في اللقاء نفسه، قنبلة من العيار الثقيل، عندما قال بدون تردد، وهو يتحدث عن ملف الصحراء "استحوذت عليه وزارة الداخلية منذ المسيرة الخضراء، ولم تشرك الحكومات، ومنعت المواطنين من ممارسة السياسة، ومن الانتماء إلى أحزاب الكتلة الديمقراطية".ويخشى الفاسي في موضوع حقوق الإنسان، أن يحصل تراجع، إذ "مازال خصوم الديمقراطية في بلادنا موجودين، وعلينا الحذر"· داعيا إلى نزاهة الانتخابات، لأنها هي مفتاح تحقيق كل الملفات. ولم يفت الوزير الأول في ختام مداخلته، الدعوة إلى "الكفاح من أجل ضمان استقلالية القضاء وتخليق الحياة العامة". دعا فتح الله ولعلو، في الكلمة المكتوبة التي تلاها، إلى مواجهة كل الذين يسعون إلى تبخيس العمل السياسي، وتحديد آفاق جديدة للكتلة الديمقراطية، وللأدوار التي يجب أن تلعبها في الوقت الراهن. وطغى الجانب التاريخي على مداخلة القيادي الاتحادي، الذي قدم لمحة عن لحظة التأسيس، دون أن يبحر في الحديث عن راهنية الواقع السياسي الحالي في ظل المتغيرات التي شملته·وأكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن "التقاء أحزاب الكتلة الديمقراطية في إطار المهرجان الخطابي يشكل بالفعل لحظة نضالية بامتياز، لحظة نستبشر منها خيرا، ونأمل أن تكون فاتحة الطريق أمام مزيد من الأعمال والمبادرات المشتركة".وقال نبيل إن "الكتلة الديمقراطية لم تستنفذ دورها ومهامها، وبالتالي، فإن قناعة حزبنا راسخة في ضرورة تقوية تحالفاته الطبيعية مع مكونات الكتلة الديمقراطية وفصائل اليسار، ومع سائر القوى الحية في المجتمع، التي تشاطره المضامين العامة للمشروع المجتمعي الذي يناضل من أجله".وفي الاتجاه ذاته، قال بنعبد الله "تندرج المبادرة السياسية التي أقدمنا عليها تجاه حلفائنا الأساسيين، التي تتوخى توفير الشروط الكفيلة بإنجاز عمل سياسي مشترك على جبهات متعددة، ونفخ روح جديدة في الحياة السياسية، بما يتيح الرقي بالعمل السياسي والحزبي، ويمكن من التعبئة من أجل مباشرة وتعزيز أوراش الإصلاح الضرورية، والتباحث والتشاور حول سبل بلورة المواقف المناسبة بخصوص جملة من الملفات ذات الأولوية في المرحلة الراهنة، سيما منها الإصلاحات السياسية ذات الصلة بمدونة الانتخابات ونمط الاقتراع وقانون الأحزاب، والإجراءات القمينة برفع قيمة العمل السياسي، وتحقيق تأهيل حقيقي للحقل السياسي، وبتهييء الأجوبة الملائمة حول الملفات الاقتصادية والاجتماعية المهمة.وتستلزم هذه المهام، الشروع، باستعجال، في بلورة جيل جديد من الإصلاحات، لإعطاء دفعة قوية للمشروع الديمقراطي الذي طالما دافعت عنه أحزاب الكتلة.وأبدى بنعبد الله تأسفه إلى معاينة ما يمكن نعته بـ "الجيل الجديد من الانحرافات" التي صار المشهد السياسي في المغرب يشهدها منذ الانتخابات التشريعية لسنة 2007، التي من شأن عدم وضع حد لها تعميق ظاهرة العزوف السياسي، وعرقلة عملية تأهيل الأحزاب وإعادة الاعتبار إلى العمل السياسي، ما يشكل خطرا داهما قد يمس بمصداقية المغرب، الذي تظل قوته الأساسية ومقومات مناعته في ديمقراطيته، وفي تفعيل مؤسساته، وتفرده في المنطقة بضرورة السير، بخطى حثيثة وواثقة، نحو بناء مجتمع ديمقراطي، حداثي وتقدمي.وقال الأمين العام للتقدم والاشتراكية، إن "إدراكنا لمخاطر هذا الجيل الجديد من الانحرافات، هو الذي جعلنا، على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، ندق ناقوس الخطر، ونحث حلفاءنا في الكلتة الديمقراطية، على تمثل ضرورة التعبير، بشكل موحد، عما تحتاجه البلاد من إصلاحات جوهرية وعميقة، وتوجهات مقدامة، وإجراءات جريئة، وبالتالي اتخاذ مبادرات مشتركة في هذا الاتجاه، لعل من بين أهمها، إلى جانب التعبئة الشاملة دفاعا عن القضية الوطنية، وبلورة المواقف المناسبة لإصلاح منظومة الانتخابات، بما يضمن تأهيلا حقيقيا للحقل السياسي المغربي، سيما في أفق استحقاقات 2012"، داعيا في الوقت ذاته، إلى "توفير جو سياسي سليم، واحترام إرادة الناخبين، والابتعاد عن محاولات صياغة خريطة سياسية، بأساليب منافية للتطور الديمقراطي الطبيعي. عبدالله الكوزي

عباس الفاسي: الداخلية تستحوذ على ملف الصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحالة 26 عضوا من خلية أمغالا على القضاء

الفدرالية تفخر بانتماء الصالحي وتفضح هذيان نيني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات