ارتفاع مصاريف التعليم الخاص وسط تباين آراء الأولياء

في الوقت الذي فتحت المؤسسات التعليمية العمومية، أبوابها برسم الموسم الدراسي المقبل، في ثاني شتنبر الجاري، لاستقبال الأطر الإدارية، وفي اليوم الموالي لاستقبال هيأة التدريس، سبقتها المؤسسات الخاصة في 26 غشت الماضي، عندما فتحت أبوابها لاستقبال آباء وأولياء التلاميذ من أجل استكمال عملية التسجيل للتلاميذ الجدد، وإعادة التسجيل للقدامى، بينما لن تنطلق في إعطاء دروسها، إلا بعد 11 شتنبر الجاري، بعدما وحدت وزارة التربية الوطنية في بلاغ لها الدخول المدرسي لهذه السنة بين العمومي والخاص. الدخول المدرسي الخاص لهذه السنة، تميز أيضا بوضع خريطة مدرسية بالمدن أنجزتها المصالح الخارجية لـ «وزارة الوفا» لتحديد عدد التلاميذ الذين ينبغي تسجيلهم بالمدارس الخصوصية مع احترام العدد الخاص بكل فوج تعليمي، وهو ما فاجأ المؤسسات الخاصة في الدار البيضاء، التي استقبلت القرار مع بداية الاستعداد الفعلي للدخول المرتقب الأربعاء المقبل، ما جعل العديد من الإدارات ترفض بعض طلبات التسجيل، أو أخبرت بعض الآباء بضرورة تسريع عملية إعادة التسجيل قبل الأربعاء الماضي، ما خلق حيرة بين الأولياء.وإذا كانت الإحصائيات شبه الرسمية، تشير إلى أن عتبة التعليم الخاص في المغرب لا تتعدى 7 في المائة، من إجمالي المؤسسات التعليمية في المستويات الابتدائية والثانوية، إلا أنها باتت تشكل الوجهة المفضلة لدى العديد من الآباء «هروبا» من التعليم العمومي الذي بات لا يستجيب لتطلعات عدد من الآباء يقول محمد أسدي، التقته «الصباح» أثناء عملية تسجيل ابنته بإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة في حي بوركون بالدار البيضاء، الذي أكد أنه يفضل التعليم الخاص على نظيره العمومي، لأنه يساهم في إرساء مسيرة دراسية سليمة للتلميذ عكس المدارس الحكومية، التي تعيش طيلة الموسم الدراسي على وقع تغيبات الأساتذة أو الإضرابات المتكررة، مشيرا إلى أنه يخصص حيزا مهما من ميزانيته الشهرية لتعليم ابنته الوحيدة التي ستلتحق هذا الموسم بالسنة الأولى من الثانوي الإعدادي، مؤكدا أن ميزانيته الشهرية تتراوح بين 2500 و3000 درهم، تتوزع بين أداء الواجب الشهري للمؤسسة بما فيها النقل المدرسي والدروس الإضافية، مؤكدا أن مجموعة من الآباء اختاروا أن يجعلوا من تعلم أبنائهم «مشروعا استثماريا» خصوصا في ظل التنافسية التي تعرفها الساحة التعليمية الوطنية، مضيفا أن بعض المؤسسات يمكن أن تصل واجباتها الشهرية إلى 4000 درهم.وعرفت المؤسسات التعليمية الخاصة حركية غير عادية منذ ثاني أيام شتنبر الجاري، بهدف التحضير لموسم دراسي جديد يأتي مباشرة بعد الخطاب الملكي ليوم 20 غشت الماضي، الذي خصص لموضوع التعليم، وهو ما جعل الجميع يتعبأ لانطلاق هذا العام الجديد، يقول خالد دريوش، منسق بيداغوجي بإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة بالدار البيضاء، الذي ذكر أن الموسم الدراسي الجديد يأتي بمجموعة من المتغيرات، بما فيها توحيد الدخول المدرسي بين التعليم العمومي والخاص، إضافة إلى الحديث عن توحيد المناهج الدراسية، وهو ما يمكن أن يواجه عوائق في تنفيذه، إذ أن المؤسسات الخاصة تتفوق على نظيرتها العمومية باعتماد برامج خارجية أحيانا لدعم البرامج المغربية، التي لا ترقى إلى حد ما إلى تطلعات الآباء والتلاميذ.بالمقابل، يرى عدد من الآباء الذين لم يتمكنوا من تسجيل أبنائهم في التعليم الخاص، أن هذا الأخير بات يعرف «ارتفاعا صاروخيا» في أثمنته ما يشكل حلما بعيد المنال، عن عدد منهم، نظرا لمحدودية دخلهم الشهري، كما تبرز فاطمة أم تلميذ بالمستوى الإعدادي بإحدى ثانويات نيابة الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، التي اعتبرت أن بعض المؤسسات الخاصة لم تعد في مستوياتها الأولى، مؤكدة على ضرورة إصلاح المناهج العمومية، لأنها الأنسب لعدد كبير من الأطفال، الذين لم يتمكنوا من الانضمام لمؤسسات خاصة. ياسين الريخ

ارتفاع مصاريف التعليم الخاص وسط تباين آراء الأولياء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جنيد يودع الجيش اليوم للالتحاق بالفتح

شقيق برلماني ببرشيد ينصب باسم ثروة والده

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات