بورتري: تـاعـرابـت… الـمـتـمـرد الـمـاهـر

عندما انضم عادل تاعرابت إلى المنتخب الوطني عام 2009، والمشاركة في أول مباراة له أمام التشيك تحت قيادة الفرنسي روجي لومير، تنبأ له كثيرون بمستقبل زاهر لفنياته العالية.حينها بدا تاعرابت مزهوا وفخورا، وهو يتحدث عن قناعته التامة باختيار منتخب بلده، وتفضيله على بلد الإقامة المنتخب الفرنسي، الذي لعب لمنتخبه الأولمبي أقل من 19 سنة. وأكثر من ذلك كان سباقا إلى استفزاز الصحافيين بقوله « «تسألونني كيف فضلت المغرب وأمي وأبي مغربان». ربما القول إن نداء الوطن فوق أي مزايدات. لكن تاعرابت سيثير جدلا واسعا مع توالي مباريات المنتخب الوطني، بتمرده على قرارات المدرب، كما حدث مع حسن مومن، وبعدها إيريك غريتس، واضطر إلى مغادرة معسكر مراكش، قبل مباراة الجزائر، ليخلق زوبعة بالمنتخب، ويطالب البعض برأسه، وبينهم غريتس، الذي نهر صحافيا بمجرد السؤال عن أسباب رحيل تاعرابت.لكن، غريتس سيضطر إلى إعادته في المباراة الموالية أمام تنزانيا، ويحرز هدفا حاسما قاده إلى الارتماء في أحضان إيريك غريتس، وسيهتف الجمهور كثيرا باسمه إعلانا عن طي صفحة خلافاته مع المدرب البلجيكي.وبينما اعتقد كثيرون أن تاعرابت، المتمرد الثائر، بات عنصرا لا محيد عنه بالمنتخب، سيجد نفسه خارج الحسابات مجددا، ما جعله يركز على ناديه السابق كوينز بارك رينجرز. لم يتردد تاعرابت حينها بالجهر أنه لن يشارك في كأس إفريقيا، وهو التصريح الذي سيجلب له الكثير من المتاعب مع جامعة كرة القدم، التي طالبته باعتذار قبل الصفح عما صرح به.ولأن تاعرابت اختار المنتخب الوطني قبل أربع سنوات عن قناعة تامة، بعدما أدار ظهره للمنتخب الفرنسي، حبا وتعلقا ببلده الأم، عبر عن استعداده لتقديم اعتذار كتابي شريطة أن يعود مجددا إلى المنتخب الوطني، نافيا في الوقت ذاته أن يكون على خلاف مع المدرب الحالي رشيد الطاوسي. هذا، عن تمرده المثير للجدل وتلقائيته، أما عن مهاراته، فهي تستحق أن تؤهله كي يكون من خيرة المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة المغربية في تاريخها، لمؤهلاته البدنية والفنية وقدرته على الاختراق والتمريرات، ومراوغاته التي تشبه التي يتمتع بها البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي وغيرهما.ورغم أن تاعرابت تكون في لانس الفرنسي، وانضم مبكرا للمنتخب الفرنسي للشباب، إلا أنه نجح في التأقلم مع الدوري الإنجليزي من خلال برزوه لاعبا موهوبا رفقة توتنهام وكوينز بارك رينجرز، في انتظار أن يحافظ على التميز نفسه مع فولهام والمنتخب الوطني، الذي ينتظر منه الكثير كي يصبح عنصرا فعالا لا محيد عنه. ع. ك

بورتري: تـاعـرابـت… الـمـتـمـرد الـمـاهـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غرفة المشورة بمراكش تلغي قرار توقيف محام

لم أخطئ لكني مستعد للاعتذار

مقالات ذات صلة