تفاصيل سقوط اللص “الشبح”

سرق 20 فيلا ببوسكورة دون ترك أثر وقيمة المسروقات تجاوزت 300 مليون إنجاز : مصطفى لطفي أنهى المركز القضائي للدرك الملكي بالنواصر، بتنسيق مع سرية الدرك بالمنطقة، تحت إشراف القائد الجهوي للدرك بالبيضاء، معاناة عائلات ثرية بسبب لص متخصص في سرقة الفيلات بطريقة احترافية بلغ عددها أزيد من 20 عملية، إذ وصل به الأمر إلى حد سرقة ضحاياه وهم نيام بغرفهم، مستهدفا حليهم الذهبية ومجوهرات وساعات فاخرة وأجهزة إلكترونية غالية الثمن، إذ قدرت المصادر قيمة المسروقات بأزيد من 300 مليون. كان قاطنو فيلات فاخرة ببوسكورة والضواحي ينعمون بالهدوء والأمان إلى حدود نهاية 2020، إذ تعرضت فيلا لعملية سرقة مثيرة، استهدفت هواتف محمولة وحليا ذهبية ومبالغ مالية مهمة. توهم السكان أن العملية ستكون الأولى والأخيرة بحكم أن اللص كان أكثر حظا لعدم اكتشاف أمره، لوجود تجهيزات مراقبة متطورة ، لكن ما حدث في ما بعد، شكل صدمة إثر تعرض فيلات أخرى للسرقة، ما استنفر مصالح الدرك الملكي. لص من عالم آخر من دجنبر إلى أبريل الماضيين، نفذ المتهم أزيد من 20 عملية سرقة لفيلات راقية بمنطقة المدينة الخضراء. كان يحل بالليل وينجح بطريقته الخاصة في التسلل إليها رغم وجود كاميرات مراقبة وحراس ليليين، والأكثر إثارة أنه يسرق الفيلا بحضور مالكيها وداخل غرفهم وهم يغطون في نوم عميق. اعتقد المحققون في البداية أنه يتعمد رشهم بمواد مخدرة، لكن تبين أن الأمر يتعلق بمهارة خارقة يتمتع بها اللص تمكنه من تنفيذ جريمته دون كشف أمره. توالت عمليات السرقة بشكل أثار حفيظة مصالح الدرك، سيما بعد عجزها عن تحديد هوية المشتبه فيهم وفشل الحراس الليليين والمخبرين في العثور على خيط قد يقود إلى فك لغز هذه الجرائم ووضع حد لها. تسبب المتهم في مآس لقاطني الفيلات، إذ كبدهم خسائر مالية مهمة، بحكم القيمة المالية الكبيرة للمسروقات التي تنوعت بين مجوهرات من الطراز الرفيع وساعات فاخرة، دون الحديث عن هواتف محمولة وأجهزة إلكترونية حديثة، لدرجة أن التحقيقات حددت قيمة المسروقات التي تصرف فيها المتهم في أزيد من 300 مليون. بداية السقوط وضع اللص مسؤولي الدرك بالنواصر والبيضاء في موقف محرج، فرغم تقاطر الشكايات فشل الجميع في تحديد هويته، وكل شكاية جديدة تشكل ضغطا كبيرا عليهم. وخلال البحث في شكاية مالك فيلا، أثار انتباه مسؤول دركي أن من بين المسروقات هاتفا ذكيا غالي الثمن، فكان نقطة الانطلاق للإيقاع بالمتهم، إذ بالاستعانة بالفرق التقنية، تم تحديد مكان وجوده بتقنية متطورة، وتبين أن حامله يوجد بعين الشق. كانت النتيجة مثل كوة ضوء للمسؤول الدركي وعناصره، والتي كان لها دور كبير في فك لغز تلك الجرائم، إذ على الفور تم الانتقال إلى عنوان متحوز الهاتف، الذي أكد وشقيقه أنهما اقتنياه بحسن نية من شخص بسوق درب غلف، لا يملك محلا تجاريا فيه. بعدها بأيام، توصل المسؤول الدركي بمكالمة من قبل مخبرين تفيد ظهور المعني بالأمر بسوق درب غلف لبيع هواتف محمولة وحاسوب محمول، انتقلت عناصر الدرك من النواصر إلى السوق الشهير خوفا من فقدان أثره، فكانت النتيجة مرضية، إذ تم اعتقاله وحجز أجهزة إلكترونية كان ينوي بيعها. أقر الموقوف أثناء الاستماع إليه، أن المحجوزات تسلمها من مالك محل لبيع الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية بشارع شهير بمنطقة اسباتة، لبيعها واقتسام الأرباح. رافقت عناصر الدرك الموقوف إلى محل شريكه وأثناء مداهمته، عاين المسؤول الدركي هواتف محمولة وحواسيب تنطبق عليها أوصاف المسروقات المضمنة في شكايات الضحايا، فأيقن أن مالك المحل له يد في الملف الذي يشرف على التحقيق فيه. بلغة المستسلم، أقر مالك المحل أن المحجوزات هي موضوع سرقة تسلمها من صديق له يحترف سرقة الفيلات، وأنه يعيد بيعها مقابل نسبة من الأرباح، وأطلع الدركيين على هوية المتهم الذي طال الوقت للتعرف عليه، من خلال تسجيلات كاميرا مراقبة بالمحل، فتبين بعد البحث والتحري أنه يقطن بحي لمكانسة 2، فسارعت فرقة دركية إلى مداهمة منزله واعتقاله. من كاليفورنيا إلى بوسكورة شكل اعتقال المتهم الرئيسي انتصارا معنويا لعناصر الدرك، فبعد أبحاث مضنية تمكنت أخيرا من وضع يدها على اللص"الشبح"، الذي يجيد فنون التخفي والسرقات بطرق احترافية. أثناء تعميق البحث معه، أقر المتهم بكل عفوية بتورطه في سرقات الفيلات بالمدينة الخضراء، وبدأفي سرد تفاصيل عملياته الإجرامية التي تتطابق مع أشهر أفلام الحركة. اعترف المتهم أنه كان يستهدف في البداية فيلات عائلات ثرية بحي كاليفورنيا، ولما تعرف على شريكه مالك محل الهواتف المحمولة، اقترح عليه تنفيذ سرقات بفيلات بوسكورة بحكم أنها تابعة للدرك الملكي على نقيض حي كاليفورنيا، الذي يكون موضوع دوريات أمنية. راقت الفكرة المتهم، وتولى صديقه إيصاله بسيارته ليلا إلى حي راق بالمدينة الخضراء، إذ ينزوي شريكه بسيارته في مكان مظلم منتظرا عودته من العملية، مشيرا إلى أنه يحتفظ بالمال لنفسه ويسلم المسروقات بكل أنواعها له لبيعها واقتسام الأرباح. بعد تعميق البحث، أحيل المتهم وشريكه على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، والذي أمر بإيداعهما سجن عكاشة، بعد متابعتهما بالسرقة الموصوفة والتعدد وإخفاء مسروق وعدم التبليغ.

تفاصيل سقوط اللص “الشبح”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجزائر تعلن البيان العسكري رقم 1

4 مباريات على طاولة خاليلوزيتش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات