“انتحاريون” لهفوا قروض كورونا

يسيرون شركات وهمية يديرها فعليا عراب للنصب سبق أن احتال على "سامير" في 24 مليارا تعرضت قروض كورونا، للنهب من قبل شركات موجودة على الورق، أسست لأغراض الاحتيال التجاري، وأسقطت العديد في شباكها، قبل أن تحل جائحة كورونا، لتشحذ أسلحتها مستهدفة قروض "ضمان أوكسيجين" و"انطلاقة"، التي خصصتها الدولة لتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الجائحة وتداعياتها السلبية على المقاولات. وعلمت "الصباح" أن عرابا للنصب، سبق أن طفا اسمه بمحاكم البيضاء إثر افتضاح قضايا كبرى للاحتيال، نجح في الاستيلاء بتقنيات الخداع على 24 مليارا، بعد الإيقاع ببنوك وشركات ضمنها "سامير" سابقا، إذ يستعين بمعدمين يوصفون بالانتحاريين، يقبلون تأسيس المقاولات باسمهم، ومستعدون للدخول إلى السجن، إذ أن المسير الحقيقي للشركات هو العراب، ويعمد إلى نفخ رصيد الشركات الوهمية وضمان حركية حساباتها المالية بالبنوك، للنصب على تجار ومقاولات، بل والاستفادة من تسبيقات وقروض كبيرة، يكون مصيرها عدم الأداء، وكل شركة تفتضح يعيد تأسيس أخرى باسم آخر ومسير جديد وفي مدينة مغايرة. ونهج عراب النصب الأسلوب نفسه، في التعامل مع قروض كورونا، إذ استغل شركات أسسها في وقت سابق، بأسماء مستخدمين لديه لا يفقهون أي شيء في العمليات التجارية، ليكمل مسلسله الاحتيالي، للاستفادة من قروض بنكية والإطاحة بمستثمرين أو راغبين في تنمية مواردهم عبر مشاركته في التجارة . وعند انطلاق الجائحة استهدف في البداية قروضا من صنف "ضمان أوكسيجين"، التي خصصتها الدولة لتعبئة الموارد التمويلية للمقاولات، التي عرفت خزينتها تدهورا بسبب انخفاض نشاطها، مع ضمان قرض استثنائي لتمويل احتياجات الخزينة لتغطية المصاريف الجارية، والتي لا يمكن للمقاولة تأجيلها أو تعليقها. وتمكنت شركات العراب من النصب على البنوك في مارس وأبريل وماي، من العام الماضي، إذ كان هامش تلاعبه في قرض أوكسجين قصيرا، بسبب دقة الشروط، لكنه مع ذلك أفلح عبر الفواتير الوهمية والوثائق الصورية، قبل أن يظهر قرض انطلاقة الذي نشطت فيه عمليات النصب، سيما أن الشركة طالبة هذا النوع من القرض تستفيد من قيمة شهر من رقم معاملاتها السنوي، ويمتد إلى شهر ونصف، بالنسبة إلى الشركات الصناعية. وهو ما مكن العراب من مراكمة قروض لشركاته التي يسيرها الانتحاريون، سيما أنه كان يسهر على ضخ الأموال بها لضمان حركية حساباتها وارتفاع رقم معاملاتها، لأنها كانت وسائل للاحتيال على البنكيين والمستثمرين، قبل أن يستخدمها ضد قروض كورونا. وكان العراب نفسه وراء فضيحة مدوية كشفها افتحاص شركة سامير، إذ أغرقها بواسطة شركاته الصورية، في مديونية تزيد عن 24 مليارا عبر تقديم ضمانات غير متناسبة مع قيمة السلع التي كان يتزود بها، وأسقط في شركه مديرا عاما سابقا وموثقا وضحايا من مختلف المدن بينهم بنكيون. المصطفى صفر

“انتحاريون” لهفوا قروض كورونا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كواليس الفرق

العسري: لا أؤمن بالمفاجأة

مقالات ذات صلة