الإغلاق الليلي في رمضان … الإيبوركي: المغاربة محبطون

> هل يمكن أن نتحدث عن آثار وتبعات نفسية للإغلاق الليلي في رمضان؟ > لا شك أن منع التنقل الليلي في رمضان ضروري لتفادي تفشي الوباء، الذي يكون بسبب الاختلاط الجماعي، وهذا يتناقض مع السلوكات الاجتماعية للمجتمع المسلم كالمجتمع المغربي، الذي يتحكم التدين في طبيعة تفكير أفراده، لما لشهر رمضان من قدسية وطقوس خاصة. ومن هنا فإن التبعات النفسية، وآثارها عند العودة إلى الحجر الصحي الجزئي تبقى وخيمة لا تستطيع فئات عمرية متفاوتة تحملها، واستيعاب العزلة طيلة شهر كامل يسوده الصيام نهارا والحجر ليلا. وقد استنتجنا من رمضان السنة الماضية، أن الشيوخ فقدوا متنفسهم الوحيد وهو المسجد والخروج لصلاة التراويح، ولعل هذا العامل النفسي كان له التأثير البالغ على صحتهم النفسية والجسدية، وربما من العوامل التي خفضت مناعتهم تجاه الأوبئة، ومن ضمنها وباء كوفيد 19. > هل تعتقد أن المغاربة مستعدون للإغلاق الليلي والتخلي عن الطقوس الاجتماعية والدينية الملازمة لرمضان؟ > إن الاستنتاج الأولي يكشف عدم استعداد فئات عريضة من المغاربة التي ستتحمل على مضض هذا القرار، سيما أن التفاؤل كان هو السائد بعد بدء عملية التلقيح وطريقة تنظيمها، وتصريح وزارة الصحة الذي تنبأ بأن يكون حلول شهر رمضان بداية انفراج اجتماعي واقتصادي، بعد أن تكون عملية التلقيح قد شملت نسبة لا بأس بها من المغاربة. ولكن بحكم التطورات العالمية، وتقلص الفئات الملقحة، واضطرار اللجوء إلى حظر التنقل الليلي خلال رمضان الثاني على التوالي، أصيب المغاربة بنوع من الإحباط بسبب ضرورة التخلي عن طقوسهم الدينية والاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان، وهي طقوس تمارس ضمن مؤسسات اجتماعية وثقافية كالأسرة والعائلة، والمسجد، والزوايا الصوفية، إضافة إلى المقاهي والمطاعم وغيرها. > ما الذي يمكن اقتراحه لتدبير ذلك من الناحية النفسية والاجتماعية؟ > إذا كانت العودة ضرورية من الناحية العلمية، لتفادي موجة وبائية مست عددا كبيرا من المغاربة، خاصة بعد مناسبة عيد الأضحى للعام الماضي، والذي سمح فيه بالتنقل والاجتماع والزيارات، فكانت النتيجة كما نعرف من انتشار الوباء. كما أنه خوفا من هجوم موجة ثالثة قد تنسف كل الجهود، فإن على الجميع أن يتعود نقل نشاطه من خارج البيت إلى داخله، ومحاولة ممارسة الطقوس الدينية من صيام، وقيام داخل الأسرة، واستغلال الوسائل التكنولوجية للتواصل الاجتماعي والتعليمي، مع مراعاة الجوانب الاقتصادية لبعض الفئات التي تشتغل ليلا في شهر رمضان، بمحاولة اتخاذ تدابير من شأنها أن تخفف من تأثيرات الإغلاق. هذه بعض الاقتراحات لتدبير العودة إلى الحجر الصحي الجزئي من النواحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية، ولو أن هذا يقتضي التوفر على دراسات ميدانية مسبقة لتقديم مثل هذه الاقتراحات. أجرى الحوار: عزيز المجدوب * أستاذ وباحث في علم الاجتماع

الإغلاق الليلي في رمضان … الإيبوركي: المغاربة محبطون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رمضان ... لا مقاهي ولا موائد إفطار

التحايل على الحجر ليلا

مقالات ذات صلة