الأسود يثيرون المخاوف

افتقدوا الفعالية والمنهجية ومسلسل التجريب متواصل ومطالب بإبعاد خاليلوزيتش عجز المنتخب الوطني مرة أخرى عن فرض إيقاعه أمام بوروندي، أول أمس (الثلاثاء)، بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية، المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكامرون 2022. وبينما توقع الجمهور المغربي صحوة الأسود، بعد العرض الباهت المقدم أمام موريتانيا في نواكشوط، إلا أن التواضع ظل السمة البارزة في معظم أطوار المباراة، عدا بعض الاستثناءات الفردية. وأثارت مباراة بوروندي موجة غضب عارمة، من قبل متتبعي المنتخب والعديد من المحللين، ممن وضعوا الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش في قفص الاتهام، لفشله في خلق الانسجام بين اللاعبين، ناهيك عن تواضع المنتخب، الذي مازال مستمرا حتى إشعار آخر. غياب المنهجية غابت عن المنتخب الوطني في مباراة بوروندي الفعالية والنجاعة في ترجمة الفرص إلى أهداف حقيقية، وعجز عن تقديم عرض مقنع يستجيب لتطلعات الجماهير المغربية، التواقة إلى التأهل إلى مونديال قطر 2022 والتتويج بكأس أمم إفريقيا بالكامرون. وافتقد الأسود إلى منهجية واضحة على عهد خاليلوزيتش، بسبب عدم استقراره على تشكيلة قارية وتغيير مراكز اللاعبين بين حين وآخر، ناهيك عن غياب الشراسة والاندفاع البدني، اللذين ميزا منتخب هيرفي رونار. ووجد المنتخب الوطني نفسه تائها وسط كثرة اللاعبين المتميزين، الذين يتوفر عليهم حاليا، وعدم قدرة الناخب الوطني على توظيفهم وتوجيههم أثناء المباريات، ما أفقد الأسود الأداء الجيد والرغبة الملحة في التسجيل. أي إضافة لطاقم المنتخب؟ تساءل عديدون عن الإضافة المقدمة، من قبل الطاقم التقني للمنتخب، في ظل تراجع أداء اللاعبين وعدم حصول الانسجام في ما بينهم. واستغرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و»تويتر» ارتفاع عدد الأطر التقنية العاملة بالمنتخب دون تقديم الإضافة المطلوبة، ما يطرح علامة استفهام كبرى حول خلفيات التعاقد مع هؤلاء، رغم افتقادهم للأهلية والكفاءة، ضمنهم أجانب. وأثارت صورة لأعضاء المنتخب رفقة اللاعبين جدلا كبيرا، بسبب تجاوز عددهم، مقارنة باللاعبين الموجودين على أرضية الميدان، دون تقديم أي لمسة تذكر، علما أنهم يستنزفون مالية الجامعة، جراء ارتفاع رواتبهم، ناهيك عن المكافآت. مطالب بإبعاد خاليلوزيتش طالب العديد من المحللين والمتتبعين بضرورة إقالة الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش من منصبه مدربا للأسود، قبل انطلاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022. وبرر هؤلاء بأن خاليلوزيتش مازال عاجزا عن تكوين تشكيلة نموذجية، رغم المدة الطويلة، التي قضاها على رأس طاقم الأسود (17 شهرا)، إضافة إلى توفر المنتخب على أجود المحترفين، الممارسين في مختلف الدوريات الأوربية. ووجد خاليلوزيتش نفسه محاصرا وسط انتقادات شديدة اللهجة منذ فترة طويلة، جراء تراجع أداء المنتخب، وعدم استقراره على منهجية ونهج تكتيكي مناسبين، الأمر الذي يرجح إمكانية الاستغناء عنه في حال تواصل مسلسل التواضع في المباريات المقبلة. ورغم تصدر المنتخب المجموعة الخامسة برصيد 14 نقطة بأربعة انتصارات وتعادلين، إلا أن خاليلوزيتش لم يسلم من انتقادات الجمهور المغربي، الذي بات يطالب بإقالته أكثر من أي وقت مضى. المدرب يدافع عن نفسه دافع وحيد خاليلوزيتش، الناخب الوطني، عن نفسه في الندوة الصحافية في أعقاب المباراة، عندما أكد أن المنتخب الوطني لعب بطريقة مختلفة ويستحق الفوز رغم أنه صغير، حسب تعبيره. وأضاف خاليلوزيتش أن اللاعبين كان بإمكانهم تسجيل المزيد من الأهداف أمام بوروندي، بعدما أتيحت لهم فرص عديدة، مشيرا إلى أن المنتخب الوطني قادر على التطور في المباريات المقبلة، قبل أن يعود ليؤكد أنه كان ينتظر أداء أفضل من بعض اللاعبين، في إشارة منه إلى عدم رضاه عن مستواهم الحقيقي. الفردوس يكتفي بالجولة الأولى غادر عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، مساء أول أمس (الثلاثاء)، بعد نهاية الجولة الأولى من مباراة المنتخب الوطني ونظيره البوروندي، لحساب الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الخامسة. وعلمت «الصباح»، أن الفردوس لم يكمل متابعة المباراة بين المنتخبين، سيما أنه لم يلق ترحيبا كبيرا من قبل مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إضافة إلى أن الجو العام للمباراة لم يكن جيدا، بالنظر إلى الأداء الباهت للمنتخب، في الوقت الذي رجحت بعض المصادر القريبة من الوزير، انشغاله بأمور أخرى. وسجلت مباراة المنتخب الوطني أمام بوروندي عودة سعيد الناصيري، رئيس العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، إلى تتبع مباريات المنتخب الوطني، بعد أن غاب عنها منذ مدة طويلة، إذ كشفت معطيات «الصباح»، عودة الدفء بينه وبين فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في الآونة الأخيرة. المنتخب ينهي التصفيات بدفاع قوي دخل مرماه هدف واحد وحصل على ثاني أكبر عدد من النقاط أنهى المنتخب الوطني المغربي التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأقوى دفاع، بعد أن سجل عليه هدف واحد فقط، في الجولات الست، التي خاضها عن المجموعة الخامسة. وتلقت شباك المنتخب الوطني هدفا واحدا طيلة التصفيات، سجله منتخب إفريقيا الوسطى في الجولة الثالثة من التصفيات، ليؤكد أنه أقوى دفاع، خاصة بعد أن تلقى منتخب السنغال هدفا في مرماه، من قبل منتخب إسواتيني، أول أمس (الثلاثاء)، ليرتفع عدد الأهداف المسجلة في مرماه إلى اثنين. وحل هجوم المنتخب المغربي في الرتبة الخامسة، بتسجيله عشرة أهداف فقط، علما أنه لم يتمكن من التسجيل في مباراتي موريتانيا، لحساب الجولة الأولى والرابعة من التصفيات، وجاء بعد منتخب الجزائر الذي صنف أقوى هجوم في التصفيات، بتسجيله 19 هدفا، ثم حل منتخبا تونس ونيجيريا في الرتبة الثانية بـ 14 هدفا، ثم كوت ديفوار رابعا بـ 11 هدفا. واقتسم هجوم المنتخب المغربي الرتبة الخامسة، مع منتخبات مالي ومصر والسنغال، غير أنه تمكن من الحصول على ثاني أحسن نسبة عامة في التصفيات، بزائد تسعة رفقة منتخب تونس، في الوقت الذي تمكن المنتخب الجزائري من الحصول على أحسن نسبة بزائد 13. وعلى مستوى النقط، استطاع المنتخب المغربي الحصول على ثاني أحسن تنقيط في التصفيات، بعد أن تمكن من جمع 14 نقطة، إلى جانب منتخبي الجزائر ونيجيريا، بفوزهم في أربع مباريات وتعادلهم في اثنتين، في الوقت الذي حقق المنتخب التونسي أكبر عدد من النقط، بـ 16نقطة سجلها من خمسة انتصارات وتعادل. العين التقنية شهدت المباراة تغييرات من قبل المدرب، وحاول ملء وسط الميدان على شكل مربع، من خلال وضع عادل تاعرابت وبرقوق، وأمامهما الحدادي وأملاح. كما اعتمد على أشرف حيكمي وأدم ماسينا في الأطراف، إضافة إلى وضع يوسف النصيري في الهجوم، باعتباره رأس حربة ثابتا، وتشكيل الدفاع من سفيان شاكلا ونايف أكرد وغانم سايس، والحراسة من منير المحمدي. هذه التركيبة التي غير فيها أربعة لاعبين، ويتعلق الأمر بالمحمدي وشاكلا ونايف أكرد وتاعرابت، والأسلوب الذي لعب به، كانا من أجل تكسير وجود لاعبي بوروندي، الذي لعب بخطة 4-4-2، وإغلاق وسط الميدان في وجههم، واللعب في العمق، ومنع منتخب بوروندي من بناء هجومه من وسط الميدان، وهذا الأسلوب لم يعرف نجاعته رغم وجود محاولات فردية، لأن وحيد خليلوزيتش، مدرب المنتخب لم يشتغل مع اللاعبين، على هذا الأسلوب كثيرا، سيما أنه يتضمن تحولات تكتيكية. وأفرزت طريقة اللعب الجديدة للمنتخب وجود محاولات فردية فقط، وغياب التواصل التقني بين اللاعبين، والتمريرات القصيرة لم تكن بينهم أيضا، إضافة إلى أن النصيري بقي معزولا حتى الدقيقة 45، التي استغل من خلالها المنتخب هجوما مرتدا خاطفا، سجل منه الهدف الوحيد في المباراة، بعد خطأ فردي لمدافع بوروندي في وسط الميدان. وفي الجولة الثانية، احتفظ خليلوزيتش بالنظام التكتيكي نفسه، غير أن عدم تمكن المنتخب من تسجيل الأهداف، دفعه إلى الزيادة في عدد لاعبي الهجوم، من خلال إدخال زياش والعربي، وحاول إقفال وسط الميدان بدخول أمرابط، وأصبح يلعب بأسلوب ثلاثة لاعبين في الدفاع، ووضع في الوسط امرابط، ولاعبين أمامه، وثلاثة مهاجمين ضمنهم أشرف حكيمي إلى جانب العربي والنصيري، وأصبح يلعب بطريقة 3-3-3-1. وهذه الطريقة وضعت المنتخب في إشكال، يتمثل في ملء وسط الميدان، وجعلنا نتابع مجموعة من الفرص دون استغلالها بالشكل المطلوب، ورغم أن المنتخب تأهل على رأس المجموعة، إلا أن أداءه لم يقنع كثيرا. وكشفت التغييرات التكتيكية لوحيد خاليلوزيتش أن المنتخب لم يتمكن من ضبط الأسلوب الذي يلعب به، في الوقت الذي قام منتخب بوروندي بهجمات محتشمة، غير أنها لم تكن خطيرة، سيما أنه تراجع إلى الخلف، ولم يعط مساحات بين الخطوط، بالمقابل حاول المنتخب المغربي أن تكون له خطوط كثيرة، وصلت إلى أربعة ، وبالتالي كانت لديه كثافة عددية في وسط الميدان، إذ انتظرنا أهدافا كثيرة، رغم الأرضية والظروف الجيدة، ولكن مازال يعاني تضييع الكثير من الفرص. إدريس عبيس (إطار وطني) إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

تسع نقاط في جمع القوى

مخرجان أمام مكتب الرجاء

مقالات ذات صلة