حجرة التحديد فـي نظام الـتحفيظ العقاري

يرجع لها الفضل الكبير في تفعيل الفصل الأول والفصل 62 من ظهير التحفيظ العقاري (الحلقة الأخيرة) لـحـجـرة الـتـحـديد الـعـقـاري أدوار متـعـددة، فالحجرة بمفهوم التحديد تلعب ثلاثة أدوار في غاية الأهمية على مستوى التحفيظ العقاري، فمن جهة أولى، هي المحددة طوبوغرافيا لوعاء الأرض المراد تحفيظها. فلولاها لما تم التحديد ولا مسح ولا إشهار بالجريدة الرسمية، ولا تأسيس للرسم العقاري لاحقا. وقد يتم إلغاء مطلب التحفيظ وتُرجَع الحالة إلى ما كانت عليه سابقا بالنسبة لطالب التحفيظ، وتَرجَع الأرض المراد تحفيظها إلى أصلها معتمدة على الحيازة الفعلية وبسط يد حائزها عليها، حتى يأتي أو لا يأتي يوم يفكر فيه جيدا ويعيد الكرة من جديد، هو أو خلفه العام أو الخاص إن اقتضى الحال ذلك، أو تضيع منه أرضه نتيجة تحفيظها من طرف شخص آخر. ومن جهة ثانية، هي لا تغرس في الأرض إلا علانية، حيث يكون العموم على علم بيوم وضعها على حدود العقار المعني. وهكذا تقوم بدور إشهاري بالغ الأهمية يتجاوز وسائل الإشهار الأخرى. ومن جهة ثالثة، تعطي انطلاقة البحث القانوني الميداني، فطالب التحفيظ يدافع عن مطلبه والحاضرون يدلون بتصريحاتهم وبوثائقهم وما لديهم من حجج يقدمونها للمهندس الطبوغرافي المساح الذي يستمع إلى كل من يرغب في حماية حقه من مجاورين ومن متدخلين وأصحاب الحقوق العينية والتحملات العقارية المصرح بهم بصفة قانونية. تكون الأنصاب المغروسة في غياب أي تعرض لفائدة طالب التحفيظ وقد تكون للمتعرض مؤقتا لضبط القطعة أو القطع المتعرض عليها من طرفه، أو لهما في نفس الوقت. وتفرض هذه الحجرة البكماء التوقيع على محضر التحديد المؤقت من قبل المهندس المساح الطبوغرافي المنتدب وكل الأطراف الحاضرة، وإلا فينص المحضر على أنهم لا يستطيعون التوقيع أو امتنعوا عنه ( الفصل 21 من ظ ت ع ). يرجع لها الفضل الكبير في تفعيل الفصل الأول والفصل 62 من (ظ ت ع)، حيث يصبح الرسم العقاري المؤسس لمطلب التحفيظ نهائيا وغير قابل للطعن،وكل الحقوق التي لم يتم إظهارها إبان جريان مسطرة التحفيظ وبطريقة نظامية تصبح باطلة نتيجة التطهير العقاري. وعلى غرار الرسم العقاري المتولد عن قاعدة التطهير، فإن الحجرة بدورها نهائية وصامدة في مكانها بشكل نهائي، ما لم يتم القضاء عليها قانونا أو ظلما أو بالنتيجة الحتمية للطبيعة. قانونًا في حالة ضم قطعة أرضية مع أخرى مثلا، ظلما في حالة سرقتها أو إتلافها أو دفنها. وطبيعيا كحدوث زلزال أو انجراف التربة أو وقوع فيضان أو ابتلاعها من قبل الأنهار والأودية أو عندما تتكون جزر وضايات أو بحيرات مائية مستقرة.... وهنا ترجع إلى مكانها إذا أمكن ذلك أو تستبدل بأخرى لها المعايير نفسه، والمواصفات. وفي حالات أخرى يصبح العقار ملكا للدولة، كالحالة التي يغير فيها النهر مجراه الطبيعي، أو عندما تتكون جزر طبيعية في الأرض، حيث تصبح ملكا عاما للدولة. ختاما، لا وجود للرسم العقاري إلا بوجود وعاء عقاري بمساحة معينة تحددها الأنصاب المغروسة من طرف المهندس الطبوغرافي المساح. وعلى هذا الأساس فإن الرسم العقاري له جانب قانوني وجانب طبوغرافي لا يفترقان مطلقا. فإذا تبين أن الرسم العقاري لا مساحة له يتم بقوة القانون إلغاؤه من قبل المحافظ. بعبارة أخرى، فإذا تحدثنا عن المساحة نتحدث عن الحجرة، وإن تحدثنا عن الحجرة نتحدث عن تصميم طبوغرافي لعقار ذي مساحة نهائية. فلولا الحجرة ما كان الرسم العقاري بالمرة. وحتى وإن تم تأسيسه دون العمليات الطبوغرافية المراد إجراؤها في ما بعد، فإن وضعيته هشة ومصدر مشاكل لا تعد ولا تحصى، حيث نقف في جل الحالات على زيادة في المساحة أو نقصان ملموس يصعب حله، مما يفتح الباب للكثير من المنازعات. بل يكون الرسم العقاري باطلا لانعدام موضوعه. فحجرة التحديد العقاري تتوسط إجراءات التحفيظ، حيث تقع بين تقديم مطلب التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري من حيث مسطرة التحفيظ العقاري؛ ويتم استحضارها كآلية من آليات نظام التحفيظ العقاري بعد إيداع مطلب التحفيظ وما يليه من إجراءات. ورغم صغر حجمها وضآلة ثمنها تقوم بالعديد من الأدوار الرامية إلى حماية الملكية العقارية وتحصينها، وبدونها لا يمكن أن يتم التحديد قطعا. باستثناء الحالات التي نجد فيها ما يحل محلها كما هو الشأن بالنسبة إلى الحدود الطبيعية والبنايات الثابتة وقس على ذلك. ونظرا للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والعلمية التي يشهدها عالم اليوم، خصوصا في العقود الأخيرة، فقد حان الوقت لنتساءل عن مدى إمكانية الإبقاء أو اللجوء إلى هذه الحجرة في مجال التحديد العقاري والتي عمرت مدة تزيد عن القرن؛ في ظل ظهور تقنيات حديثة ومتطورة قد يتم اعتمادها في إجراءات التحديد العقاري، كالأدوات المغروسة في الأرض التي تحمل في أحشائها معطيات رقمية ورموز تمكن من معرفة مساحة العقار وحدوده دون الحاجة للانتقال لعين المكان، بل إن التحديد قد يتم بطريقة تقنية غير ملموسة عبر الهواء بفضل الأقمار الاصطناعية أو الطائرات المجهزة بآليات ذات دقة وجودة عالية في المسح العقاري تتجاوز عمليات التحديد الحالية. *موثق

حجرة التحديد فـي نظام الـتحفيظ العقاري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتحار ستيني بعد التحقيق معه

وجوه جديدة بمنتخب خاليلوزيتش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات