أسرة في السجن بسبب سرقة بقيمة 200 مليون

الفرقة الجنائية الولائية بالبيضاء حلت لغز اقتحام شقة وسرقة مجوهرات وحلي نفيسة بعد سنة لم يكتب للأبحاث التي باشرتها الشرطة القضائية التابعة لأمن آنفا، في موضوع سرقة شقة بحي راسين بالبيضاء وقعت في يوليوز الماضي، أن تهتدي إلى المسروقات التي قدرتها صاحبة الشقة في 200 مليون، إلا بعد سنة. والقصة الغريبة التي انطوت عليها حيلة اللص، وهو شاذ جنسي، بادعائه أن المسروقات تركها عند شخص لا يعرف مكان إقامته ، بددتها الأبحاث الجديدة التي باشرتها الأسبوع الماضي الفرقة الجنائية الولائية، والتي انتهت بحجز جزء من المسروقات لدى والدة المتهم وشقيقته.المتهم يوجد الآن رهن التحقيق التفصيلي، ويقيم في سجن عكاشة، منذ شتنبر الماضي، والجديد الذي طرأ على الملف، هو أمر الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء، عناصر الفرقة الجنائية بالانتقال إلى منزل والدة المتهم للبحث عن المسروقات، ما أوصل محققي الفرقة الثانية، إلى جزء من المسروقات ظلت طيلة الفترة بمنزل والدة الموقوف.القضية انطلقت في يوليوز 2012، عندما عادت الضحية من سفرها، واكتشفت أن شقتها الآمنة تعرضت للسرقة، وأن كل محتوياتها فتشت وبعثرت، فكانت صدمتها التي دفعتها إلى إبلاغ عناصر الشرطة القضائية، ليحلوا، بالمكان ويجروا المعاينة، ورافقتهم عناصر مسرح الجريمة، التي عملت على أخذ الآثار التي تركها اللص أو اللصوص ورصد كل ما يمكنه المساعدة في حل لغز الجريمة.حارس العمارة بدوره خضع للتحقيق، وشرح أنه ليس الحارس الرسمي، ولكنه ينوب عن زميله الذي اختار قضاء بعض الأيام لدى أسرته في القرية، وكانت المفاجأة أن الحارس نفسه اعترف أنه ساعد شخصا على حمل بعض الأثاث ووضعها بداخل سيارة أجرة، وأعطى أوصاف المعني بالأمر، إلا أنه نفى أن يكون على معرفة به، إذ هو جديد بالعمارة ولا يعرف كل سكانها.في اليوم الموالي حضر شقيق الضحية، واطلع على الشقة وعلى الفوضى التي اعترتها، نتيجة تفتيش كل أركانها من قبل اللص، كما تعرف على المسروقات من حلي ومجوهرات وساعات ثمنية ومبالغ مالية كان في عهدة صاحبة الشقة وأخفته في دولابها، وغير ذلك من الأشياء الثمينة التي قدرت قيمتها المالية ب 200 مليون في محاضر الضابطة القضائية.بينما كان شقيق يهم بمغادرة البيت، صعد شاب ذو شعر منسدل على الكتفين يضع نظارتين، وعند وصوله إلى الطابق الخامس حيث الشقة، سألته الضحية التي كانت بالقرب من الباب عن غرضه فتلعثم وأجاب أنه يسأل عن شخص اسمه رضى. كانت الأوصاف التي أدلى بها الحارس تنطبق عليه، إذ حاولت الإمساك به إلا أنه فر، فهاتفت شقيقها الذي خرج للتو من عندها، إلا أن الشاب تملص منه وفر هاربا وتعقبه صديق العائلة إلى أن رصده في مقهى وأخذ له صورة بهاتفه المحمول.كان الشاب فعلا هو الجاني الذي ارتكب الفعل، واستمر في السرقة مدة ثلاثة أيام، وحين عودته إلى الشقة، لم يكن يدري أن صاحبتها عادت إليها.أفلحت الصورة التي التقطها شقيق الضحية في تحديد هوية المتهم ليتم إيقافه ليلا بوسط المدينة، بعد تدخل إيجابي من قبل عنصر تابع للمختبر الشرطة العلمية والتقنية بالبيضاء، وتبين أثناء البحث معه أنه شاذ جنسي، وعند استفساره عن المسروقات ادعى أنه تركها عند صديق له يدعى مصطفى لا يعرف عنوانه بالضبط. راوغ المتهم المحققين كما لم يتم الانتقال إلى منزله لإجراء معاينة، إذ أحيل على النيابة العامة لدى استئنافية البيضاء ومنها على قاضي التحقيق.بعد سنة، طالبت الضحية بتفتيش منزل والدي المتهم، فاستجيب لطلبها لتنتقل هذه المرة عناصر تابعة للفرقة الجنائية الولائية، حيث ما إن دخل أفراد الشرطة القضائية إلى المنزل، حتى عثروا على جزء من المسروقات تعرفت عليها الضحية، وبينما حاولت والدة وشقيقة المتهم نفي علمها بمصدرها ولا مآل الباقي من المسروقات، فضحتهما آلة التصوير، ضبطت في ذاكرتها صور للشقيقة ترتدي حليا وساعات الضحية، وهي من الأشياء التي لم يعثر عليها ضمن المحجوزات، كما قادت الأبحاث إلى إيقاف تاجر تبين أنه اقتنى من المتهم الموقوف أواني نفيسة مصنوعة من العاج، فيما ما يزال بالبحث جاريا عن مقتنين آخرين اقتنوا أشياء متحصلة من السرقة.انتهى البحث وأحيل المتهمون الثلاثة (الأم وابنتها والتاجر) على العدالة ليلتحقوا باللص الأول، ليتم حل لغز مكان المسروقات بعد سنة من إيقاف المتهم. وينتظر أن يكشف التحقق الفصيلي مع المتهمين أسرارا جديدة في القضية التي مازالت جل مسروقاتها في غائبة، إذ يرجح أن يجري قاضي التحقيق انتدابات لعنصار الشرطة القضائية من أجل الوصول إلى باقي المتورطين وساترجاع المسروقات.المصطفى صفر

أسرة في السجن بسبب سرقة بقيمة 200 مليون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إطلاق عيارات نارية ببرشيد في نزاع على أرض

شاب يضرم النار في جسده داخل محكمة الاستئناف بطنجة

مقالات ذات صلة