الرجاء في موسم الحصاد

حقق لقبين ولعب نصف نهائي كأس العرب وعبر إلى المونديال شكل الرجاء الرياضي هذا الموسم، مادة دسمة لوسائل الإعلام المحلية والدولية، بحكامته الجيدة، ولقبيه المحصلين في أول تجربة تسييرية لمكتب شاب، يرأسه محمد بودريقة، الذي خلف عبد السلام حنات، في جمع يوليوز الماضي. ولم يكن إحراز لقبين في موسم واحد، والعبور إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخ الفريق هينا، بل تطلب مجهودات جبارة من جل مكونات الفريق بداية بالطاقم التقني واللاعبين ومرورا بالمكتب المسير، ووصولا إلى الجمهور الذي رسم أجمل اللوحات في المدرجات أينما حل وارتحل. انتدابات قوية في بداية الموسم دخل الرجاء الرياضي سوق الانتدابات بقوة بداية الموسم، مستغلا تأخر الأندية المنافسة في عقد جموعها العامة، ودخولها معسكرات تدريبية.اضطر محمد بودريقة، رئيس الرجاء، إلى إجراء تغييرات جذرية على التركيبة البشرية للموسم الماضي، وتعاقد مع 14 لاعبا جديدا، بالمقابل تخلى على العدد نفسه من اللاعبين.وبغض النظر عن القيمة المالية للانتدابات، والتي تضاربت بشأنها الآراء، فإن انطلاقة الموسم، أكدت أن مجموعة المدرب امحمد فاخر الأقوى والأكثر استعدادا للمنافسة على اللقبين.فجاءت البداية قوية بتحقيق خمسة انتصارات، ووضع الفريق على السكة الصحيحة للتتويج باللقب الحادي عشر، المؤهل إلى مونديال الأندية الذي يحتضنه المغرب في دجنبر المقبل. معسكران تدريبيان في موسم واحد كانت البداية بدخول الرجاء معسكرا تدريبيا مغلقا بعين الدراهم بتونس، ساهم بشكل كبير في ظهوره بشكل لافت في بداية الموسم، وحققت خلاله المجموعة التجانس بنسبة كبيرة، بعد إجراء مباراتين إعداديتين أمام النجم الرياضي الساحلي، وفريق من المنطقة.وفي سابقة في تاريخ الأندية الوطنية، خاض الرجاء معسكرا تدريبيا في العطلة الشتوية، في تركيا، واجه فيه منتخب بلغاريا لأقل من عشرين سنة، في مباراة انتهت بالتعادل، ومكنت فاخر من الوقوف على إمكانيات لاعبيه البدنية والتقنية، تأهبا لدخول المرحلة الثانية من سباق التنافس على نيل اللقب. كأس العرش...بداية الحصاد كان الفوز بكأس العرش، مباشرة بعد الفوز بلقب الخريف، أول ألقاب العهد الجديد، وزادت جماليته وأهميته، بعد حيازته على حساب المنافس الأول على لقب البطولة الجيش الملكي، من قلب العاصمة الإدارية، بالضربات الترجيحية. وشكل الفوز بالكأس كذلك مناسبة لالتقاط أنفاس مجموعة ظلت تعاني الضغط، منذ انطلاقة الموسم، فاحتفظ فاخر بلاعبين أساسيين في كرسي الاحتياط في المباريات التي تلت التتويج، ضمنها مواجهة النادي المكناسي، بالملعب الشرفي، التي اعتبرها المدرب مفتاح الفوز باللقب، لأنها جاءت ثلاثة أيام بعد النهائي، وفاز فيها الرجاء أداء ونتيجة. "الميركاتو"...اللغز قرر المكتب المسير الاكتفاء باللاعبين الموجودين، وعدم انتداب أي لاعب في فترة الانتقالات الشتوية، إلا واحدا، لف انتدابه الكثير من الغموض، خصوصا أنه كلف الفريق 120 مليون سنتيم، ولم يظهر بقميص الرجاء ولو لمباراة واحدة، ويتعلق الأمر بياسين كرين، لاعب وسط ميدان اتحاد المحمدية، الذي لم يقتنع محمد البكاري، مدرب فريق الأمل المتوج باللقب بأدائه، والذي لم يشركه سوى بضع دقائق في إحدى المباريات، لتطرح أسئلة حول انتدابات الرجاء والمسؤول عنها، خصوصا أن الفريق يتوفر على لاعبين جيدين في فئة الأمل، وينتظرون فرصتهم رفقة الفريق الأول للتعبير عن إمكانياتهم.الخروج من الكأس العربية شكل الخروج من الكأس العربية في نصف النهائي على العربي الكويتي، بعد تعادل بالجديدة بهدفين لمثلهما، ضربة قوية لطموحات الرجاء في التتويج بهذا اللقب للمرة الثانية في تاريخه. بينما رأى فاخر، ومع مجموعة من الفعاليات الرجاوية، رب ضارة نافعة، لأن موعد النهائي كان سيتزامن مع مواعد حاسمة في البطولة، وأكد مدرب الرجاء حينها، أن الكأس العربية لم تكن هدفا، وأن المشاركة فيها جاءت بإصرار من المكتب المسير الجديد، لكنها ظلت دائما في المستوى الثاني لطموحات الرجاء وأهدافه.مرحلة الفراغ بأقل الأضرار ورغم كل ما قيل حول المشاركة العربية، إلا أن الخروج منها بتلك الطريقة الدراماتيكية، شكل صدمة لبعض اللاعبين، وكان له الأثر السلبي على مردودهم في مباريات البطولة، والبداية كانت من مباراة ملعب سانية الرمل، والتي خسرها المتصدر بهدف لصفر أمام حامل اللقب، تلتها بعد ذلك مباراة الجيش الملكي بالبيضاء، والتي كان بالإمكان أن يحسم فيها التنافس حول اللقب بنسبة كبيرة، إلا انه اكتفى بالتعادل أمام العساكر، قبل أن تتكرر النتيجة ذاتها في مباراة الديربي كان فيه الرجاء مرشحا فوق العادة للظفر بنقاط المباراة بالنظر إلى الظروف التي كان الوداد الرياضي يجتازها، ومقاطعة الجماهير لمبارياته، إلا أنه مرة أخرى يكتفي بالتعادل، ويتسرب الشك إلى قلوب محبيه. أداء متذبذب وواقعية في النتائج أثار أداء الرجاء المتذبذب في بعض المباريات خلال هذا الموسم خلافا كبيرا بين جميع مكوناته، بين المطالب بالفرجة على الطريقة الرجاوية، والمنادي باللعب الواقعي، المؤدي إلى إحراز اللقب. وبين هذا وذاك، كانت الكلمة الأولى والأخيرة لفاخر، الذي تعامل مع كل مباراة بنهج تكتيكي معين، غالبا ما كان يؤدي إلى المطلوب، المتمثل في إحراز نقاط المباراة.وكانت المباراة التي أثارت الكثير من الجدل، تلك التي حل خلالها الرجاء ضيفا على نهضة بركان بالملعب الشرفي بوجدة، لحساب الجولة 28 من البطولة، والتي عاد منها الفريق بتعادل اعتبرته الجماهير الرجاوية غير مستحق، بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به جل اللاعبين، والنهج الدفاعي الذي سلكه فاخر في الدفاع عن هدف التقدم، وفي ظل تغاضي الحكم عن ضربة جزاء واضحة لفائدة نهضة بركان أسالت الكثير من المداد. مفاجأة الجمع العام أكد محمد بودريقة أن منخرطي ومتتبعي خطوات الرجاء في هذا الموسم، سيتفاجؤون خلال الجمع العام المقرر عقده نهاية يونيو الجاري، لقيمة مصاريف فريق أحرز لقبين، والتي حددها الرئيس في خمسة ملايير سنتيم، وهو مبلغ يتضمن أداء فواتير المكتب المسير السابق، والانتدابات وإقامة معسكرين تدريبين.وأفاد بودريقة في حديث سابق ل"الصباح الرياضي"، أنه عكس ما يتوقع الكثيرون، فإن مصاريف الرجاء في موسم التحولات، أقل بكثير من مصاريف الرجاء في مواسم لم يحرز خلالها أي لقب، ولم ينتدب فيها سوى بضعة لاعبين، من مستويات متواضعة، وهو إنجاز يعتبره بودريقة نتيجة حكامة جيدة في تدبير شؤون الرجاء. إعداد: نور الدين الكرف

الرجاء في موسم الحصاد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فاخر: المشاركة في المونديال ليست أولوية

تدخل أمني في أحداث مباراة ابن سليمان وأبي الجعد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات