هكذا توارى المغاربة عن التظاهرات الكبرى

أغلبهم يلعبون دور «الكومبارس» وآخرون فشلوا في كسب ثقة «كاف» و»فيفا» وجيد الاستثناء مازال الحكام المغاربة بعيدين عن كسب ثقة اللجنتين التابعتين للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» والاتحاد الدولي «فيفا» رغم الطفرة النوعية، التي يشهدها التحكيم المغربي في السنوات الأخيرة. ولم تكف الشارة الدولية لضمان حضور قوي في البطولات القارية والدولية، رغم ارتفاع عدد الحكام المغاربة، ممن حصلوا على الصفة الدولية قبل سنتين، إذ مازال أغلبهم يلعبون دور «الكومبارس»، من خلال قيادة مباريات دولية أقل أهمية. ويعد التحكيم المغربي أكثر حصولا على الشارة الدولية، إلى جانب مصر وتونس والجزائر، بعدما ارتفع عدد المتوفرين على الشارة الدولية إلى 27 حكما وحكمة، ويتعلق الأمر برضوان جيد ونور الدين الجعفري وسمير الكزاز وعادل زوراق وجلال جيد وكريم صبري ومصطفى كشاف، حكاما للوسط، ولحسن أزكاو ومصطفى أكركاض وهشام أيت عبو ويحيى النوالي وزكرياء برينسي وحمزة النصيري وعبد الصمد أبرتون، حكاما مساعدين، وبشرى كربوبي وفاطمة الزهراء العجاني وصباح سادير، حكمات رئيسيات، وفتيحة الجرمومي وسكينة حمدي وكريمة خديري وإحسان نواجلي، حكمات مساعدات، فيما تضم لائحة حكام كرة القدم داخل القاعة والكرة الشاطئية، كلا من خالد هنيش ومصطفى ركيك وسعيد الحوض وسيدي أحمد حمدي وإدريس لمغيدر وعادل أوشقير. ويرى العديد من المهتمين، أن قلة التجربة والخبرة كانت وراء إبعاد الحكام المغاربة عن الأضواء، نتيجة عدم تعيينهم لقيادة مباريات ذات أهمية كبيرة، سواء في البطولات الإفريقية، أو الدولية. وظل الحكام المغاربة غائبين عن مجموعة من المباريات النهائية، سواء في دوري أبطال إفريقيا أو كأس «كاف»، فضلا عن نهائيات كأس إفريقيا للأمم، والتي لم يحضر نسختها الأخيرة سوى رضوان جيد ونور الدين الجعفري. ورغم خروج المنتخب الوطني من ثمن نهائي كأس إفريقيا أمام نظيره البنيني بالضربات الترجيحية، إلا أن لجنة الحكام لم تعين أحدهما لقيادة المباراة النهائية، التي جمعت المنتخبين الجزائري والسنغالي. واضطر «فيفا» إلى سحب الشارة الدولية من حكام مغاربة لعدم تعيينهم، من قبل «كاف» لقيادة أكبر عدد من المباريات الدولية، نظير هشام التيازي، الذي وجد نفسه مقصيا ومبعدا، بعدما جردت منه الشارة الدولية. ويشكل رضوان جيد الاستثناء في التحكيم المغربي، بعدما ضمن حضوره في أغلب التظاهرات الدولية والقارية، من خلال تعيينه لقيادة مباريات في نهائيات كأس العالم لأقل من 17 سنة، و»كاف» في العديد من المناسبات، فضلا عن قيادة مباريات مصيرية في مسابقتي الأبطال و»كاف»، كما يوجد حاليا ضمن الحكام الذين وقع عليهم الاختيار للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، فضلا عن إمكانية حضوره في مونديال قطر 2022. "الفار"... 40 مليارا لإنقاذ ماء الوجه كلفت عملية تطبيق تقنية الحكم المساعد «فار» في منافسات البطولة الوطنية وكأس العرش، ما لا يقل عن 40 مليار سنتيم، صرفت كلها في التجهيزات وتكوين الحكام. وحسب معطيات «الصباح»، فإن الحافلة الواحدة المخصصة لتقنية الفيديو كلفت 300 مليون سنتيم، علما أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اقتنت في الموسمين الأخيرين ثماني حافلات، أربع منها استعملت خلال منافسات الموسم الماضي، قبل أن تقتني أربع حافلات أخرى، استعملت بعد استئناف منافسات البطولة الوطنية في 25 يوليوز الماضي. واضطرت جامعة الكرة إلى تجهيز ملاعب البطولة الوطنية بالتجهيزات اللوجستيكية الضرورية، إذ أنها كانت ملزمة بوضع أربع منصات قارة في كل ملعب، من أجل وضع الكاميرات الخاصة بتقنية «الفار»، إضافة إلى تجهيز الغرف المخصصة لهذه التقنية بتجهيزات ومعدات تقنية عالية الجودة، وربطها بغرفة «الفار»، الموجودة في مركب محمد السادس الدولي لكرة القدم بالمعمورة. وفرضت تقنية «الفار» على جامعة الكرة استثمار أموال كثيرة في الغرفة المركزية الخاصة بتقنية الحكم المساعد، الموجودة بمركب محمد السادس، بعد أن كلفت أكثر من نصف الميزانية المرصودة لهذه التقنية، بحكم أنها تطلبت تجهيزات لوجستيكية عالية الجودة، إضافة إلى وضع بنك للمعلومات خاص لتسجيل المباريات، والعودة إليها كلما دعت الضرورة إلى ذلك. ومن أجل استكمال مشروع تطبيق تقنية «الفار»، كان لزاما على جامعة الكرة أن تقتني معدات تواصل عالية الجودة وتوزيعها على الحكام، للتواصل مع الطاقم التحكيمي الموجود في الملعب، وفي الحافلة المخصصة لهذه التقنية، إضافة إلى ربطها بالغرفة الموجودة بالملعب. وعملت جامعة الكرة على رصد جزء كبير من الميزانية المذكورة، للتعاقد مع شركة إسبانية مختصة في تقنية «الفار»، للإشراف عليها خلال أربعة مواسم رياضية، انطلاقا من الموسم الماضي، الذي عرف تطبيق هذه التقنية لأول مرة في المنافسات المنظمة، من قبل جامعة الكرة. وفرض تطبيق هذه التقنية على جامعة الكرة تكوين الحكام، الشيء الذي دفعها إلى تنظيم مجموعة من الدورات التكوينية للحكام، من أجل الحصول على رخصة حكم «الفار»، علما أن حكمين مغربيين فقط معتمدين في هذه التقنية من قبل الاتحاد الدولي، ويتعلق الأمر برضوان جيد ونور الدين الجعفري. ورغم الكلفة الباهظة لتقنية «الفار»، فإن الكرة المغربية مازالت تعيش على وقع الاحتجاجات في مباريات البطولة الوطنية، ما يؤكد أن جامعة الكرة ملزمة بتكوين اللاعبين، الشيء الذي ذهب إليه مدربو البطولة الوطنية، خلال الاجتماع التقييمي، الذي عقدوه مع الإدارة التقنية الوطنية، بعد أن طالبوا بضرورة وضع برنامج لتكوين اللاعبين وتقريبهم من فهم هذه التقنية. هل اختفى سماسرة التحكيم؟ لم تسلم الملاعب الوطنية من تجاوزات العديد من الدخلاء والسماسرة، الذين أساؤوا للكرة المغربية في العديد من المحطات. وعانت الكرة الوطنية بسبب اختلالات عديدة منذ فترة الستينات، عندما كانت أندية وطنية محظوظة تصول وتجول لارتباطها بشخصيات نافذة، ما أثر على العديد من نتائج المباريات. واستمرت هذه التجاوزات إلى وقت قريب، قبل أن تظهر تقنية الحكم المساعد «الفار»، الذي وضع الحكام، ليس فقط في المغرب، بل على الصعيد القارة الإفريقية، تحت المجهر، ما ساهم في الحد من تجاوزات تحمل سوء النية. وتبقى ظاهرة السمسرة متفشية أكثر في الملاعب الإفريقية، إلى حد أنها أصبحت ثقافة لدى بعض الأندية المعروفة، كما أن غياب «الفار» ساهم أكثر في انتشار سماسرة الحكام، ممن يتاجرون في نتائج المباريات. وما يؤكد استفحال هذه الظاهرة المشينة اعترافات جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في لقاء سابق في الرباط، بوجود فساد بالقارة الإفريقية، سواء تعلق الأمر بالتحكيم أو التدبير، الأمر الذي دفعه إلى الإعلان أن «فيفا» سيوظف 20 حكما من القارة الإفريقية، حتى يضمن نزاهة المباريات. مراقبون للحد من الانتقادات المديرية غير ملزمة بالعودة إلى تقاريرهم ودورهم ساهم في كشف التجاوزات سعت المديرية المركزية للتحكيم منذ سنوات إلى دفع الانتقادات الموجهة إليها، بسبب الأخطاء الكثيرة للحكام المعتمدين في منافسات البطولة الوطنية وكأس العرش، من خلال تعيين مراقبي الحكام، تتركز مهمتهم الأساسية في رفع تقارير إليها أسبوعيا. وتعتمد المديرية المركزية للتحكيم على التقارير، التي يرفعها مراقبو الحكام إليها أسبوعيا، في تحديد التعيينات المبرمجة الأسبوع الموالي، واستبعاد جميع الحكام، الذين ثبتت في حقهم تجاوزات خلال إدارتهم للمباريات. وتعين المديرية المركزية للتحكيم مراقبي الحكام من بين الحكام السابقين لمنافسات البطولة الوطنية، والمتقاعدين من مهامهم بعد تجاوزهم 45 سنة، بالنظر إلى التجربة التي راكموها في إدارة المباريات، وإلى تجربتهم الواسعة ورصيدهم المعرفي بقوانين اللعبة، بعد الدورات التكوينية التي خضعوا لها طيلة مسارهم في الملاعب الوطنية والدولية. وبلغ عدد المراقبين المعتمدين من قبل المديرية أزيد من 120، ضمنهم 40 مراقبا يشرفون على مباريات البطولة الاحترافية، بقسميها الأول والثاني، وضعفهم في مباريات بطولة الهواة بجميع أقسامها، يعملون أسبوعيا على رفع تقارير إلى المديرية، من أجل دراستها واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المخالفين، في الوقت الذي تعمل على إعادة تعيين الحكام، الذين أنصفتهم تقارير المراقبين في مباريات الأسبوع الموالي، وتنقيطهم حسب أدائهم طيلة الموسم الرياضي، لترقيتهم من درجة إلى أخرى، ومنح المتفوقين منهم الشارة الدولية. وتتلخص مهمة المراقبين في مراقبة تمركز الحكام في المباراة، ومستوى لياقتهم البدنية، وطريقة تعاملهم مع أحداث المباريات، والأخطاء المرتكبة من قبلهم، ودرجة تأثيرها على مجريات المباراة، إضافة إلى طريقة تنسيقهم مع مساعديهم، وتحديد الحالات التي احتكموا فيها إلى تقنية «الفار»، ومدى ضبطهم للقوانين. ويصل عدد المباريات التي يمكن لمراقبي الحكام أن يشرفوا عليها، 14 مباراة في الموسم، علما أن المديرية سمحت لهم بلقاء الحكام ومرافقتهم، وحضور الاجتماع التقني الذي يسبق المباراة. ورغم المهمة الكبيرة التي يؤديها مراقبو الحكام، من خلال التقارير المرفوعة أسبوعيا إلى المديرية، إلا أنها تبقى لها صلاحية تقييم الحكام، وتعيينهم أو إعادة تعيينهم في المنافسات. 70 حكمة بالمديرية سبع منهن حصلن على الشارة الدولية وتحضير لائحة جديدة للموسم المقبل ارتفع عدد الحكمات المعتمدات، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى سبع، بعد التوصيات التي رفعها «فيفا»، لجميع الاتحادات الوطنية، لرفع مستوى الممارسة النسوية. وتتوفر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على ثلاث حكمات رئيسيات دوليات، ويتعلق الأمر ببشرى كربوبي وفاطمة الزهراء العجامي وصباح سدير، وعلى أربع حكمات مساعدات، في مقدمتهن فتيحة الجرمومي وكريمة خديري وسكينة محمدي وإحسان نواجلي. كما تعمل جامعة الكرة على تكوين مجموعة من الحكمات الأخريات، وفق تعليمات الاتحاد الدولي، من أجل حصولهن على الشارة الدولية، وتضم اللائحة هدى جكلاوي ومونية أوبراهيم وخديجة عريفي ونهيلة بلخوخ وأمينة فخر. واضطرت جامعة الكرة إلى اعتماد الحكمة بشرى كربوبي في مباراة البطولة الوطنية الموسم الماضي، وجمعت بين المغرب التطواني وأولمبيك خريبكة، في إشارة إلى تنفيذ توصيات الاتحاد الدولي، الذي شرع بدوره في اعتماد العنصر النسوي في المنافسات الذكورية أيضا. ويتوفر المغرب على 70 حكمة دولية ووطنية، ثلاث حكمات في الوسط وأربع مساعدات، وحكمتان في تقنية «الفار» وخمس شرعن في التكوين لاعتمادهن في تقنية «الفار». وتملك الحكمتان كربوبي وجرمومي الرخصة الدولية لاعتمادها في تقنية «فار»، إذ شاركتا في العديد من المنافسات القارية الخاصة بالذكور،واستدعيتا من قبل الاتحاد الدولي للمشاركة في بطولة العالم، علما أن اتحاد شمال إفريقيا، وجه الدعوة لحكمات مغربيات للمشاركة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة بتونس، والتصفيات الخاصة بكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة بالجزائر. بورتري رمسيس... نهاية حزينة لم يكن خالد رمسيس، حكم جهة سوس، يعتقد يوما أن مسيرته التحكيمية ستنتهي فوق البساط الأخضر، وهو الذي كان يمني النفس في بلوغ أعلى مستوياته في مجال التحكيم. كانت كرة طائشة من رجل اللاعب إدريس السويط في مباراة الفتح الرياضي والدفاع الجديدي في بطولة 2009، كافية لنقل الحكم رمسيس في غيبوبة تامة إلى إحدى المصحات، أملا في إنقاذ حياته من موت محقق. لربما كان رمسيس الوحيد بين الحكام، الذين دخلوا أرضية الملعب معافين وأصحاء، وغادروه على ناقلة، بعدما أسقطته تسديدة قوية، دون أن تجدي التدخلات الطبية الأولية نفعا، ليصبح معاقا جسديا لفترة طويلة تنقل فيها عبر كرسي متحرك، قبل أن يستعيد عافيته تدريجيا. وانتزع رمسيس قلوب المغاربة بعد هذا الحادث المأساوي، وتعاطف معه جميع المغاربة، سيما أن المباراة كانت منقولة مباشرة. ولأن الحكم رمسيس مشهود له بالاستقامة والنزاهة وحسن الخلق، قررت الجامعة التكفل بعلاجه وتسوية وضعيته المالية والاجتماعية، لرد الاعتبار إليه، والتخفيف من معاناته، قبل إلحاقه موظفا باللجنة الجهوية التابعة لعصبة سوس، بإيعاز من فوزي لقجع. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

هكذا توارى المغاربة عن التظاهرات الكبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الاولى" تتراجع عن عرس "لالة العروسة"

تعليمات صارمة في التلقيح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات