ذروة الاستهتار بمنطقة مولاي رشيد

التباعد والالتزام بالتدابير الوقائية مجرد وهم ومواطنون يتصرفون كأنها خالية من الوباء تشعر خلال جولة بمنطقة مولاي رشيد بالبيضاء، كأنها المكان الوحيد في العالم الذي لم تصله جائحة كورونا، إذ تعاين استهتارا أو لنقل مخاطرة كبيرة من قبل المواطنين، فقط المارون في الشارع العام من يرتدون الكمامات الواقية، طبعا خوفا من أي متابعة قضائية، واللافت للنظر أنهم يستخدمونها بطريقة معيبة، قبل أن يتخلصوا منها بمجرد الوصول إلى أحيائهم. ليس غريبا عن هذه المنطقة أن تشهد هذه السلوكات، إذ تكفي العودة لمقطع فيديو تم تداوله منذ أشهر، لكشف لا مبالاة المواطنين تجاه الجائحة بطريقة لا تصدق. الشريط يظهر امرأة لم تتردد في معانقة جيرانها المصابين بالفيروس قبل نقلهم عبر سيارة إسعاف لتلقي العلاج، إذ احتضنتهم بحرارة وشاركتهم بكاءهم وحسرتهم، في إشارة إلى أنها معصومة من انتقال العدوى لها. أغلب سكان منطقة مولاي رشيد، سنوا قانونهم الخاص في التعاطي مع وباء كورونا، وضربوا عرض الحائط، كل التضحيات الجسام التي يقدمها رجال السلطة والأمن وكبار المسؤولين بالمنطقة لمواجهة الجائحة، ورفض العديد منهم الامتثال للتدابير الوقائية وتحدوا الجميع، والنتيجة اكتظاظ رهيب يبعث على الخوف بأسواقها العشوائية ومحلات تجارية في أحياء معينة أصرت على مزاولة نشاطها إلى حدود منتصف الليل. ورغم محاولات المسؤولين لفرض القانون سواء بشكل ودي وتوعوي أو بالضرب بيد من حديد على المخالفين، فإنها لم تعط أي نتيجة، واستمر الاستهتار، فأجبروا في النهاية على إغلاق أسواق نموذجية و"قيساريات" في حدود الثالثة زوالا. القيام بجولة بأسواق مولاي رشيد، خصوصا بالمسيرة وسوق "شطيبة"، محفوف بخطر الإصابة بعدوى كورونا. احترام التباعد فيها مجرد وهم. نسبة قليلة من باعة السوق ورواد الأسواق من تلتزم بارتداء الكمامات، والمثير أن بعضها متسخ ما يوحي أنها استعملت لأيام متتالية، رغم أن النصائح تلزم بالتخلص منها كل أربع ساعات. هذه الجريمة الصحية يتورط فيها الجميع، رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار، تسببوا في اكتظاظ غير مسبوق داخل الأسواق. الكل يتبضع بكل حرية وبفوضى غير مسبوقة، والمثير أن عددا من النساء، عمدن إلى استعمال مناديلهن بدل الكمامات، كأن لهن الثقة أنها كافية لصد الفيروس وقتله في المهد. الوضع نفسه تشهده "قيسارية الخيرية" الشهيرة، حيث الاكتظاظ وغياب التزام حرفي بالتدابير الوقائية، وما يزيد الطين بلة، جلب نساء لأطفالهن كأنهن في فسحة. رغم تنبيهات المسؤولين والسلطات المحلية والأمنية لرواد "القيسارية"، ومحاولتهم فرض النظام، إلا أن سلوكات المواطنين غير المسؤولة، جعلت الوضع خارج السيطرة، باستثناء نقطة وحيدة نجحت فيها السلطات أمام هذا الاستهتار غير المبرر، وهي أنها ألزمت المحلات التجارية بالإغلاق في حدود الثالثة بعد الزوال. داخل أحياء المنطقة، الوضع مثير للشفقة، مواطنون يتبادلون الحديث في جماعات دون كمامات واحترام التباعد، إذ تشعر من حديثهم أن لهم ثقة في عدم إصابة أي واحد منهم بالفيروس، وما يثير الاستفزاز أكثر، تناوب شباب مدمنين على المخدرات على تدخين لفافة حشيش، إذ تنتقل بينهم دون خوف من أن يكون أحدهم حاملا للفيروس. عدد المصابين بوباء كورونا بالمنطقة مرتفع، إلا أن قاطنيها لا يدركون هذه الحقيقة المرة، وما زال منهم من يعتبر الوباء مؤامرة ومجرد خدعة، دون أن يكلف نفسه عناء التوجه إلى المستشفى الإقليمي مولاي رشيد- سيدي عثمان، ليعاين بأم عينيه أن الوضع خطير جدا، وكيف يصطف العشرات من المواطنين ينتظرون دورهم لإجراء اختبار للتأكد من الإصابة بالفيروس اللعين. منهم من ظهرت عليه الأعراض وآخرون في حالة حرجة، في حين حدد موعد لآخرين مدته يومان بسب الاكتظاظ الكبير. مصطفى لطفي

ذروة الاستهتار بمنطقة مولاي رشيد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فرنسا تنقب في تمويلات أئمة مغاربة

درب السلطان ... حملات لتقوية الفيروس

مقالات ذات صلة