فكرة عمرها 90 سنة

ولدت فكرة حوار الأديان في 1932، وبلغ عدد المؤتمرات التي عقدت حولها نحو 15 مؤتمرا، انتهت جميعها بنتيجة واحدة، هي الدعوة إلى التعايش السلمي والتآخي بين أصحاب الديانات المختلفة. انطلقت فكرة الحوار بين الأديان ومختلف الحضارات والثقافات والتمثلات والمعتقدات المرتبطة بها، قبل تسعين سنة تقريبا، كما يقول الباحث المصري سعيد قدري، في دراسة حول التأصيل التاريخي لهذا الحوار الذي انطلق دون أن ينتهي إلى اليوم. وبدأت الفكرة، حسب قوله، حين بعثت فرنسا ممثلين لها، لمفاوضة رجال الأزهر في مشروع توحيد الأديان الثلاثة "الإسلام والنصرانية واليهودية" ثم تلا ذلك مؤتمر باريس 1933 حضره مستشرقون ومبشرون، ثم أخذت هذه المؤتمرات تتعاقب بين 1936 و 1964، ووجدت خلالها الدعوة إلى حوار الأديان . منذ ذلك التاريخ، انعقد أكثر من 15 مؤتمرا لحوار الأديان، بدوافع ومبررات مختلفة. وزادت أكثر بعد بروز التيارات الدينية المتطرفة من مختلف الأديان، ووقوع العديد من الأحداث التي لعبت دورا مهما في تغيير مسار التاريخ والجغرافيا، أهمها على الإطلاق أحداث 11 شتنبر 2001. ومن أهم مبادرات ومؤتمرات حوارات الأديان، التي عقدت، هناك مؤتمر مدريد 2008. في هذه السنة، ظهرت الدعوة، من جديد، إلى ضرورة التلاقي والتعايش بين الأديان الثلاثة، من ثمارها هذا المؤتمر الذي دعت إليه السعودية حضور خوان كارلوس، الملك الإسباني، وعدد من زعماء العالم السياسيين والدينيين كان من بينهم مايكل شنايدر، الأمين العام للمؤتمر اليهودي العالمي، ما أثار العديد من التحفظات حول الحضور اليهودي وإمكانية تسييس القضية وإخراجها من ثوبها الديني وانتهى المؤتمر إلى بعض التوصيات منها التأكيد على تفعيل القواسم المشتركة بين الأديان ونبذ العنف انطلاقا من وحدانية الخالق لدي كل الأديان. ما أثير في المؤتمر السابق أثار حفيظة عدد من الدول، لدرجة أن دعت الرياض مرة أخرى إلى عقد مؤتمر آخر للحوار الديني، وجاء هذه المرة في نيويورك وعقد في نونبر 2008، تحت إشراف الأمم المتحدة بحضور العشرات من زعماء البلاد والرموز الدينية في العالم، ولم يخل أيضا من الحضور اليهودي، ليتكرر مرة أخرى سيناريو الرفض والتنديد من جبهة المعارضة لحوار الأديان وخرج البيان الختامي ليؤكد أهمية التعايش السلمي بين أصحاب الديانات. وفي قطر 2010، عقد مؤتمر لحوار الأديان حضره ممثلون عن الكنيسة الكاثوليكية وبابا روما وممثلون عن الكنائس المسيحية الشرقية ومنهم قداسة البابا شنودة بابا الأقباط وعن المسلمين علماء من العالم العربي ومن أوروبا، وفضيلة شيخ الأزهر والشيخ القرضاوي. وبعد ذلك ببضعة أسابيع تم التوقيع في مصر علي اتفاقية للحوار بين المنتدى الإسلامي العالمي للحوار بحضور شيخ الأزهر ومجلس كنائس الشرق الأوسط الذي يرأسه البابا شنودة. وامتدادا لفكرة التفريعات المنبثقة من مشروع حوار الأديان، أقيم في العراق 21 يناير 2011، مؤتمر تحت شعار "حوار الأديان .. مصدر أساسي لاستقرار البلاد"، لكنه هذه المرة كان حوارا بين كل الأطياف ذات الخلفيات الدينية داخل العراق من أجل وقف نزيف الدماء التي تهدر نتيجة العمليات الإرهابية والتفجيرات التي تستهدف كل أبناء الوطن انطلاقا من ثوابت إيديولوجية ذات خلفية دينية. ورغم أن كل مؤتمرات حوار الأديان، التي امتدت بصيغ ونوايا أخرى في عدد من الدول، أفضت نتائجها إلى ضرورة التعايش السلمي والحب والإخاء بين مختلف الأديان، إلا أن ذلك لم يترجم على أرض الواقع، إذ أمام كل استفزاز صغير، تعود الأمور إلى نقطة الصفر، ويتحول الحوار إلى دماء وأشلاء، كما يجري اليوم في مناطق مختلفة من العالم. يوسف الساكت

فكرة عمرها 90 سنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبرشان يعيد المرابط ويطرد بيدرو

كرونولوجيا فكرة عمرها 90 سنة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات